زيارة لي إلى طاجيكستان بهدف تشكيل علاقات اوثق بين أعضاء منظمة شانغهاي للتعاون ودعم قوي للتجارة الحرة

دوشنبه 14 أكتوبر 2018 / اختتم رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ اليوم (الأحد) زيارته إلى طاجيكستان، التى أدت فى تحقيق علاقات اوثق مع الدول الإقليمية التى أعربت عن دعمها القوي للتجارة الحرة والتعاون الاقتصادي متعدد الأطراف.

جاء ذلك في بيان مشترك خلال القمة الـ17 لمجلس رؤساء حكومة الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون وخلال اجتماعات متعددة الاطراف وثنائية.

واقترح لي خلال اجتماع منظمة شانغهاي للتعاون يوم الجمعة، دفع التعاون في ستة مجالات أساسية، من بينها التجارة والتعاون في القدرة الصناعة والترابط وتعهد ببذل الجهود حتى تصبح المنظمة نموذجا للانفتاح والتعاون والتنمية المشتركة بين الدول الإقليمية.

-- المزيد من التجارة، المزيد من المكاسب

وأسست الصين وقازاقستان وقرغيزستان وروسيا وطاجيكستان وأوزبكستان منظمة شانغهاي للتعاون في عام 2001، بينما حصلت كل من الهند وباكستان على العضوية الكاملة فى منظمة في عام 2017. ويمثل الثمانية أعضاء نحو 20 في المائة من الاقتصاد العالمي و40 في المائة من عدد سكان العالم.

وقال لي إنه مع استمرار نمو تجارة المنظمة خلال الأعوام القليلة الماضية، حقق الجميع منافع من التجارة الحرة والتعاون الإقليمي.

وأضاف لي "تظهر الخبرات السابقة انه لا يمكن تحقيق التنمية خلف الأبواب المغلقة وإن الانفتاح هو الطريق الصحيح للتقدم."

وحث لي الدول الأعضاء في المنظمة على أن تدعم بقوة التجارة الحرة والنظام التجاري متعدد الاطراف المرتكز على القوانين ودفع تحرير وتسهيل التجارة والاستثمار.

واتفق رؤساء الوزراء وممثلو الدول فى الاجتماع على أن دول المنطقة تحتاج بشكل خاص إلى حماية التعددية والتجارة الحرة فى ظل الظروف الجديدة.

وذكر البيان المشترك أن الأعضاء أكدوا أهمية "مواصلة تعزيز نظام تجارى متعدد الاطراف يتسم بالانفتاح والشمول والشفافية وعدم التمييز ويرتكز على القانون وأيضا منع اى اجراءات حمائية أحادية في التجارة."

وقال رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيديف خلال اجتماعه مع لي على هامش اجتماع منظمة شانغهاي للتعاون إن روسيا مستعدة للعمل مع الصين من أجل حماية التعددية والتجارة الحرة. وأضاف ميدفيديف أنه يتوقع ان تتجاوز التجارة الروسية الصينية 100 مليار دولار أمريكي هذا العام.

وقال لي إن أعضاء المنظمة يحتاجون ايضا لاجراء دراسة جدوى حول تأسيس منطقة تجارة حرة للمنظمة ووضع ترتيبات مؤسسية لتعاون اقتصادي إقليمي أوثق.

وركز لي على الزراعة، قائلا إن الصين تتمنى توسيع استيراد منتجات زراعية عالية الجودة من الدول الاعضاء في المنظمة وتتمنى أيضا ان تصبح المزيد من المنتجات الزراعية الخاصة بالصين متوفرة للمستهلكين في الدول الأخرى الأعضاء في المنظمة.

وقال لي تسي قوه باحث في المعهد الصيني للدراسات الدولية "هذا خير جيد، حيث تسعى روسيا ودول وسط آسيا إلى زيادة الصادرات الزراعية إلى الصين."

وأضاف الباحث "هذا يثبت أن المنظمة تستطيع محاربة الاحادية والحمائية ليس فقط بالكلام ولكن بالفعل ايضا."

-- بناء الحزام والطريق

وفي عام 2013، تم طرح مبادرة بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير في قازاقستان. والآن في عامها الخامس أصبحت مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين تحظى بشعبية دولية جيدة وتحقق منافع كبيرة.

