人民网 2018:11:14.09:04:14
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تقرير إخباري: نزوح عكسي لعشرات العوائل من المناطق المحررة بحثا عن الأمن وفرص العمل

2018:11:14.09:04    حجم الخط    اطبع

بغداد 13 نوفمبر 2018 /شهدت الاشهر القليلة الماضية نزوح العشرات من العوائل التي سبق وان عادت إلى منازلها في المناطق المحررة من سيطرة تنظيم (داعش) بمحافظة كركوك وبعض المناطق شمال محافظة صلاح الدين، إلى مناطق اخرى بحثا عن الامن وفرص العمل.

وتأتي العودة هذه المرة ليس بسبب سيطرة جماعات مسلحة على تلك المناطق ولكن بسبب التدهور الامني الذي تشهده وفقدان فرص العمل وانعدام سبل العيش فيها، في الوقت الذي تتوقف فيه مختلف الانشطة الحياتية وأهمها النشاط الزراعي الذي يشكل المصدر الاساسي للأغلبية الساحقة من العوائل المهاجرة الجديدة، وفقا لما أكده جاسم العفري، رئيس المجلس المحلي لبلدة العلم شرق تكريت والتي سجلت عودة أكثر النازحين اليها.

وقال العفري لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن السلطات المختصة في بلدة العلم (15 كلم) شمال شرق مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، سجلت عودة نحو 4000 عائلة اليها، معظمها من منطقة الحويجة والقرى التابعة لها بمحافظة كركوك (250 كلم) شمال بغداد.

وأوضح أن حوالي 3500 عائلة يعيشون في بيوت مستأجرة أو هياكل بناء غير مكتملة ويمارسون حياتهم بصورة طبيعية بين السكان ويمارسون مختلف الاعمال فيما يعيش نحو 400 عائلة في مخيم العلم الذي يقع شمالي المدينة والذي ترعاه وزارة الهجرة والمهجرين فضلا عن عدد من المنظمات الانسانية العالمية.

وأضاف أن هناك نحو 50 عائلة في المخيم هم من عوائل مقاتلي تنظيم ما يعرف بالدولة الاسلامية (داعش) ويتلقون مساعدات انسانية من قبل تلك المنظمات.

وتابع العفري "تركنا الخيار للعوائل العائدة في اختيار مناطق سكناهم لكن الاغلبية منهم فضل العيش في بيوت غير مكتملة على شكل هياكل وربما بدون سقوف وهم يواجهون ظروفا حياتية صعبة مع دخول فصل الشتاء والبرد وتساقط الامطار ونحن نقدم لهم كل التسهيلات الادارية التي يحتاجونها".

وبين العفري ان بلدة العلم كانت مستقرا لالاف العوائل التي نزحت من منطقة الحويجة بمحافظة كركوك وبعض المناطق الواقعة شمال محافظة صلاح الدين طيلة سنوات سيطرة تنظيم (داعش) عليها والتي استمرت نحو ثلاثة اعوام وانتهت بعد سيطرة القوات الامنية العراقية على اخر معاقل داعش في العراق، مما سمح بعودة الاغلبية الساحقة من تلك العوائل، الا ان الاشهر القليلة الماضية شهدت عودة الكثير من تلك العوائل بسبب التدهور الامني وقلة فرص العمل في تلك المناطق.

من جانبه، قال ابراهيم محمود الذي يسكن في هيكل دار غير مكتمل في المنطقة الزراعية في بلدة العلم "قتلوا ولدي في هجوم على منزلي بالقرب من منطقة الحويجة فقررت العودة إلى العلم للحافظ على طفلي الصغير وبناتي الستة".

وأضاف وهو يحتسي فنجان الشاي قرب منزله المتهالك "الأمن معدوم في مناطق غربي الحويجة حيث تسيطر عناصر التنظيم الارهابي على جميع المناطق ليلا فيما تسيطر القوات الامنية على الطرق فقط ومع حلول الظلام يبدأ التنظيم بمهاجمة منازل المدنيين وقتل وترويع الآمنين".

وتابع محمود "كنت سابقا اعيش على ما تنتجه مزرعتي، ولكن الظروف الان اختلفت فكل شئ في القرى والمناطق المحررة مدمر تقريبا، والقطاع الزراعي الذي نعتمد عليه في معيشتنا منهار بشكل كبير وكذلك الكهرباء التي نعتمد عليها في ايصال المياه إلى المزارع والاهم من ذلك كله هو فقدان الأمن".

وأكد محمود أنه "يعيش حاليا على ما يقدمه له السكان المحليون من مساعدة واحيانا بعض المساعدات التي تقدمها المنظمات الأجنبية التي تهتم معظمها بالمخيمات فقط، واحيانا امارس بعض الاعمال والاهم من هذا كله انني اعيش بأمان هنا دون خوف".

