人民网 2019:06:20.08:54:20
الأخبار الأخيرة

تحقيق إخباري : حرفي سوري يحافظ على صناعة الفخار في زمن الحرب

/مصدر: شينخوا/  2019:06:20.07:27

    اطبع
تحقيق إخباري : حرفي سوري يحافظ على صناعة الفخار في زمن الحرب

حمص، سوريا 19 يونيو 2019 / تمكن زكريا قرقوش ، الذي يبلغ من العمر ( 43 عاما) ، من الفرار مع عائلته إبان اندلاع الحرب في حلب قبل سنوات ، وتمكن من الوصول مع حرفته التي ورثها عن أجداده ، إلى محافظة حمص ( وسط سوريا ) ليستقر بها سنوات طويلة وتصبح موطنه الثاني .

قبل الحرب ، كان هناك 13 مصنعا لصناعة الفخار في مدينة حلب في شمال سوريا وحدها ومع ذلك ، فإن الحرب المستعرة دمرت المصانع وشردت الناس ، وفي مهن يدوية وحرف مهددة بالانقراض أو الزوال إن لم يتم الحفاظ عليها .

نجا قرقوش ، الذي ورث هذه الحرفة من والده وجده ، من الحرب عندما كانت الحرب مستعرة في حلب ، ولجأ إلى حمص ، الذي لم يكن وضعها أفضل بكثير من حلب ولكنه كان أكثر أمانًا نسبيا ، وما دفعه للمحافظة على هذه المهنة على قيد الحياة هو شغفه الشديدة بها ، قائلا إن العاطفة التي اكتسبتها عندما كنت طفلا عززتها بهذه الحرفة لكي تبقى على قيد الحياة ، وعملت ما بوسعي لأعمل بشيء احبه .

وقال قرقوش وهو يقف في ورشته الصغيرة في حمص " لقد ورثنا هذه المهنة من أجدادنا ، وأنا أعمل في هذه الحرفة لمدة 35 عاما عندما كان عمري سبع سنوات لذلك تعلمت هذه المهنة من أبي الذي تعلم هو نفسه من والده".

قبل سبع سنوات ، غادر حلب ، وأحضر أولاده واستقر في منطقة عشيرة بحمص ، حيث بدأوا لاحقًا في التعلم ومساعدته في أعماله الفخارية.

عند وصوله لأول مرة ، كان مكسورا بسبب تدمير معمله في حلب ، ولكن إرادة الحياة لديها دفعته للوقوف من جديد .

واستغرق الأمر عامين في حمص لمعرفة ما يجب عمله وأدرك أخيرا أنه لا يوجد شيء يمكنه فعله سوى مهنته الأصلية ، الشيء الذي نشأ عليه.

وقال "عندما اندلعت الأزمة في حلب ، نزحنا وأتينا إلى حمص. لم أكن أرغب في ترك هذه الوظيفة لأنني أحبها لذلك عملت في صناعة الفخار في حمص مع أطفالي لأنني لا أستطيع تركها".

بدأ الرجل في صناعة الفخار الصغير في ورشة صغيرة وظل في الأعمال الصغيرة لمدة ثلاث سنوات قبل أن يكبر عمله ويعمل الآن في ورشة أكبر.

وقال " اعتقدت أنني لا أستطيع ترك هذا العمل ، لذلك بدأت في صنع قطع صغيرة في ورشة صغيرة وفي غضون عامين قمت بزيادة عملي لأنني كنت أعمل في غرفة صغيرة الآن أصبح حجمها أكبر".

وفي ورشة العمل الحالية ، يمتلك الرجل مساحة لصنع الصلصال في أشكال مختلفة مثل الأواني المخصصة للطعام ، وأخرى للمياه ، وكذلك الشلالات الفنية التي يشتريها الناس لعرضها في صالوناتهم أو غرفة المعيشة.

يقوم بإحضار الصلصال الطري ووضعه على جهاز دائري يدور حوله بينما يلمس بلطف الطين من زوايا مختلفة لتشكيله قبل أن يصبح قاسيًا.

في وقت لاحق ، يقوم بوضعه في عدة مستويات من التجفيف أولا في غرفة تشبه الفرن ثم في غرفة مشمسة على سطح الورشة.

بعد ذلك ، ينقلهم إلى غرفة رطبة ويحتفظ بهم هناك لبضع ساعات قبل بيعهم.

وقال قرقوش إنه شعر بالدهشة من الطلب الكبير على أعمال الفخار في حمص ، حيث يوجد في المدينة مصنع واحد كان يستخدم لإنتاج الفخار وتدميره خلال الحرب ، مما يجعله الرجل الوحيد الذي يقوم بعمل الفخار في حمص.

وتابع يقول لوكالة أنباء ( شينخوا ) "هناك إقبال كبير على هذا النوع من الفن هنا في حمص لأنني وحيداً أقوم بهذا العمل هنا وأنا غارق في الطلبات والأشخاص الذين يرغبون في شراء الفخار".

وقال الحرفي السوري إن الحرب أثرت إلى حد كبير على أعمال الفخار في سوريا .

وقال إنه في حلب وحدها ، توقف 13 مصنع فخار عن العمل خلال الحرب ، وبالتالي توقف الإنتاج حيث تم توزيع المنتجات السابقة على جميع المحافظات السورية.

وقال "الآن ، أنا وحدي هنا في حمص بالإضافة إلى مصنع في دمشق ومحافظة اللاذقية لقد أثرت الحرب إلى حد كبير على عملنا لأنه من بين 100 مهني قبل الحرب ، يوجد الآن 15 فقط في جميع أنحاء سوريا".

يعمل الرجل الآن مع أطفاله الصغار ، الذين درسهم طوال السنوات الماضية في حمص.

وقال إنهم عانوا كثيرا من ويلات الحرب ، ويعتقد أنه "طالما هناك ناس يحبون هذه الحرفة ، وهناك أطفال مستعدون لتعلمها ، فستبقى هذه المهنة على قيد الحياة".


【1】【2】【3】【4】【5】【6】【7】

صور ساخنة

أخبار ساخنة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×