صنعاء 13 نوفمبر 2018 / شهدت مدينة الحديدة الساحلية غربي اليمن، هدوءا في حدة المعارك التي تصاعدت بشكل كبير خلال الاسبوعين الماضيين، فيما قالت الأمم المتحدة عبر مبعوثها إلى اليمن أن الترتيبات جارية لعقد جولة جديدة من المشاورات.
وشنت القوات الحكومية اليمنية مدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية ، مطلع الشهر الجاري عملية عسكرية واسعة في مدينة الحديدة، وتمكنت القوات من تحرير مناطق عدة من قبضة الحوثيين، الذين يسيطرون على المدينة منذ اكتوبر 2014.
وتراجعت حدة المعارك اليوم، فيما استمرت القوات الحكومية والحوثيين بتعزيز مناطق التماس العسكري بقوات جديدة. بحسب سكان محليون.
وتحدث سكان محليون في وقت سابق اليوم لوكالة أنباء ((شينخوا)) عن هدوء المعارك في الأطراف الشرقية والشمالية الشرقية ، وفي الأطراف الجنوبية والجنوبية الغربية لمدينة الحديدة.. عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم ذاته.
وكانت هذه المناطق مسرحا للعمليات العسكرية خلال الأيام الماضية، وحققت القوات الحكومية فيها تقدما كبيرا.
كما قال مصدر عسكري في القوات الحكومية، لــ ((شينخوا)) إن المعارك لم تتوقف في الحديدة لكن هناك ترتيبات معينة للقوات.. مشيرا إلى أن الحوثيين فخخوا بشكل كبير أعداد من المنازل والمباني والشوارع في المدينة، والفرق الهندسية تقوم حاليا بإزالة الالغام والعبوات والمتفجرات في عدد من المناطق.
وتزامن الهدوء اليوم في مدينة الحديدة مع زيارة وفد من الأمم المتحدة للمدينة.
وزارات منسقة الشؤون الانسانية للامم المتحدة في اليمن " ليزا غراندي"، والمدير التنفيذي لبرنامج الاغذية العالمي "ديفيد بيزلي "، والمدير الاقليمي للبرنامج الاممي في اليمن "ستيفن أندرسون" مدينة الحديدة اليوم لعدة ساعات.
ووصل الوفد الأممي إلى مقر برنامج الاغذية العالمي في الحديدة، كما قام بجولة في ميناء الحديدة، والتقى بقيادات من جماعة الحوثي.
ورحب المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، بخفض التصعيد العسكري في مدينة الحديدة واعتبر أن تلك "خطوة مهمة".
وقال بيان للمبعوث بث على موقعه الالكتروني، انه يرحب " بالتقارير حول الحد من الأعمال العدائية في مدينة الحديدة، ويشدد على أن خفض التصعيد خطوة مهمة لمنع المزيد من المعاناة الإنسانية وبناء بيئة أكثر تمكينًا للعملية السياسية".
ودعا المبعوث " أطراف الصراع إلى التحلي بضبط النفس بشكل مستمر"... مشيرا إلى أنه "على ثقة من أن الأطراف مستعدة للعمل على إيجاد حل سياسي، معربا عن تفاؤله بالانخراط البناء من جميع الأطراف".
ولفت إلى أن "الاستعدادات اللوجستية للتحضير لجولة المشاورات المقبلة جارية، ونحن في وضع يمكننا من المضي قدما لعقد الجولة المقبلة من المشاورات".
وأكد غريفيث،أن الأمم المتحدة مستعدة للتباحث مجددا مع الأطراف بشأن التوصل لاتفاق تفاوضي حول الحديدة، من أجل حماية الميناء والحفاظ على تدفق المساعدات الإنسانية.
وتضم مدينة الحديدة ميناء الحديدة، الشريان الرئيس للامدادات الاساسية الى اليمن، خاصة المحافظات ذات الكثافة السكانية الواقعة شمالي البلاد والخاضعة لسيطرة مسلحي جماعة الحوثي.
وقال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت، في اعقاب زيارة له إلى منطقة الشرق الأوسط، إن الزيارة " ساهمت في تحسين التفاهم بشأن الخطوات التي ستؤدي إلى وقف العمليات القتالية في اليمن".
وأضاف هنت بحسب بيان للخارجية البريطانية، أن أمام أسوأ أزمة إنسانية في العالم .. وقد عدت للتو من زيارة إلى المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لأن أمامنا فرصة لمعالجة الوضع.
وأشار إلى أن المفاوضات تظل السبيل الوحيد لإنهاء الصراع، وقد شعرت بتفاؤل لإبداء السعودية والإمارات تأييدهما لعملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة، تحت قيادة المبعوث الخاص مارتن غريفيث.
وتشهد اليمن نزاعا دمويا للعام الرابع على التوالي بين القوات الحكومية مدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية ومشاركة الامارات بشكل كبير من جهة، ومسلحي جماعة الحوثي المتحالفين مع ايران من جهة ثانية.
وخلف النزاع القائم أوضاعا إنسانية صعبة، حيث تشير التقديرات الاممية الى ان 22 مليون يمني (من أصل 27 مليون) بحاجة للمساعدات، فيما أكثر من 8 ملايين يمني مهددون بالمجاعة.