人民网 2018:10:09.16:19:09
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> تبادلات دولية
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: أي مستقبل للعلاقات الصينية الأمريكية بعد خطاب بنس؟

2018:10:09.16:36    حجم الخط    اطبع

تشهد "الحرب التجارية" التي أطلقتها الولايات المتحدة الأمريكية، تصعيدا مستمرا منذ بداية العام الحالي. وباتت القضايا الإقتصادية تتحول شيئا فشيئا إلى مشاكل سياسية. فمن رفض منح تأشيرات دخول الولايات المتحدة لعدة علماء صينيين، إلى تحقيقات "الـأف بي آي" مع عدة علماء أمريكيين من أصول صينية. ثم إلى شائعات منع منح تأشيرات الدراسة في الولايات المتحدة للطلبة الصينيين. باتت المؤشرات الواردة من الولايات المتحدة، تثير مخاوف الكثيرين من عودة الماكارثية من جديد إلى الولايات المتحدة.

خاصة بعد الخطاب الصادم لنائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، والذي ضمّنه إفتراءات وتهكمات متعمّدة على الصين. لذا، بات الكثير من المراقبين الآن، يطرحون نفس السؤال: ماهو اتجاه العلاقات الصينية الأمريكية؟

رغم أن بنس قد ذكر في خطابه، بأن المنافسة لا تعني دائما العداء. لكننا نلاحظ بكل أسف أن خطاب نائب الرئيس الأمريكي قد كان أحد مفرزات العداء والكراهية.

ذكر بنس في خطابه، بأن الولايات المتحدة قد فتحت أبوابها على مصراعيها عشية القرن الواحد والعشرين، وسمحت للصين بإلإنضمام إلى منظمة التجارة العالمية. ملمّحا إلى أن الصين يجب أن تشكر هذا "المعروف". لكنه لم يتحدث عن المشقة التي واجهتها الصين في الدخول إلى منظمة التجارة العالمية، ولم يتطرق إلى أن إنضمام الصين إلى المنظمة كان ثمرة جولات متعثرة ومتعددة من المفاوضات، وليس مجرّد "إحسان " من الولايات المتحدة. وقد سبق لرئيس مجلس الدولة الصيني الأسبق تشو رونغجي أن تحدث بتأثر، قائلا: "لقد أجرينا 15 سنة من المفاوضات....حتى غدا الشعر الأسود أبيضا".

ذكر السيد بنس أيضا، بأن "الناتج المحلي الإجمالي الصيني، قد تضاعف 9 مرّات خلال الـ 17 سنة الأخيرة. وتحولت الصين إلى ثاني أكبر إقتصاد عالمي". لكنه نسي بأن ذلك كان نتيجة لكفاح كامل الشعب الصيني. 

يعتقد بنس بأن "العجز التجاري الضخم" بين الصين وأمريكا، قد "أعاد إعمار الصين خلال الـ 25 سنة الأخيرة"، متناسيا بأن المعنى الحقيقي للتجارة الحرّة، هو أن طرف يرغب في الشراء وطرف آخر يرغب في البيع. كما أن كل من يعرف العلاقات الصينية الأمريكية، يدرك بأن أمريكا قد إستفادت كثيرا من السوق الإستهلاكية الصينية الضخمة. في هذا السياق، ذكر تقرير بحثي، صدر في يونيو الماضي عن البنك الألماني، أنه مقارنة مع الصين، حصلت أمريكا على مصالح تجارية أكثر من المبادلات التجارية بين البلدين. 

وفي ظل العولمة الإقتصادية التي تحكم المبادلات التجارية العالمية، من المؤسف أن نرى الولايات المتحدة لاتزال تتمسك بالمعايير المزدوجة. 

أدان بنس أيضا طرد السفن الحربية الصينية للسفن الحربية الأمريكية، لكنه لم يتطرق إلى دخول السفن الحربية الأمريكية 12 ميلا بحريا داخل المياه الإقليمية لأرخبيل نانشا؛ وفي الوقت الذي اتهم فيه نائب الرئيس الأمريكي الصين بعسكرة بحر الصين الجنوبي، لم يتطرق إلى المناورات الواسعة التي تجريها بلاده في هذه المنطقة، وإلى نقلها لكميات ضخمة من الأسلحة إلى بحر الصين الجنوبي، وإنشائها بإستمرار للقواعد العسكرية. 

