تونس 11 مارس 2019 /بعد دخولها في أبريل الماضي إلى تونس التي تعتبر المحطة الخارجية الأولى، بدأ نظام تقنية الملاحة عبر الأقمار الصناعية الصيني "بيدو" بأول خطواته في اختبار ملموس في المجال الزراعي التونسي.
وشهدت المدرسة العليا للمهندسين في مدينة مجاز الباب من محافظة باجة بشمال غرب تونس العاصمة ، حفلا خصص لاختبار تشغيل آلة زراعية (جرار) عن بعد باستخدام تقنية "بيدو"، وذلك بحضور ممثلين عن مكتب نظام تقنية الملاحة عبر الأقمار الصناعية الصيني "بيدو"، والمنظمة العربية لتكنولوجيا المعلومات.
وتم تجهيز الآلة التي تستخدم في مختلف أنواع النشاط الزراعي، بنظام ملاحة عبر الأقمار الصناعية، بحيث يمكن التحكم فيها عن بعد دون الحاجة إلى سائق، ما يزيد في كفاءة المهام المختلفة الموكلة لها التي كانت تتطلب جهدا بشريا كبيرا.
وأعرب سامي تريمش مدير التخطيط الاستراتيجي والتنمية في المنظمة العربية لتكنولوجيا المعلومات، في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا))،عن إعجابه بجودة المعدات التي قدمتها "بيدو" في هذا المجال.
وأضاف أن إجراء هذا الاختبار، وتجربة عمل هذه الآلة التكنولوجية، يعد فرصة جيدة جدا لمدرسة المهندسين بمجاز الباب ، وذلك في الوقت الذي أعربت فيه نورالعبيدي مدير مشروع في المنظمة العربية لتكنولوجيا المعلومات، ورئيس مركز "بيدو" بتونس، عن سعادتها في رؤية "حلم" يتحقق أمام عينيها.
وقالت العبيدي لوكالة أنباء((شينخوا))، "أنا متأثرة جدا بالنتيجة "، لافتة إلى أن"الهدف الرئيسي من وراء مركز "بيدو" في تونس خلال العام الماضي، هو "نشر هذه التكنولوجيا الصينية، ونحن نحلم بنقل "بيدو" إلى بقية الدول العربية".
وتابعت قائلة " نحن سعداء بتنفيذ هذا المشروع الرائد، ونتطلع إلى أن تتمكن جميع الدول العربية من استخدام هذه التكنولوجيا الصينية".
ومن جهته اعتبر حسان خروبي الخبير المختص في الهندسة الميكانيكية في المدرسة العليا للمهندسين بمجاز الباب، أن مساهمة التكنولوجيا الصينية المتقدمة في القطاع الزراعي في تونس أصبحت واقعا لا مفر منه".
وقال لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن استخدام هذه التكنولوجيا سيجعل الكثير من الأنشطة الزراعية، مثل الحصاد وغيره، أكثر ربحية، وأكثر كفاءة مع هذه التكنولوجيا.
وشدد في المقابل، على أن "الهدف الرئيسي الحالي هو العمل من أجل تمكين جميع الدول العربية والأفريقية من الاستفادة من هذا التعاون التكنولوجي بين تونس والصين".
يشار إلى أن نظام "بيدو" الملاحة عبر الأقمار الصناعية هو نظام الملاحة العالمي الأول الذي صمم وصنع في الصين، وهو يجعل الصين الدولة الثالثة التي لديها التكنولوجيا والتقنية الكاملة بعد الولايات المتحدة ( لنظام تحديد المواقع العالمي أي GPS) ) وروسيا (نظام GLONASS ).
ودخلت الأقمار الصناعية المستخدمة لنظام "بيدو" الملاحة في المدار الفضائي المخطط بشكل كامل في عام 2007،ليصبح بذلك نظام "بيدو" الملاحة نظاما متطورا في العالم.
وفي عام 2017، حصل نظام "بيدو" الملاحة عبر الأقمار الصناعية على التصديق الذي تمنحه لجنة الملاحة عبر الأقمار الصناعية مع نظام GPS ونظام GLONASS ونظامGALILEO من الاتحاد الأوروبي، ثم أصبح النظام ضمن أحد أنظمة الموردين المعتمدين الثلاثة في الملاحة العالمية عبر الأقمار الصناعية.