حقائق واضحة تدل على أن العلاقات الصينية-النيجيرية تتطور على أساس المنفعة المزدوجة

أبوجا 6 نوفمبر 2018/بلغت العلاقات الثنائية بين الصين ونيجيريا أعلى مستوى لها خلال السنوات الأخيرة، بفضل التعاون في العديد من المجالات، منذ أن أقام البلدان علاقاتهما الدبلوماسية قبل أكثر من 4 عقود.

قال الرئيس النيجيري محمدو بوهاري في مقابلة خطية مع ((شينخوا)) في وقت سابق، إن العلاقات بين البلدين تنمو "على مستوى مقنع جدا لتعاون المنفعة المزدوجة".

وفيما يلي أبرز المجالات التي تؤكد حقيقة هذا التعاون:

في المجال السياسي:

لقد دعمت نيجيريا بشكل تام استعادة الصين لمقعدها الشرعي في الأمم المتحدة في سبعينات القرن الماضي. ومنذ ذلك الحين، وعلى صعيد القضايا الرئيسية الإقليمية والعالمية، ظل البلدان يتشاوران ويدعمان بعضهما البعض للعمل بصورة مشتركة لصيانة مصالح أفريقيا والدول النامية.

وخلال الأعوام المنصرمة، تبادل الجانبان الزيارات الرفيعة المستوى، بما يسهم في مواصلة تعزيز الثقة السياسية المتبادلة.

في عام 2014، زار رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ، نيجيريا، وتوصل لتوافقات مكثفة مع القادة النيجيريين.

وفي عام 2015، التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ، مرتين مع الرئيس بوهاري، وتبادل الرئيسان الآراء حول العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وتوصلا إلى سلسلة واسعة من التوافقات، ووضعا التوجيه لمسار تطور العلاقات المستقبلية بين البلدين.

في إبريل 2016، قام بوهاري بأول زيارة رسمية له للصين، واتفق مع الرئيس شي على نقل العلاقات الثنائية إلى مرحلة جديدة.

وفي يناير عام 2017، وخلال زيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يي لنيجيريا، أكدت الحكومة النيجيرية مجددا التزامها بسياسة الصين الواحدة، قائلة إن نيجيريا ستبقى متمسكة بالصداقة والتعاون الطويلى الأمد مع الصين.

وخلال قمة منتدى التعاون الصيني-الأفريقي لعام 2018 في بكين، مطلع سبتمبر الماضي، قرر قادة الصين وأفريقيا بالإجماع، بناء مجتمع المستقبل المشترك بين الصين وأفريقيا، بما يعزز المسؤولية المشتركة وتعاون المنفعة المزدوجة وتحقيق السعادة للجميع، والتمتع بالازدهار الثقافي وضمان الأمن المشترك، وتعزيز الانسجام بين البشر والطبيعة.

في المجال الاقتصادي

وبالتماشي مع التطور الوثيق للعلاقات السياسية بين الصين ونيجيريا، يشهد التعاون الاقتصادي خطوات متسارعة.

حتى عام 2017، كانت نيجيريا السوق الأكبر للعقود الهندسية الصينية، وثاني أكبر سوق لصادراتها، وثالث أكبر شريك تجاري لها، ووجهة استثمارية رئيسية في أفريقيا.

في ابريل هذا العام 2018، وقع البنك المركزي الصيني، اتفاقية تبادل(مقايضة) عملات مع نظيره النيجيري. وسيتم تبادل ما إجمالية 15 مليار يوان صيني(2.35 مليار دولار أمريكي) مع 720 مليار نيرا نيجيرية، والعكس بالعكس، خلال السنوات الثلاث المقبلة. وهذا الاتفاق يمكن تمديده بموافقة الطرفين، وقد جعل نيجيريا ثالث بلد في افريقيا، بعد كل من جنوب افريقيا ومصر، يوقع مثل هذا الاتفاق مع الصين.

ونيجيريا هي البلد الأفريقي الأول الذي يقبل العملة الصينية (الرنمينبي أو اليوان) كاحتياطي عملة أجنبية لديها.

وتعمل الصين ونيجيريا بنشاط على مواصلة تطوير المناطق التجارية الحرة في ليكي وأوغون، وهي مناطق تهدف إلى جذب المستثمرين الأجانب وتطوير البنى التحتية في البلاد ورفع مستوى التصنيع، بما يخدم تحسين حياة المواطنين.

وفي مجالات البنى التحتية، وخاصة مشاريع الأقمار الاصطناعية ومشاريع السكك الحديدية، قدمت الصين استثماراتها وتقنياتها الحديثة، ووضعت هذه المشاريع موضع التشغيل لخدمة النيجيريين. في 15 مايو 2018، وقعت نيجيريا اتفاقية بقيمة 6.68 مليار دولار أمريكي، مع المؤسسة الصينية للهندسة والإنشاءات المدنية(CCECC) لتحديث مشاريع سكك حديدية، ولاسيما التي تربط بين مدينتي لاغوس العاصمة وكانو المحور التجاري في شمالي البلاد.

وشهدت العلاقات والتبادلات الثقافية هي الأخرى تعززا وتطورا مستمرين، تجلت في إقامة مركزين ثقافيين في البلدين، حيث تعتبر نيجيريا أول دولة أفريقية تفتح مركزا ثقافيا في الصين، بينما فتحت الصين مركزها الثقافي في نيجيريا عام 2013.

وفي المجال الزراعي، تتشاطر الصين حاليا خبراتها وتقنياتها الزراعية مع نيجيريا من أجل تطوير هذا المجال ورفع فعاليته وإنتاجيته، بما يحقق تحديث الزراعة وضمان الأمن الغذائي.

وتشكل الزراعة حاليا، 23% من إجمالي الناتج المحلي في نيجيريا، ويعمل فيها 38% من القوى العاملة في البلاد.

خلال الفترة بين عامي 2002 و2014، نفذت الصين ونيجيريا مرحلتين من برنامج التعاون الصيني-النيجيري، ضمن إطار التعاون الزراعي بين الجنوب-الجنوب، بما يوفر فرص التدريب التقني في مجالات الزراعة وحفظ المياه، والصيد وتربية الدواجن والمواشي.

وقدمت الصين الكثير من فرص التدريب للمسؤولين والعاملين والكوادر المتخصصة بالقطاع الزراعي من نيجيريا، بما يحقق رفع وتحسين الإمكانيات، وتحقيق نتائج مثمرة.