ستعقد الدورة الأولى من معرض الصين الدولي للاستيراد بشنغهاي بين 5 و10 نوفمبر القادم. حيث سيلقي الرئيس الصيني شي جين بينغ خطابا هاما في حفل الافتتاح، كما سيتم تنظيم عددا من الأنشطة خلال المعرض.
ويتزامن إنعقاد الدورة الأولى من معرض الإستيراد، مع احتفال الصين بالذكرى الأربعين للإصلاح والانفتاح، مايعد تجسيدا لمصداقية الصين في زيادة انفتاح السوق وتعزيز حرية التجارة والتعاون الدولي، الأمر الذي سيجلب بالتأكيد المزيد من فرص التنمية للعالم، ويضخ زخمًا قويًا في بناء اقتصاد عالمي منفتح.
معرض الصين الدولي للاستيراد هو أول معرض وطني من الحجم الكبير يتمحور حول الاستيراد. ويعد إنعقاد معرض الصين الدولي للاستيراد أحد أهم السياسات والإجراءات التي تتخذها الصين في إطار دفع إنفتاح سوقها على العالم. وسيشهد المعرض حضور شخصيات سياسية ورجال أعمال وممثلين عن منظمات دولية، من حوالي 150 دولة.
ويتضمن المعرض 82 جناحا وطنيا، و3 أجنحة للمنظمات دولية، كما سجل في المعرض أكثر من 3000 شركة من أكثر من 130 دولة. وسيشهد منتدى هونغ تشياو الدولي للإقتصاد والتجارة، اجتماع أكثر من 2000 ممثل عن مختلف البلدان. مايعكس الجاذبية القوية التي يتمتع بها المعرض في العالم.
لا شك أن الإختيار الطوعي للسوق الصينية التي تضم أكثر من 1.3 مليار نسمة بتعميق الإنفتاح، يمثل خبرا سارّا للعالم. وفي ظل البيئة الدولية الحالية التي تتصاعد فيها موجات الحمائية والحملات المناهضة للعولمة، تمثل الدورة الأولى من معرض الإستيراد، خطوة مهمة تعكس عزيمة الصين على توسيع نطاق انفتاحها. " إن تنظيم معرض الواردات، يمثل إجراءا مهمّا من الصين لتعزيز العولمة الاقتصادية ودعم النظام التجاري متعدد الأطراف". يقول المدير العام لمنظمة التجارة العالمية أزيفيدو، منوها بالجهود الصينية، التي وصفها بأنها جهود تستحق التثمين. من جهة أخرى، قالت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستين لاغارد، أن الإنفتاح الصيني يعطي مزيدا من اليقين والأمل في الإقتصاد العالمي.
تعد الصين دولة مستفيدة من العولمة الاقتصادية ومساهمة فيها أيضا. وفي الوقت الحالي، يدعم الرأي العام الدولي بقوة إعادة إطلاق جولة جديدة من العولمة لتعزيز التعاون بين مختلف البلدان. وتمثل الصين واحدة من أكبر أسواق الإستيراد في العالم، حيث تستأثر بـ1\10 قيمة الواردات العالمية، وحافظت على المركز الثاني كأكبر مستورد للسلع العالمية على مدى 9 سنوات متتالية. ومن المتوقع أن تبلغ قيمة الواردات الصينية خلال الـ15 سنة القادمة 24 تريليون دولار. ولا شك أن معرض الإستيراد سيترجم الرغبة الصينية في جعل ثمار الإنفتاح تعود على الشركات الصينية والشعب الصيني وكذلك الشركات الأجنبية وشعوب العالم.
من جهة أخرى، توفر استضافة الصين لمعرض الإستيراد فرصة ثمينة للدول النامية للاندماج في العولمة الاقتصادية. خاصة في ظل التأثيرات السلبية لعدم استقرار الإقتصاد العالمي والحمائية التجارية على الإقتصاديات النامية. يذكر أن العديد من الدول النامية باتت أمام رهانات المشاركة في تقسيم العمل، ودفع التنمية الإقتصادية والتصنيع والحضرنة من خلال رفع مستوى الصادرات. وتجدر الإشارة إلى أن شركات الدول النامية تمثل 34٪ من العارضين خلال هذه الدورة، وتمثل الشركات القادمة من الدول الواقعة على مسار الحزام والطريق 34٪، كما تمثل الشركات القادمة من الدول الأقل نموا 10%، مايعكس التمثيلية الواسعة للمعرض.
لن يتم إغلاق باب الإنفتاح الصيني، بل سيتوسع بإستمرار. وبصفتها دولة كبرى ومسؤولة، تأمل الصين بإخلاص في تعزيز التجارة وفتح الأسواق من خلال معرض الاستيراد الدولي، وتعميق العولمة الاقتصادية، والمساهمة في بناء اقتصاد عالمي منفتح، بما يتيح لمختلف الدول والشعوب تحقيق الفوز المشترك.