بانكوك 21 يوليو 2019 (شينخوا) قال ويتشاي كينتشونغ تشوي، نائب رئيس بنك (كاسيكورن) التايلاندي، إن التجارة بين الصين ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) تتمتع بإمكانات نمو عظيمة لدفع الاقتصاد العالمي الذي يواجه تحديات وعدم يقين.
وأصبحت آسيان ثاني أكبر شريك تجاري للصين في النصف الأول من 2019، متجاوزة الولايات المتحدة للمرة الأولى منذ 1997.
وأظهرت بيانات الجمارك الصينية أن التجارة الصينية مع آسيان ارتفعت بنسبة 10.5 بالمئة لتصل إلى 1.98 تريليون يوان (288 مليار دولار أمريكي) في النصف الأول من العام، بينما انخفضت التجارة الصينية مع الولايات المتحدة بنسبة 9 بالمئة لتصل إلى 1.75 تريليون يوان (254 مليار دولار أمريكي).
وأوضح ويتشاي، في مقابلة حديثة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، "مع امتلاك الدول الأعضاء الـ10 في آسيان موارد طبيعية وفيرة وإجمالي سكان بنحو 700 مليون نسمة، أصبحت إمكانات التعاون التجاري والاقتصادي هنا ضخمة جدا."
وأضاف "حافظت الجارتان، آسيان والصين على علاقات وثيقة وأصبح سوق آسيان مهما أكثر وأكثر للصين والعكس صحيح."
كما يؤمن الخبير بقوة بأن الصين، كونها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وآسيان، كونها سوق صاعدة تتمتع بإمكانات كبيرة، يمكنهما التعاون بشكل وثيق لتصبحا قوة دافعة أساسية للنمو المستدام للاقتصاد العالمي.
وبالنسبة للتجارة بين الصين وبلده تايلاند، ويتشاي متفائل أيضا.
وبحسب الإحصاءات الصادرة عن وزارة التجارة التايلاندية، حافظت التجارة بين تايلاند والصين على نموها منذ 1998.
وفي 1998، بلغت قيمة المنتجات التايلاندية المصدرة إلى الصين 1.766 مليار دولار امريكي، بينما بلغت قيمة الواردات من الصين 1.801 مليار دولار أمريكي.
وفي العام الماضي، صدرت تايلاند منتجات إلى الصين بقيمة 30.316 مليار دولار أمريكي، وهو ما أظهر زيادة بنسبة 87.25 بالمئة مقارنة بعام 2008، في حين بلغت قيمة الواردات من الصين 49.903 مليار دولار أمريكي بزيادة بنسبة 147.58 بالمئة مقارنة بعام 2008.
ونسب ويتشاي النمو التجاري التايلاندي-الصيني المتواصل أولا إلى الثقة المتبادلة بين الحكومتين الصينية والتايلاندية، ما حافظ على دعم التجارة والاستثمار ومجالات التعاون الاقتصادي الأخرى.
وأضاف أن السبب الثاني للنمو هو التنمية السريعة للصين التي وفرت سوقا ضخمة للمنتجات الزراعية التايلاندية.
وأشار أيضا إلى أن اقتصادي الصين وتايلاند يكملان بعضهما البعض، خاصة في إطار مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين واستراتيجية 4.0 لتايلاند ومشروع الممر الاقتصادي الشرقي الذي طرحته تايلاند.
وذكر أن "المزيد والمزيد من الشركات الصينية جاءت إلى تايلاند لبناء مصانع والقيام بأعمال تجارية. وأحضرت تكنولوجيا واستثمارات وخبرات جديدة هنا بينما واصلت الشركات التايلاندية بتشجيع من الحكومة التايلاندية اكتشاف السوق الصينية."
ويؤمن ويتشاي أن الأحادية والحمائية دمرتا النمو العالمي، مضيفا أن تايلاند ودول آسيان أكدت على دعمها التعددية والتجارة الحرة خلال قمة آسيان التي عقدت في بانكوك في يونيو.
وفي بيان القمة الـ34 لآسيان، قال زعماء دول آسيان إنهم "يتعهدون بالالتزام القوي بالانتهاء من مفاوضات الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة خلال 2019 لتنشيط التجارة الدولية والحفاظ على مصداقية ومركزية آسيان."
وأضاف الخبير أن "الشراكة مهمة جدا للتكامل الاقتصادي الإقليمي، وستدفع آسيان والصين بشكل مشترك نحو الانتهاء من المفاوضات."
والشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة اتفاقية تجارة حرة مقترحة بين أعضاء آسيان الـ10 و6 من شركائها، الصين واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا والهند. ومن المتوقع أن تكون من أكبر الكتل التجارية العالمية.
وأضاف ويتشاي أنه يتعين على أعضاء آسيان تعزيز التعاون مع الصين، حيث أن الصين أكبر شريكة تجارية للكتلة الإقليمية وآسيان ثاني أكبر شريكة تجارية لها.