بكين 30 مايو 2019 / بالنظر إلى الخطة الاقتصادية الصينية جيدة التصميم، وسعيها الدؤوب نحو تحقيق تنمية عالية الجودة، والإصرار على الانفتاح، فإن الاقتصاد الصيني سيجتاز التحديات والمخاطر التي جلبتها الحرب التجارية.
لقد صعدت الولايات المتحدة الوضع بشكل أحادي، بناء على اتهامات غير صحيحة وشكوك غير منطقية. بيد أن الاقتصاد الصيني لديه الثقة الكافية والمرونة للدفاع عن نفسه في مواجهة الضغط الأمريكي.
ومع تمسك الصين برؤية جديدة للتنمية، فإنها تسلط الضوء على الأساليب الابتكارية والمنسقة والخضراء والمنفتحة والشاملة، في تنميتها الاقتصادية باستخدام قوى محركة صاعدة للإبقاء على نمو اقتصادي مطرد.
فعلى سبيل المثال، حولت الصين نموذجها للنمو إلى نموذج يعتمد بشكل أكبر على الاستهلاك، الذي ساهم بأكثر من 75 في المائة من نمو الناتج المحلي الإجمالي للصين.
وقد شهدت عطلة عيد العمال في مايو التي امتدت لأربعة أيام إجمالي 195 مليون رحلة سياحية داخلية، بما يظهر إمكانيات الاستهلاك في السوق الصيني.
وإن التحول في البنية الاقتصادية في الصين لا يحميها فقط من التحديات الخارجية، ولكن يقدم فرصا أيضا للاقتصادات التي ترغب في التعاون العادل مع الصين.
وإن الذين يتوقعون لطمة ثقيلة للاقتصاد الصيني جراء الحرب التجارية، ستخيب ظنونهم عندما يرون أن الضغط الخارجي سيفشل في هز الأسس الاقتصادية القوية للبلاد.
إن صناعات التكنولوجية الفائقة المزدهرة أضافت أيضا مرونة الصين. وبالنظر إلى أن البلاد لديها احتياطي من المواد الخام الصناعية الوفيرة ، فإن هناك قدرات عديدة للصين لتطوير صناعات تحويلية متقدمة .
ومن خلال الاستثمار الكثيف في الابتكار التكنولوجي، فإن مدينة باوتو، في منطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم شمالي الصين، ارتقت بصناعاتها لتحويل معادن الأتربة النادرة، عوضا عن بيعها كمواد خام بسعر زهيد، فتلك المدينة هي أصلا موطن 80 في المئة من موارد الصين من تلك العناصر، ويمكنها الانتفاع كثيرا من منتجات التقنية الفائقة المصنوعة من تلك العناصر.
وفي اختلاف حاد عن الخطوات الحمائية الامريكية، فإن الصين ملتزمة بالانفتاح أمام المستثمرين الأجانب، الذين عبروا عن ثقتهم في الصين، فأكثر من 13 ألف شركة استثمارية أجنبية تأسست في الصين خلال الشهور الأربعة الأولى من هذا العام.
والجدير بالذكر، أنه خلال نفس الفترة، زادت الاستثمارات الأجنبية من الولايات المتحدة بحوالي 24.3 في المائة على أساس سنوي، فالشركات الأمريكية التي تدعي الحكومة الامريكية حمايتها، أعلنت موقفها بوضوح.
إن الأوقات الصعبة التي سببتها الحرب التجارية لن تدوم للأبد ، إذ إنه مع زخم النمو الداخلي القوي، والثقة الواسعة من الخارج، سوف تجتاز الصين أي تحديات وستتغلب في النهاية على التنمر التجاري الأمريكي.