سفير قطر لدى الصين: معرض الواردات بشانغهاي لا نظير له في العالم

قال سفير دولة قطر لدى الصين سلطان بن سالمين المنصوري يوم الأربعاء إن ما جاء في خطاب الرئيس الصيني شي جين بينغ في افتتاح معرض الصين الدولي الأول للواردات يؤكد عزم الصين الجاد على مواصلة الانفتاح على العالم وسعيها دائما إلى ما هو في صالح الشعوب والأمم.

وأشار السفير المنصوري خلال مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) إلى أن الخطاب نقل رسالة واضحة للعالم بأن أبواب الصين منفتحة وسوف تقوم بتوسعة هذه الأبواب، مضيفا أن ما جاء في الخطاب عن أن الصين ستتخذ إجراءات من بينها تخفض الرسوم الجمركية وتحسين مستوى التخليص الجمركي وغيرها لتحفيز المزيد من الواردات خير دليل على ذلك.

وقال المنصوري إن هذا المعرض ليس له نظير في العالم وتأتي أهميته من كونه حمل إشارة ودليلا هاما على التزام الصين بتعهداتها التي أعلنتها خلال المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني حيث وعد الرئيس الصيني شي جين بينغ العالم بأن الصين ستتخذ مزيدا من الخطوات باتجاه الانفتاح ومشاركة العالم ثمار التنمية في بلاده، مضيفا أنه يأتي في وقت تغلق فيه بعض الدول أسواقها وتفرض أنماطا مختلفة من الحمائية التجارية، فهذا معرض ضد الحمائية وضد الانغلاق ومع التجارة الحرة.

وتابع السفير قائلا إن المعرض، الذي تشارك فيه أكثر من 2800 شركة من أكثر من 130 دولة ومنطقة، ليس له نظير في العالم سواء من حيث المساحة أو الكم أو الحجم ويمثل علامة مهمة في نمط الاقتصاد الصيني الجديد وفي توجهات الصين نحو العالم وحمايتها لمناخات التجارة الحرة والعولمة الإنسانية التي تزدهر على ضفافها كل الشعوب، كما يكشف عن أن شعار الصين النبيل وهو مجتمع مصير مشترك للبشرية هو شعار حقيقي قابل للتنفيذ.

وأشار المنصوري إلى أن هذا المعرض الشامل منصة تتيح فرصة للشركات المشاركة من أنحاء العالم لتقديم كل ما تتميز به، معربا عن ثقته التامة بأن الدورات القادمة من المعرض ستكون أكبر، "فالصينيون دائما ما يذهلون العالم".

وقال إن المعرض يعتبر آلية مهمة من آليات مبادرة الحزام والطريق التي رأت دولة قطر فيها منذ يومها الأول فرصة تاريخية مهمة للازدهار المشترك، مضيفا أن دولة قطر كانت من أوائل الدول التي وقعت مذكرة تفاهم للتعاون في إطار هذه المبادرة مع الصين وأن مشاركتها في المعرض هي دعم لهذه المبادرة ودعم لمناخات الأسواق المفتوحة والتفاعل معها.

وذكر أن المنتدى الاقتصادي القطري الصيني الذي عقد ضمن فعاليات المعرض يأتي أيضا كدليل على اهتمام المؤسسات الاقتصادية والشركات في البلدين بالاستفادة من المبادرات الدولية والمنتديات والتواجد فيها لبناء شراكات بين الطرفين خصوصا وأن هناك تطلعات كبيرة وجادة للشركات القطرية لتعزيز تواجدها في السوق الصينية ومن أهم هذه الشركات والمؤسسات شركات ومؤسسات النفط، والغاز الطبيعي المسال والبتروكيماويات ومؤسسات الاستثمار القطري العملاقة مثل مؤسسة قطر للاستثمار وغيرها.

ومن ناحية أخرى، قال المنصوري إن أهم بنود اتفاقية الشراكة الإستراتيجية بين دولة قطر والصين هي بنود التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري وفتح الأسواق بين البلدين، مضيفا أنه منذ توقيع اتفاقية هذه الشراكة عام 2014 تعزز التعاون الاقتصادي في كافة المجالات على نحو ملحوظ حيث وقع البلدان خلال شهر أكتوبر الماضي فقط على اتفاقيتين لإمداد الصين بالغاز الطبيعي المسال لترتفع نسبة الغاز القطري إلى الصين في معادلة الاستيراد الصيني للغاز الطبيعي إلى حوالي 40 في المائة، موجها الدعوة للشركات في البلدين للتفكير جديا في بناء شركات قطرية صينية عابرة للقارات للبحث عن فرص استثمار مشتركة.

وأكد السفير القطري أن دولة قطر ملتزمة بالعمل مع الصين للدفاع عن نظام التجارة الحرة وفتح الأسواق والتواجد بشكل فعال ضمن آليات الحزام والطريق، متوقعا أن يكون هناك تواجد أكبر للشركات القطرية في الدورات القادمة من المعرض.