من جهة ثانية، عبّر بنس أيضا عن استيائه من أن "حجم الإنفاق العسكري الصيني قد تجاوز إجمالي الإنفاق العسكري لمختلف دول المنطقة"، لكنه لم يتطرق إلى أن الإنفاق العسكري الأمريكي للعام المالي 2019 قد بلغ عتبة تاريخية بـ 700 مليار دولار. وإلى جانب أنه المستوى الأعلى في تاريخ الولايات المتحدة، فهو قد فاق إجمالي إنفاق مختلف الدول الأخرى. 

تحدث بنس بلغة منافية للحقيقة، عما أسماه "التغلغل والنفوذ الصيني داخل أمريكا. والذي يشمل هوليود، الجامعات، مراكز الأبحاث، الشركات، وحتى الحكومات المحلّية. في محاولة لممارسة تأثير شامل في مجالات الإقتصاد والأبحاث والرأي العام والسياسة". لكن من جهة أخرى، لم يتورع عن التدخل في السياسة الداخلية والدبلوماسية الصينية، وإعطاء الدروس والمواعظ حول الإصلاح والإنفتاح، ومخطط "صنع في الصين 2025"، ومبادرة الحزام والطريق.

أبدى بنس أيضا عدم تقبله لنظام "درجة الإئتمان الإجتماعي" في الصين. وقال بأنه يضيّق على حياة الإنسان من مختلف النواحي. في حين لم يتحدث عن نظام الإئتمان الأمريكي، الذي تم تأسيسه قبل أكثر من مئة عام. ولم يتحدث لماذا على الأمريكيين أن يتقدموا إلى الحكومة بطلب للحصول على رقم الأمن الإجتماعي (أس أس ان)، أو لماذا لايمكن فعل أي شيء في أمريكا دون إئتمان. 

أما في مايتعلّق باتهامه الصين بـ "شنّ حملة غير مسبوقة، للتأثير في الرأي العام الأمريكي، والإنتخابات الرئاسية 2018 و2020". فهذا لايشعر الصين بالحيرة فحسب، بل حتى وزير الأمن الداخلي الأمريكي نيلسون نفسه، قد صرّح في 3 أكتوبر الجاري، بعدم توفر أدلة تؤكد بأن الصين قد حاولت إفساد أو تغيير نتائج الإنتخابات النصفية 2018 في أمريكا. في المقابل، إن أمريكا من عليها تدقيق النظر في طريقة إستعمالها لمواقع التواصل الإجتماعي. وكيف أسهمت هذه المواقع في إندلاع سلسلة من الثورات في الشرق الأوسط. 

مايثير المزيد من القلق، هو عملية "شيطنة" الصينيين بشكل شامل. فبعض الصينيين الذين يدرسون أو يعملون في أمريكا، وحتى بعض الأمريكيين من أصول صينية، باتوا يتوخون الكثير من الحذر عند كتابتهم الرسائل الإلكترونية لأصدقائهم الصينيين. لأنهم أصبحوا أهدافا للتهجّم والإقصاء. حيث من الممكن إتهامهم بممارسة مختلف أنشطة الجوسسة. وقد تحدث أحد الساسة الأمريكيين قائلا: "كل طالب يأتي إلى أمريكا من الممكن أن يكون جاسوسا". 

يرى الباحث البريطاني مارتن جاك، أنه "في الوقت الذي تصدر فيه أمريكا خطابا تحريضيا وإستعماريا تجاه الصين. تلتزم الصين بالصبر وعزة النفس واليقظة". ويضيف بأن" الصين لو اختارت خيار المواجهة، فإن العواقب ستكون بالغة الخطورة كامل العالم".

نحن نأمل أن تعود أمريكا عظيمة مجددا، لكن هذه العظمة يجب أن لاتنبني على أساس الإستفراد والهيمنة، أو على أساس قمع الدول الأخرى. 

يصادف العام الحالي، مرور 40 عاما على البيان الصيني الأمريكي المشترك. ويؤمن جيل الشباب الصيني الحالي بأن التنمية تعود بالمنفعة المشتركة على أمريكا والصين معا. وأن النظر إلى الأمام يمثل طاقة إيجابية كبيرة لعلاقات البلدين والعالم. 

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×