الأستاذة الصينية لـ" IEEE": دعوا السياسة وشأنها

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2019:05:31.23:43

31 مايو 2019 /صحيفة الشعب اليومية أونلاين/انتشرت في 29 مايو رسالة على الإنترنت من معهد مهندسي الكهرباء والالكترونيات (IEEE)، تفيد بأن موظفي هواوي يُحظر عليهم العمل تحت مظلة محررين ومراجعين في المجلات الأكاديمية التابعة للمعهد.

يذكر أن معهد مهندسي الكهرباء والالكترونيات (IEEE) منظمة علمية عالمية متعددة الجنسيات غير ربحية، مخصصة فقط للبحث العلمي في مجالات الإلكترونيات والكهرباء والكمبيوتر والإتصالات وما إلى ذلك. لديها العديد من المجلات الأكاديمية مثل "IEEE Transaction"و "IEEE Magazine"ولها تأثير كبير. كما أن العديد من باحثي هواوي يتولون مناصب أكاديمية في هذه المنظمة.

بعد الظهر من نفس اليوم، قامت الأستاذة تشانغ هاي شيا، أستاذة كلية العلوم والتكنولوجيا بجامعة بكين بإصدار بيان على الموقع الرسمي لمكتبها AliceWonderlab تفيد فيه بتقديمها طلبا للإنسحاب من عضوية هيئة تحرير المجلات التابعة لـ IEEE. كما قامت في نفس الوقت بالإعلان عن فحوى الرسالة التي وجهتها إلى الرئيس المعين لمعهد مهندسي الكهرباء والالكترونيات. حيث قالت فيها بأن حظر مشاركة خبراء شركة هواوي من التحرير والمراجعة في المجلات الأكاديمية يتجاوز الحد الأدنى لما يمكن لأكاديمي أن يقبله على نفسه، مضيفة "بصفتي عضوة في هذا المعهد وعضوة في هيئة تحرير مجلاتها، تقدمت بطلب للانسحاب من عضويتهما".

فقامت صحيفة الشعب اليومية أونلاين مقابلة حصرية مع الأستاذ تشانغ للحديث حول الأمر، وفي فيديو المقابلة هناك أربعة أسئلة وأجوبة:

١- صحيفة الشعب اليومية أونلاين: ما الذي تريدين التعبير عنه من خلال تقديم طلبك للإنسحاب من عضوية IEEE وعضوية هيئة تحرير مجلاتها؟

الأستاذة تشانغ هايشيا: لقد عملت بكل جد في IEEE وذلك لفترة قاربت العشرين سنة، وخلال هذه الفترة كانت لي صلة بجميع العلماء، والذين هم في غاية الحرفية، لم أكن أتوقع أن يحدث شيء كهذا، حيث يتم إعداد قائمة، ويخبروا الجميع بأنه سيتم استبدالهم، تغييرهم، ولا يمكنهم دعوتهم للمراجعة، أعتقد حقا أنها إهانة. هذا الأمر مهين لمهَنِيّتي، إذا قمت بدعوته ، فهذا تقدير مني لعمله، إنه خبير مراجع في مجال تخصصي، وسأدعوه، لكن إذا لم يكن كذلك فلن أقوم بدعوته. أثناء قيامي بدعوة أي خبير فلن أفكر من أي بلد يأتي أو كيف هو، كل ما أفكر به هو حرفيته في العمل وكفاءته الأكاديمية، لذلك إذا كان كفءا فهو على استعداد للقيام بذلك وهذا أمر جيد. لكن إذا كان عديم الكفاءة، فلا أهمية للبلد الذي ينحدر منه.

٢- صحيفة الشعب اليومية أونلاين: هل تتمنين أن يؤثر قرار انسحابك على انسحاب المزيد من العلماء أيضا؟ أم هو مجرد قرار يمثلك أنت فقط؟

الأستاذة تشانغ هايشيا: أنا أمثل نفسي فقط. يجب أن أقول ذلك مرة أخرى، وأكرره في بياني الخاص، فقط بالنيابة عني، وليس على أي منظمة أو مؤسسة أخرى، ولا أريد أن يؤثر ذلك على حكم الآخرين. لأنك إذا كنت منخرطا في عمل أكاديمي أو بحث علمي، فيجب عليك أن تتمتع باتخاذ قرارك الخاص المستقل بك، وتجنب تأثير أحكام الآخرين عليك. أما إذا كان الشخص مستعدًا لفعل نفس الشيء مثلي، فيجب عليه تقييم قراره بشكل مستقل، وألا يركب على الأحداث ويتركها تجري به كيفما تشاء وإلا فإنه لن يكون محترفا. إن العالِم الذي تدرب تدريبا جيدا وله تفكير مستقل لا يمكنه أبدا القبول بأي نوع من هذه الأشياء.

٣- صحيفة الشعب اليومية أونلاين: ما هي العواقب الضارة للتدخل السياسي في القضايا الأكاديمية على التطوير الأكاديمي الدولي وعلى العلماء أيضا في جميع أنحاء العالم؟

الأستاذة تشانغ هايشيا: إن حرفيتي لا شك فيها، وأقولها بكل صدق بأنه يتم اختبار أخلاقيات الجميع، ولكن لا يتم تحديدها خلال يوم أو نصف يوم، ومن الواضح بأن هذا الحظر أو التذكير أو التلميح ينتهك الحقوق والمصالح الطبيعية لجميع الناس. لأنه وبكل بساطة أعاق عملي الطبيعي. فإذا كنت أعمل في هيئة التحرير فأنا سأحتاج إلى سؤال الآخرين، هل أنت من شركة هواوي؟ هل وقعت اتفاقية معها؟ ما الذي تقصده بهذا؟ هذا ليس للحكم على مهنيته. هل هو أمر معقول وذو معنى لأساله من أين جئت؟ هل هو من ذوي البشرة السوداء أم البيضاء؟ أهو جميل؟

عندما لا يكون لديك تقييم موضوعي، فمن الصعب حقا تحديد ما إذا كانت نتائجك جيدة أم سيئة. إذا كنت أنت والآخرين على نفس المستوى، فالأفضل هو الإنفتاح بين البلدان والقارات والدول، هكذا فقط يمكننا إيصال القضايا الأكاديمية بطريقة عادلة ونزيهة ومفتوحة. لكن اليوم اكتشفت بأن هذا الحلم أصبح كابوسا.

٤- صحيفة الشعب اليومية أونلاين: إذا كنت تريدين أن تقولي كلمة للقوى التي تؤثر على عملية صنع القرار في IEEE، ماذا ستقولين؟

الأستاذة تشانغ هيشيا: دعوا السياسة وشأنها. بكل بساطة الأكاديميون يهتمون بالأمور الأكاديمية والسياسيون بالأمور السياسية، لا يمكن خلط الأوراق مع بعضها البعض، لأن هذا سوف يسبب ضررا متبادلا. كل ما أريده هو حكم موضوعي، لكن لا يمكنني أن أحكم على أي شيء بموضوعية الآن، لا اتأثر فقط بالعموامل الشخصية، بل أضطر أيضا إلى مزج العوامل المدرسية والإقليمية والوطينة، ومن ثم مزجها مع العوامل الشرقية والغربية، هل مازال هناك من عِلم ما؟ اذا اضطررنا لتصفية كل واحد فيهم بنظارات ملونة حتى لو لم تكن من هواوي، لذلك سوف أناضل.