اما ام احمد (65 عاما) فكانت لها قصة اخرى عن النزوح، وقالت والدموع لا تفارقها "في العام 2015 كنت اعيش مع عائلتي في قرية المصلخة (60 كلم) شمال تكريت والتي كانت تخضع لسيطرة مسلحي (داعش) وفي إحدى الليالي هاجم المسلحون منزلنا واختطفوا زوجي وابني الاكبر وقتلوهما بحجة انهم يتعاون مع قوات الأمن العراقية، وبعد هذه الحادثة الاليمة نزحت مع من تبقى من ابنائي إلى بلدة العلم للعيش فيها بأمان".

وأضافت بعد ان حررت القوات الامنية قريتنا العام الماضي، اخذت عائلتي وعدة إلى منزلي املا بالعيش في منزلنا والعمل بالزراعة في الارض التي نمتلكها، ومرت الاشهر الاولى بسلام، الا ان مسلحي (داعش) بدأوا بالظهور مرة اخرى في اطراف القرية وجبال مكحول التي تحيط بنا، استنجدنا بالقوات الامنية لطردهم ولكن اعدادهم بدأت بالتزايد وبدأوا بزرع العبوات الناسفة على الطرق التي نستخدمها للذهاب إلى المزارع وبدأت هذه العبوات تحصد ارواح المزارعين الواحد تلو الاخر.

وتابعت ام احمد "مع تكرار الانفجارات طلبت من ولدي احمد ان نغادر القرية ولكنه رفض واصر على البقاء املا بتحسن الاوضاع ولم يكن يعلم بان الموت يتربص به".

واسترسلت وهي تكفكف دموعها "وفي صباح احد الايام قبل اكثر من شهر ذهب احمد إلى المزرعة وحدث انفجار هائل هز القرية، لقد قتل احمد وفلاح اخر واصيب ثلاثة بجروح في هذا الانفجار، وهنا قررت ان انجوا بمن بقي من عائلتي وهم ولدان في 13 و 14 من العمر يعانيان من امراض مختلفة وثلاث بنات وعدت بهم إلى بلدة العلم للعيش بامان بعيدا عن تهديد (داعش)".

وتستقر في مخيم العلم الذي يقع على بعد (30 كلم) إلى الشمال من مركز البلدة، نحو 400 عائلة جميعها من منطقة الحويجة وتتلقى مساعدات من المنظمات الانسانية فضلا عما تخصصه وزارة الهجرة والمهجرين العراقية واستحقاقها من البطاقة التموينية وتعيش في ظروف مقبولة لحد الان حيث تتوفر خدمات الماء والكهرباء ويُسمح لقاطني المخيم بالدخول والخروج منه متى شاؤوا كما يمارس اصحاب الحرف والمزارعين اعمالهم خارج المخيم بصورة طبيعية.

وفي زاوية منعزلة من المخيم يعيش نحو 50 عائلة من عوائل مقاتلي (داعش) لكنهم يخضعون لمحددات امنية في تنقلهم ودخولهم وخروجهم ويتلقون المساعدات ذاتها التي تتلقاها العوائل المهجرة الاخرى.

ويقول والد احد مقاتلي داعش الذي طلب الاشارة اليه باسم ابو خلف "اننا ندفع ثمن جريمة لم نرتكبها"، ويتساءل "ما ذنبنا اذا اخطأ ابناؤنا الذين لم يستشيروننا في ما اقدموا عليه ؟ ويضيف : نحن لانعلم عنهم شيئا ان كانوا قد قتلوا او مازالوا على قيد الحياة "، لكنه "اعرب عن رضاه عما يقدم لهم من مساعدات وكذلك طريق التعامل الحسنة التي يتلقونها من مسؤولي المخيم وتمنى العودة إلى منطقته وممارسة حياته الاعتيادية كغيره من المواطنين".

من جانيه، قال عبد الفتاح حسين الذي يعمل في إحدى المنظمات الانسانية الاجنبية "إن منظمته تقدم مساعدات غذائية وتنفذ برامج اعادة تأهيل للأطفال الذين اضطروا لترك مدارسهم وكذلك مساعدة الأسر الاشد فقرا بمبالغ مالية ومكائن خياطة او اية مواد تعينهم على ممارسة عمل يمكن ان يدر دخلا للعائلة، كذلك مساعدة الاسر التي فقدت معيلها".

يشار إلى أن تنظيم (داعش) قد سيطر بعد العاشر من يونيو 2014 على مساحات واسعة من الاراضي العراقية شمال وغرب بغداد، الا ان القوات العراقية تمكنت من تحريرها، الامر الذي سمح بعودة الالاف من العوائل النازحة إلى مناطقها الاصلية، ولكن وجود خلايا تابعة للتنظيم المتطرف تنشط في بعض المناطق ما زال يقلق السكان واجبر اعداد كبيرة منهم على النزوح مرة اخرى.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×