وقال لي إن المنظمة تخدم كمنصة رئيسية لمبادرة الحزام والطريق.

وأكدت الدول الأعضاء على دعم مبادرة في بيان مشترك يؤيد إقامة علاقات شراكة واسعة ومفتوحة ومتبادلة النفع ومتساوية.

وأفاد لي أن الصين مستعدة لتضافر مبادرة الحزام والطريق مع استراتيجيات التنمية الخاصة بالدول الاعضاء في المنظمة.

وتعني مبادرة الحزام والطريق حرفيا لسكان مدينة بيشكيك عاصمة قرغيزستان طرق أفضل. وتقوم الصين بترميم 23 شارعا هناك مجانا، مستخدمة مواد جديدة مثل الاسفلت الممطول الذي يجعل السطح أكثر متانة ومضادا للمياه وسهل الصيانة.

وقال نورلان إيشينباييف رئيس قسم إدارة البناء في بيشكيك "الصين أصبحت الآن دولة عظيمة. وأصبحت علاقاتنا أوثق فى الفترة الأخيرة.

وتعمل شركات صينية على مشروع نقل خفيف بالسكك الحديدية في الاستانة، الاول من نوعه في قازاقستان. وسيجعل خط السكة الحديدية الذي يبلغ طوله 22 كيلومترا والمقرر تدشينه عام 2020 الحياة أسهل للأشخاص الذين يسافرون يوميا والذين يحتاجوا في بعض الأحيان إلى التخلص من الازدحام المروري المزعج فى المدينة.

وقال لي إن شيئا أكثر أهمية هو الطرق والسكك الحديدية العابرة للحدود. وحث رئيس مجلس الدولة الصيني خلال اجتماع المنظمة على بذل المزيد من الجهود من أجل ضمان بناء الطرق التي تربط الدول الاعضاء في المنظمة في الوقت المحدد بحلول عام 2020. ويتعين توسيع شبكات السكك الحديدية العابرة للحدود ايضا.

وأضاف لي ان "شبكات النقل المناسبة والفعالة ضرورية للتدفق الحر لعناصر الانتاج والتجارة العابرة للحدود والسفر. وأضاف أن التواصل أولوية لمبادرة الحزام والطرق كما سيسهم أيضا في تنمية قارة أوراسيا."

وقال رئيس وزراء طاجيكستان قاهر رسول زاده إن حكومته اتخذت تأسيس الطرق والسكة الحديدية العابرة للحدود كمحور للمشاركة في الجهود المشتركة لبناء الحزام والطريق.

وصرح رسول زاده بذلك للصحافة يوم السبت بعد عقد محادثات مع لي خلال زيارته الى طاجيكستان.

- علاقات الصداقة تتعدى جبال بامير

وكانت هذه هي أول زيارة يقوم بها لي إلى طاجيكستان. ووصف لي العلاقات الودية بين الصين وطاجيكستان بأنها علاقة مستمرة منذ ما يزيد على ألاف الأعوام وتتعدى جبال بامير في مقال موقع تم نشره في صحيفة سائدة في طاجيكستان.

وتحدث رئيس مجلس الدولة الصيني عن النمو السريع والصحي للعلاقات والتعاون الثنائي في جميع المجالات عندما التقى برسول زاده.

وقال رئيس طاجيكستان إمام علي رحمن للي خلال اجتماعهما إن بلادة تقدر الدعم والمساعدة التي قدمتها الصين للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد وأنه مستعد لدعم التعاون مع الصين في مجالات النقل والزراعة والطاقة وتأسيس البنية الأساسية ومجالات أخرى.

وقال لي إن امكانيات تنمية العلاقات الثنائية والتعاون بينهما واسعة لان اقتصادات البلدين مكملة لبعضها البعض.

وأضاف لي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رسول زاده "أننا نريد تعميق التعاون بهدف انتفاع شعبي البلدين بشكل اكبر ونمو علاقات الصداقة بشكل أوثق."

وتعد طاجيكستان المحطة الاولى فى جولة لى إلى أوراسيا والتي سيذهب خلالها إلى هولندا وبلجيكا. وسيحضر الاجتماع الـ12 لقمة اسيا-اوروبا في بروكسل .