السكك الحديدية الصينية الفائقة السرعة في تطورها المذهل

بكين 8 أكتوبر 2018 / تعتبر السكك الحديدية فائقة السرعة علامة لمدى تقدم عملية تحديث السكك الحديدية ومرآة للقوة الشاملة للبلد. عليه، فإن الحكومة الصينية تولي بالغ الاهتمام لتطوير السكك الحديدية فائقة السرعة. فقد أنجزت الصين بناء شبكة السكك الحديدية فائقة السرعة التي تعد الأطول مسافة تحت التشغيل التجاري في العالم، ناهيك عن حجم البناء الجاري عالميا للخطوط الحديدية، وذلك نتيجة للبحث الفني والممارسة الهندسية والتشغيل الأمني لسنوات عديدة. وإن السكك الحديدية فائقة السرعة لا تغير أسلوب السفر للمواطنين الصينيين ونمط حياتهم فحسب، وإنما تعجل بعجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الصين أيضا.

ومنذ التسعينات من القرن الـ20، بدأت الصين ببحث فني وممارسة هندسية للسكك الحديدية فائقة السرعة. ففي عام 1997، قامت الصين بتنفيذ مشروع جديد لتحويل السكك الحديدية القائمة إلى سكك حديدية فائقة السرعة على نطاق واسع. فقد بدأ تنفيذ بناء السكك الحديدية فائقة السرعة الممتدة من مدينة تشينهوانغدوا إلى مدينة شنيانغ في أغسطس عام 1998 وتم تشغيلها تجاريا في أكتوبر عام 2003، مما أرسى أساسا لعملية تطوير السكك الحديدية الفائقة السرعة في الصين.

وفي أغسطس عام 2008، دخل إلى التشغيل التجاري أول سكة حديدية صينية تصل سرعتها 350 كم/ساعة وتربط بين مدينة بكين ومدينة تيانجين.

وفي يونيو عام 2011، بدأ تشغيل السكك الحديدية فائقة السرعة الممتدة من مدينة بكين إلى مدينة شانغهاي والتي يبلغ إجمالي طولها 1318 كيلومترا، وهي أسرع خط في العالم من حيث السرعة الاختبارية التي يمكن أن يصل أقصاه486.1 كم/ساعة.

وفي ديسمبر عام 2012، بدأ تشغيل السكك الحديدية فائقة السرعة الممتدة من مدينة هاربين إلى مدينة داليان، وهي أول خط حديدي في العالم يعبر الأراضي المجمدة الشاسعة للمنطقة الباردة.

وفي ديسمبر عام 2014، بدأ تشغيل السكك الحديدية فائقة السرعة الممتدة من مدينة لانتشو إلى مدينة أورومتشي والتي يبلغ إجمالي طولها 1777 كيلو متر، وهي أول خط حديدي فائق السرعة في العالم، يعبر المناطق الصحراوية ومناطق ذات الرياح القوية.

وفي ديسمبر عام 2015، بدأ تشغيل السكك الحديدية فائقة السرعة والتي يبلغ إجمالي طولها 653 كيلو مترا في مقاطعة هاينان.

ولغاية نهاية 2016، تجاوز إجمالي مسافة التشغيل للسكك الحديدية فائقة السرعة الصينية 22000 كيلو متر. وتم إنجاز شبكة النقل السريع للركاب تتكون من السكك الحديدية فائقة السرعة والسكك الأخرى ويفوق إجمالي طولها 40000 كيلومتر وتغطي جميع عواصم المقاطعات والمدن التي يتجاوز عدد سكان كل منها 500000 فرد.

من خلال البناء والتشغيل والإدارة على مدى السنوات الماضية اتضحت لنا التفوقات الفنية والاقتصادية التي تتحلى بها السكك الحديدية فائقة السرعة الصينية، تتمثل في متعة الركاب والأمن والاستقرار وتوفير الطاقة وحماية البيئة ومرونة الاستعمال والسرعة.

إن السكك الحديدية فائقة السرعة تغير حياة الشعب الصيني التقليدية، مما نتجت عنه أفكار جديدة للعمل والسكن والسياحة والمعاشات. وبفضلها، ازدادت حياة الشعب الصيني نطاقا مع تغير أسلوب ونمط حياتهم شيئا فشيئا.

لا تقٌصر السرعة المسافة بين المدن فحسب، وإنما تؤثر على فكر الصينيين في اختيار الفرص الوظيفية وتخلق وظائف جديدة . إن مدينة كونشان هي مدينة صغيرة في جنوب شرقي مقاطعة جيانغسو، وبفضل خط بكين-شانغهاي، يمكن الوصول إلى مدينة شانغهاي خلال 16 دقيقة فقط، فأصبحت كونشان "حديقة خلفية" لشانغهاي واختار عدد متزايد من أهل شانغهاي العيش في كونشان.

تتمتع السكك الحديدية فائقة السرعة الصينية بالمميزات المتمثلة في الأمن والتكنولوجيا الحديثة والجودة المميزة إلى جانب الأسعار المعقولة، والصين تشدها الرغبة في أن تشارك سائر الدول في التمتع بنتائج تطور السكك الحديدية على أساس المنفعة المتبادلة والفوز المشترك.