بكين 20 يونيو 2019 (شينخوا) يتوجه الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى بيونغ يانغ اليوم (الخميس) في زيارة دولة تستمر يومين إلى جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية بدعوة من الزعيم الأعلى لكوريا الديمقراطية كيم جونغ أون.
وسوف تعطى هذه الزيارة، الأولى لشي بصفته الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس الدولة، قوة دفع جديدة للعلاقات الثنائية، وستساعد في تعزيز السلام والاستقرار الدائمين في شبه الجزيرة الكورية في عصر متغير.
وتأتي هذه الزيارة التاريخية، الأولى من نوعها منذ 14 عاما، في وقت يحتفل فيه البلدان بالذكرى الـ70 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، وفي وقت يقف فيه الوضع في شبه الجزيرة الكورية عند منعطف حاسم.
وقد فتحت العلاقات بين الصين وكوريا الديمقراطية الآن فصلا جديدا في أعقاب سلسلة قوية على نحو غير عادي من الدبلوماسية رفيعة المستوى، والتي شهدت اجتماع شي وكيم، رئيس حزب العمال الكوري ورئيس لجنة شؤون الدولة بكوريا الديمقراطية، أربع مرات خلال 10 أشهر منذ مارس من العام الماضي.
وعلى مدى العقود السبعة الماضية، سلمت العلاقات الثنائية من تقلبات المشهد السياسي العالمي وتطورت إلى علاقات خاصة من الثقة والصداقة.
وتعد هذه الصداقة التقليدية الآن بمثابة الصابورة للعلاقات بين الصين وكوريا الديمقراطية، وتتمتع الجارتان بتوافق قوي حول ضرورة الاعتزاز بأصول قيمة كهذه ونقلها من جيل إلى جيل.
وقد ذكر شي في مقال موقع نُشر في وسائل الإعلام الرئيسية لكوريا الديمقراطية قبل زيارته أنه "بغض النظر عن كيفية تغير الوضع الدولي، فإن الحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية يتمسكان وسيظلان دائما متمسكين بموقف ثابت بشأن تدعيم وتطوير العلاقات بين الصين وكوريا الديمقراطية".
في العام الماضي، كشفت كوريا الديمقراطية عن خط إستراتيجي جديد، وحققت تقدما ملحوظا على جبهات عدة من خلال إجراء إصلاحات اقتصادية. ومع سعي بيونغ يانغ إلى التركيز على التنمية الاقتصادية وتحسين معيشة شعبها، ستدعم بكين، كعادتها دائما، هذا البلد في اختيار طريق للتنمية يتلاءم مع ظروفه الوطنية.
إن تحقيق نمو اقتصادي مطرد يتطلب بيئة سلمية. وإنها لمسؤولية مشتركة تقع على عاتق الصين وكوريا الديمقراطية وكذا أطراف معنية أخرى العمل على حماية الاستقرار وتحقيق السلام الدائم في المنطقة بطريقة تعالج شواغلهم المشروعة الخاصة.
خلال الأشهر القليلة الماضية، ورغم أن الزخم الإيجابي في حل القضية النووية بشبه الجزيرة الكورية فقد بعض قوته عقب قمة فبراير بين كيم والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هانوي بفيتنام والتي اختتمت دون التوصل إلى اتفاق، إلا أن الأمل لا يزال حيا ونشطا.
وعلى مدى عقود، ظلت الصين مؤيدا قويا لنزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية وإنشاء آلية سلام من خلال الوسائل الدبلوماسية.
ولقد ثبت بالفعل أن ما طرحته الصين بشأن "نهج المسار المزدوج" ومقترح "التعليق مقابل التعليق" يعد وسيلة فعالة لتهيئة الظروف الأساسية لواشنطن وبيونغ يانغ وكذا الأطراف الأخرى للعودة إلى طاولة التفاوض.
ومع ذلك، فإنه نظرا لاستمرار القضية النووية لعقود واستمرار وجود عوامل معقدة، لا يمكن للأطراف ذات الصلة توقع حل المشكلة بين ليلة وضحاها. إنهم بحاجة إلى وضع تطلعات معقولة والامتناع عن فرض مطالب أحادية الجانب وغير واقعية.
ومن أجل تحقيق انفراجة، عليهم أيضا كسر حلقة عدم الثقة والعمل بشكل مشترك على وضع خارطة طريق لنزع السلاح النووي وإقامة نظام للسلام، والبدء في تنفيذها تدريجيا. وفي هذه العملية، يمكن أن تستمر الصين في لعب دور فريد وبناء.
وفي الوقت الذي سيقوم فيه شي بمصافحة كيم مرة أخرى، هناك ثقة بأن الزعيمين سيستهلان معا عصرا جديدا للعلاقات الثنائية، وسيساعدان على جعل شبه الجزيرة الكورية أقرب إلى السلام.