القاهرة 5 سبتمبر 2019 (شينخوا) انطلق اليوم (الخميس) معرض الصين-الدول العربية الرابع، ما يوفر فرصة طيبة للجانبين لبحث تعاونهما المثمر وتدعيم شراكتهما الاستراتيجية التي تحقق مصلحة الجانبين والعالم بأسره.
وسيحضر المعرض الذي يقام في الفترة من 5 إلى 8 سبتمبر في ينتشوان، حاضرة منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي شمال غربي الصين، مسؤولون ورواد أعمال من الصين وأكثر من 20 دولة عربية.
وسيشهد المعرض الذي يحمل عنوان "فرصة جديدة، مستقبل جديد" التوقيع على عدد من الاتفاقيات في مجالي التجارة والاستثمار، وهي اتفاقيات ستعزز التعاون الصيني-العربي على نحو أقوى.
تأتي إقامة المعرض في إطار الجهود التي تبذلها الصين والدول العربية لبناء شراكة استراتيجية موجهة للمستقبل للتعاون الشامل والتنمية المشتركة، ما يحقق الاستفادة الكاملة من تعزيز التعاون المربح للطرفين في مختلف المجالات ويدعم السلام والتنمية في الشرق الأوسط ويعزز الدعم المتبادل على الساحة العالمية.
إن العلاقات الصينية-العربية التي تشهد نموا سريعا تقف على أرضية صلبة في ظل الأحلام المشتركة للجانبين بتحقيق الإحياء الوطني. وفي ظل توجيهات الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي دعا إلى بناء مجتمع مصير مشترك صيني-عربي، دخلت الصين والدول العربية مرحلة جديدة من تعزيز التعاون الثنائي.
اقترح شي مبادرة الحزام والطريق عام 2013، وهي المبادرة التي تهدف إلى بناء شبكة للتجارة والبنية التحتية تربط آسيا بكل من إفريقيا وأوروبا على طول الطرق التجارية لطريق الحرير القديمة التي كانت تربط الصين والعالم العربي وما وراءه.
ودعا الزعيم الصيني الجانبين في 2018 إلى بناء شراكة استراتيجية موجهة للمستقبل للتعاون الشامل والتنمية المشتركة عبر تعزيز التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق.
لقد خلقت مبادرة الحزام والطريق فرصا جديدة للدول العربية، حيث تعد منطقة الشرق الأوسط من المحاور الهامة للمبادرة بفضل موقعها الجغرافي الفريد الذي يربط بين آسيا وإفريقيا وأوروبا.
إن العالم العربي يرحب بمبادرة الحزام والطريق بأذرع مفتوحة، مع وصول إجمالي الدول العربية التي وقعت على وثائق تعاون في إطار المبادرة إلى 18 دولة. وهذا يعود بدرجة كبيرة إلى أن المبادرة تمثل استكمالا مثاليا لخطط النهضة الاقتصادية العربية، من بينها رؤية السعودية 2030، ورؤية الكويت 2035 ورؤية أبو ظبي الاقتصادية 2030، وهي رؤى وخطط تهدف إلى تحقيق التنوع لاقتصادات الدول العربية وتحقيق التنمية المستدامة.
لقد حقق التعاون الصيني-العربي في إطار مبادرة الحزام والطريق نتائج ملموسة بالفعل، مع زيادة الصين استثماراتها على نحو ملحوظ في منطقة الشرق الأوسط، حيث وصل حجم التجارة بين الصين والدول العربية في 2018 إلى 244.3 مليار دولار أمريكي، بزيادة نسبتها 28 بالمئة مقارنة بعام 2017، فيما بلغ إجمالي الاستثمار الصيني المباشر في البلدان العربية 1.2 مليار دولار.
إن عددا من مشروعات مبادرة الحزام والطريق في المنطقة لا يزال تحت الإنشاء، وتجري الشركات الصينية في الوقت الراهن أعمال بناء حي الأعمال المركزي بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر، ومحطة كهرباء حَسيان التي تعمل بالفحم النظيف في دبي، ومجمع نور في المغرب، وهو أكبر محطة للطاقة الشمسية المكثفة في العالم.
كذلك جرى تطبيق نظام بيدو الصيني للملاحة بالأقمار الصناعية في كل من تونس والجزائر والكويت والسودان، في مجالات الزراعة والاتصالات والمراقبة البحرية.
وبالنسبة للبلدان العربية التي لا تزال غارقة في الحروب الأهلية أو الفقر، تبذل الصين جهودا كبيرة لتوفير مساعدات إنسانية سخية، فضلا عن دعم مساعي تلك البلدان لتحقيق السلام والمضي في عملية إعادة الإعمار.
وفي تناقض صارخ مع سياسات أنانية تتبناها بعض الدول الغربية التي زرعت بذور الكراهية والشقاق والصراعات في الشرق الأوسط، تقدم الصين بديلا للتغلب على التحديات الإقليمية، هذا البديل الذي يدعم تحقيق السلام عبر الاشتراك في تعزيز الحوار والتنمية الاقتصادية.
إن الصين، بإنجازاتها الهائلة التي حققتها في التنمية الاقتصادية وتخفيف حدة الفقر عبر العقود الماضية، مستعدة أيضا لمشاركة خبرتها وحنكتها مع الدول العربية.
والأهم من ذلك أن الصين والعالم العربي يحتاجان إلى مساعدة بعضهما البعض بشدة في مواجهة تهديدات التطرف والإرهاب المتزايدة.
واستنادا إلى مصالح وأحلام مشتركة، فالشراكة الاستراتيجية الصينية-العربية مقدَّر لها أن تنمو وتدوم.