مناطق التجارة الحرّة، تفتح حقبة جديدة لإزدهار أعمال الأجانب في الصين

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2018:10:30.16:19

وليد عبدالله

مثلت سياسة الإصلاح والإنفتاح منعرجا تاريخيا بالنسبة للصين، حيث استطاعت الصين في ظرف وجيز أن تتحول من دولة فقيرة إلى ثاني إقتصاد في العالم. في ذات الوقت، أتاحت هذه السياسة فرصا كبيرة لرؤوس الأموال الأجنبية من شركات وتجّار للإزدهار وتحقيق الثروة داخل الصين. وفي الوقت الحالي، تدخل الصين مرحلة جديدة من الإصلاح والإنفتاح، تمثل مناطق التجارة الحرّة إحدى روافدها الأساسية. وقد قامت الصين إلى حدّ الآن بتأسيس 12 منطقة تجارة حرّة نموذجية، في شكل تجارب أولية، ستتبعها المزيد منها تدريجيا في مختلف أنحاء البلاد.

ولا شك أن مناطق التجارة الحرّة في الصين ستدشن عصرا جديدا للشركات الأجنبية ورجال الأعمال الأجانب لتطوير الأعمال والأرباح داخل الصين. خاصة من خلال ما تتيحه هذه المناطق من سياسات وحوافز لتسهيل إستثمار وأعمال رؤوس الأموال الأجنبية في الصين. بما في ذلك رفع وإلغاء القيود على الإستثمار، والمعاملة الوطنية والبطاقة الخضراء. فماهي مناطق التجارة الحرة الصينية؟ وماهي مخططاتها المستقبلية؟ وماهي سياساتها الخاصة برؤوس الأموال الأجنبية؟ وماهي الفرص الجديدة التي تنتظر الأجانب في الصين؟

منطقة شنغهاي: تأسست منطقة التجارة الحرّة النموذجية بشنغهاي، في سبتمبر 2013، وتمتد على مساحة 120.72 كلم مربع. وتتكون من 7 مناطق، هي: واي قاتشياو، التي تركز على قطاعات النبيذ والساعات والسيارات ومكنات الإنشاء والعلاج والأدوية الحيوية والمنتجات الصحية ومواد التجميل وغيرها؛ الحديقة اللوجيستية بمنطقة واي قاو تشياو، التي تعد إحدى القواعد اللوجستية الهامة في العالم، وتعمل بالتناسق مع منقطة واي قاوتشياو؛ منطقة ميناء يانغشان، التي تعد المنطقة المركزية لتنمية أعمال الشحن الجوي بشنغهاي، وتجمع بين صناعات الإتصالات والمنتجات الإلكترونية والسيارات وقطعها والمواد الغذائية عالية الجودة وغيرها؛ منطقة مطار بودونغ، التي تركز على مشاريع المنتجات الإلكترونية والآلات الطبية والمنتجات الإستهلاكية عالية الجودة وغيرها؛ المنطقة المالية لوجيا تزوي، والتي تسعى إلى تأسيس منظومة مالية تستجيب للقواعد الدولية، إلى جانب تطوير الأنظمة المتعلقة بالخدمات الحديثة الخاصة بإقتصاد المقرّات الرئيسية، ودفع تيسير الإستثمار وتحرير التجارة؛ منطقة بوابة جينتشياو لصناعة الآلات، والتي ستتخصص في 4 صناعات رئيسية، هي السيارات، والمعلومات الإلكترونية، والأجهزة المنزلية الحديثة والأدوية الحيوية؛ أما حديقة تشانغ جيانغ للتكنولوجيا الفائقة، فتسمى بالسيليكون فالي الصيني، وتتخصص في الطب الحيوي والدارات المتكاملة وتطوير البرمجيات.

وتقوم منطقة التجارة الحرّة النموذجية بشنغهاي، بتخفيض أو إلغاء قيود الإستثمار على المستثمرين الأجانب، وفقا لنظام القائمة السلبية. كم تتيح للكفاءات العاملة فيها بالتقدم لطلب الحصول على البطاقة الخضراء الصينية، للإقامة الدائمة.