بكين 4 سبتمبر 2018 / أعلنت الصين يوم الاثنين في قمة بكين 2018 لمنتدى التعاون الصيني - الأفريقي عن مجموعة كبيرة من الإجراءات الجديدة التي تهدف إلى النهوض بالتعاون الصيني-الأفريقي تزامناً مع حضور أكثر من 50 زعيماً أفريقياً للمنتدى.
وتتوقع شخصيات من الأوساط السياسية والاقتصادية والتجارية في الصين والدول الأفريقية، أن يشهد التعاون بين الصين والقارة الأفريقية ترقية جديدة، وأن تقدم هذه القمة قوة نمو جديدة لتحفيز تنمية القارة الأفريقية وتعزيز التعاون والتضامن بين الصين والدول النامية .
-- انجازات تثمر فوائد حقيقية للشعوب
وفي السنوات الثلاث الماضية، حققت الصين وأفريقيا انجازات مثمرة في التجارة والاستثمار، ما عزز الروابط الاقتصادية والتجارية بين الجانبين وجلب فوائد حقيقية لشعوب القارة الافريقية .
يشار إلى أن الصين كانت قد أعلنت عن 10 خطط كبرى للتعاون بين الصين وإفريقيا في قمة جوهانسبرج لمنتدى التعاون الصيني- الإفريقي عام 2015، تستهدف منها الكثير التعاون الاقتصادي والتجاري.
وبحسب البيانات الرسمية، ظلت الصين أكبر شريك تجاري للقارة الأفريقية على مدار 9 سنوات متتالية، وقد تجاوز إجمالي الاستثمارات الصينية في أفريقيا 100 مليار دولار، علاوة على تحقيق اختراقات جديدة في التعاون الثنائي بين الصين وأفريقيا في قطاعات الصناعة التحويلية والمالية والسياحة والطيران .
وفي عام 2017، وصل حجم التجارة بين الصين والقارة الأفريقية إلى 170 مليار دولار، بزيادة 14.1 في المائة على أساس سنوي .
وفي النصف الأول من 2018، ارتفعت التجارة الثنائية بنسبة 16 بالمئة على أساس سنوي لتصل إلى 98.8 مليار دولار أمريكي.
-- حفز التعاون الفعال ضمن مبادرة الحزام والطريق
وكان من بين الإجراءات الجديدة التي أعلنتها الصين يوم الاثنين في قمة بكين، استيراد منتجات أفريقية وخاصة المنتجات غير الموارد الطبيعية، وزيادة استثمار الشركات وزيادة الرحلات الجوية المباشرة وإقامة مركز للتعاون البيئي وإقامة معهد للدراسات الأفريقية إلى جانب تنفيذ برامج أمنية لمكافحة القرصنة والإرهاب وغيرها.
وأشارت صحيفة (اكونوميك انفورميشن ديلي) التابعة لوكالة أنباء شينخوا إلى أن القمة ستضع خطة شاملة لحفز التعاون الفعال بين الصين وأفريقيا في السنوات الثلاث المقبلة وما بعدها .
وذكر تقرير من معهد تشونغيانغ للبحوث المالية التابع لجامعة الشعب الصينية أن مبادرة الحزام والطريق قدمت فرصا نادرة للتنمية في أفريقيا.
وبحسب التقرير، قدمت الصين للقارة تكنولوجيا وتجارب وخبرات وخدمات تمويل وغيرها، لتساعد الحكومات المحلية على المشاركة في العمل عالميا أثناء عملية التصنيع، علاوة على رفع قيمة العمل المحلي بدلا من توفير موارد فقط في سلسلة التصنيع الدولية.
أما مبادرة الحزام والطريق، أكد التقرير أنها تتطابق بشكل عال مع خطط النمو الأفريقي في المستقبل، بوصفها نقطة هامة لاندماج الصين مع أفريقيا في تحقيق النمو المشترك.
ومنذ بداية عام 2018، تسارعت عملية التكامل الأفريقي وأعمال بناء مناطق التجارة الحرة وتدفق العمال والبضائع وغيرها في القارة، الأمر الذي يتوافق للغاية مع مضمون مبادرة الحزام والطريق.
-- انتقال التعاون الثنائي نحو مستوى أعلى
وفي الوقت الذي تعد فيه الصين أكبر دولة نامية في العالم، تحتضن القارة الأفريقية أكبر عدد من الدول النامية.
من جهته، رأى خه ياه فيه الباحث في معهد تشونغيانغ للبحوث المالية، إن التعاون الصيني-الأفريقي نموذج لتعاون الجنوب مع الجنوب، حيث قدم التعاون الثنائي أسلوبا مناسبا للدول الأفريقية للمشاركة في العولمة وإيجاد نمط يتطابق مع وضعها الخاص .
وقال ليو قوي جين الممثل الخاص السابق للشؤون الأفريقية لدى الحكومة الصينية، أن التعاون الثنائي بين الصين وأفريقيا سابقا كان دائما ما يتم بين الحكومات، أما في الوقت الراهن فقد تحول إلى تعاونات بين الشركات.
ولفت ليو إلى أن التعاون سابقا كان يتركز في مجالات أعمال البضائع ومقاولات الأشغال العامة والمعونات وغيرها، لكنه تحول حاليا إلى التعاون في الطاقة الإنتاجية والاستثمار والشؤون المالية، مؤكدا أن "التعاون ينتقل نحو مستوى أعلى ".