مقالة : الساحة باتت مهيأة للتصادم بعد أن سيطر الديمقراطيون على مجلس النواب الأمريكي

واشنطن 8 نوفمبر 2018 / بعد منافسات محتدمة، تمكن الديمقراطيون ليلة الثلاثاء من السيطرة على مجلس النواب الأمريكي، بعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي، بينما حافظ الجمهوريون على سيطرتهم على مجلس الشيوخ.

وبهذه النتائج، باتت الساحة مهيأة لتصادم قد يتزايد حدة، في الكونغرس بين الحزبين الرئيسيين، الجمهوري والديمقراطي، بالولايات المتحدة.

لقد تمكن الديمقراطيون من السيطرة على مجلس النواب بعد منافسات حامية، وستحول سيطرتهم هذه ميزان القوى من كونغرس كان تحت سيطرة مفردة للحزب الجمهوري إلى كونغرس خاضع لسيطرة الحزبين.

لقد حصل الديمقراطيون على أكثر من الـ23 مقعدا التي يحتاجونها للسيطرة على مجلس النواب، بعد أن ظلوا على الهامش منذ أن تبوأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقاليد الحكم قبل سنتين تقريبا.

قالت زعيمة الأقلية في مجلس النواب، الديمقراطية نانسي بيلوسي، ليلة الثلاثاء، في مقر حزبها "غدا سيكون يوما جديدا في أمريكا".

إن الأمريكيين منقسمون حول ترامب، فالذين يحبونه يواصلون تأييده، والذين لا يحبونه، يواصلون رفضهم له. وهؤلاء الرافضون له ولسياساته هم من ساعد الديمقراطيين على السيطرة على مجلس النواب.

قال داريل ويست، الزميل البارز في معهد بروكنغز، في حديث مع ((شينخوا))، إن كافة الديمقراطيين تقريبا ومعظم المستقلين، لا يحبذون مواقف ترامب "المتشددة إزاء الهجرة، وفي التجارة، وقضايا المساواة بين الجنسين".

وأضاف "لقد فاز الديمقراطيون بالمجلس بفضل المعارضة الموجودة ضد سياسات ترامب".

أما دان ماهافي، النائب الأول لرئيس مركز دراسات الرئاسة والكونجرس في واشنطن، فصرّح لـ((شينخوا)) قائلا إنه في الوقت الذي تمكن فيه الجمهوريون من كسب بعض مقاعد مجلس الشيوخ المتأرجحة "لكن النتائج بمجلس النواب أظهرت كم أن الناخبين من الضواحي ومن المتعلمين ومن النساء، قد ابتعدوا عن ترامب".

وأضاف "الآن، سيكون الأمر أمام الرئيس وزعماء الكونغرس، لرؤية ما إذا كانوا قادرين على التوازن في مثل هذه المرحلة ذات الاستقطابية العالية، وتحقيق بعض الإنجازات، أو التحرك قبيل عام انتخابات 2020".

ومع سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب، حافظ الجمهوريون على سيطرتهم على مجلس الشيوخ، وعززوها. ويرى المحللون أن هذا سيعزز مكانة ترامب بين الجمهوريين. وهناك العديد من الجمهوريين يعزون الفضل بفوزهم هذه المرة إلى ترامب وما قاده من حملات على مدى الأشهر الماضية تحضيرا لهذه الانتخابات.

ويرى المحللون أيضا أن فوز الحزب الجمهوري بمجلس الشيوخ يعني أيضا أن الرئيس بإمكانه مواصلة المصادقة على تعييناته من القضاة الفيدراليين المحافظين، وسيمضي أي تعديل وزاري مقبل له، دون أية عراقيل، مع وجود مجلس شيوخ يصادق على تعييناته.

يعتقد الخبراء والمحللون أنه في ظل هذه النتائج وما تمخض عنها، باتت الساحة مهيأة لتنافس حامي الوطيس في الكونغرس الأمريكي، وسط انقسام ايديولوجي عميق في واشنطن.

وهناك سلسلة من القضايا المتوقع أن يتناطح فيها ترامب مع الديمقراطيين، وعلى رأسها ما يتوقع من الديمقراطيين من تحقيقات قد يبدأوها حول قضايا ضريبية ضد ترامب وعلاقاته المحتملة مع روسيا.

وما يعزز هذه التوقعات، أن جيرالد إي كونولي، وهو ديمقراطي من ولاية فرجينيا، قال الأربعاء إن البلاد "قد أعطتنا تفويضا للبدء بتدقيقات حول الإدارة التنفيذية"، ملمحا إلى أن حزبه(الديمقراطي) سيبدأ عددا من التحقيقات حول الإدارة بالبيت الأبيض.

ونقلت صحيفة ((واشنطن بوست)) عنه قوله "هذا ليس وقت التراجع أو التأخر عن التحرك النشيط".

ويأتي هذا في أعقاب عدة تصريحات مماثلة من الديمقراطيين، وآخرها ما تعهدت به زعيمة الأقلية بمجلس النواب نانسي بيلوسي، قبل أيام، بإجراء تحقيقات حول سجل ترامب الضريبي، وهو "أول شيء سنفعله، إذا فزنا بالمجلس".

ولا يخفى على أحد ما يتعرض له ترامب مؤخرا من ضغط بسبب التحقيقات التي يجريها المحقق الخاص روبرت موللر، حول مزاعم تواطؤ حملة ترامب الانتخابية مع روسيا، وهي مزاعم ينفيها ترامب تماما، واصفا إياها ببحث عن سحر مفترض.

ولكن، لا دخان بلا نار، كما يقول المثل.

وفي خضم هذه المعمعة والتهديد والوعيد، وفي معرض ردّه على ما يمكن أن يفعله الديمقراطيون بعد هذه النتائج، قال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، السيناتور الجمهوري ميتش مكونيل، يوم الأربعاء، إن الحزب الجمهوري سيحبط اية محاولة للنيل من الرئيس أو تفعيل إجراءات تحقيق وعزل له، مشيرا إلى أن الجمهوريين سيعتبرون مثل هذه التصرفات "تحرشا" بالرئيس.

وأضاف "لذلك، على الديمقراطيين بمجلس النواب أن يقرروا إلى أي مدى يمكن أن تكون خطط التحرش بالرئيس، مفيدة لهم".