بكين 7 سبتمبر 2019 (شينخوا) قال خبراء إن الدعوة إلى فك الارتباط بين الاقتصادين الصيني والأمريكي تضر بالجانبين، مؤكدين ضرورة عودة البلدين إلى طاولة المفاوضات وحل النزاعات على أساس التعاون والثقة المتبادلة.
ولفت وزير التجارة الأمريكي الأسبق كارلوس جوتيريز في خطاب ألقاه خلال جلسة خاصة لمنتدى الصين للتنمية، الذي عُقد في بكين يومي 6 و7 سبتمبر، إلى أنه من الصعب أن نتخيل أن هناك تأكيدات بشأن فك الارتباط بين الصين والولايات المتحدة، مشيرا إلى أنه من المستحيل وغير الواقعي أن ينفصل اقتصادا البلدين.
واستقطبت الجلسة، التي عقدت تحت عنوان "التجارة والانفتاح والازدهار المشترك"، نحو 200 من المسؤولين الحكوميين والباحثين وقادة الأعمال لتبادل وجهات النظر حيال مجموعة واسعة من القضايا الحاسمة التي تركز بشكل رئيسي على التوترات التجارية المستمرة بين الصين والولايات المتحدة.
وحذر روبرت دي. هورماتس، وكيل وزارة الخارجية الأمريكية السابق، من أن فك الارتباط بين أكبر اقتصادين في العالم لن يقوّض الصين والولايات المتحدة فقط من خلال وضع العلاقات الثنائية التي دامت 40 عاما على المحك، بل سيقوّض الاقتصاد العالمي كذلك.
وقال هورماتس إن أكبر عجز للولايات المتحدة مع الصين ليس العجز التجاري بل الثقة المتبادلة، مشددا على أهمية استعادة الثقة لتخفيف التوترات وتحقيق المنافع المتبادلة.
وأثارت مزاعم ما يسمى بـ"فك الارتباط" الإزعاج لدى مجتمع الأعمال الأمريكي. وخلال الجلسة، أعرب قادة الشركات عن مخاوفهم من الوقوع في نزاعات تجارية ممتدة.
وقال جون نيوفر، رئيس رابطة صناعة أشباه الموصلات ومديرها التنفيذي، إن التوترات التجارية تسببت في فوضى في صناعتنا، مشيرا إلى أن الصين أكبر وأسرع أسواق أشباه الموصلات نموا وأن سلاسل الإمداد في هذه الصناعة تمر بعمق عبر الدولة.
وأكد نيوفر أهمية دعم التجارة الحرة حيث إن الدعوة لإبعاد الصين والولايات المتحدة إما اقتصاديا أو تقنيا ستقطع سلاسل الإمداد وتشوّه صناعة أشباه الموصلات.
وشهدت الجلسة إجماعا بين المتحدثين على أنه رغم وجود نزاعات وخلافات بين الصين والولايات المتحدة بسبب اختلاف الثقافات والأنظمة، ينبغي ألا يعوق التعاون والثقة المتبادلة.
وقال هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكي السابق، في مقطع فيديو أعده للجلسة "بعد أن أتيحت لي الفرصة للمشاركة في العلاقات الصينية-الأمريكية طيلة أربعين عاما، أعتقد بقوة أنه على البلدين واجب تجاه إحلال السلام والتقدم في العالم بغية إيجاد سبل للتعاون لحل المشكلات المهمة التي يواجهها البلدان."
ولفتت إليزابيث كنوب، ممثلة مؤسسة فورد الصينية، إلى أنه على الدولتين مسؤولية المساعدة في إنشاء نظام عالمي جديد يمكنه مواجهة التحديات أمامهما، لكن الطريقة الوحيدة لتحقيق هذا الهدف تكمن في تبني مبادئ الاحترام المتبادل والإخلاص والصدق والتنوع.
وأظهرت بيانات حديثة أن الصين لا تزال سوقا مهمة ومحركا مهما لنمو إيرادات الشركات الأمريكية.
وأفاد مسح سنوي أجراه مجلس الأعمال الأمريكي-الصيني، وهو مجموعة تضم 220 شركة أمريكية، بأن نحو 97 بالمئة من الشركات الأمريكية أعلنت عن زيادة ربحيتها في الصين في 2019، دون تغيير عن العام الماضي، ما يمثل أعلى مستوى خلال عقد.
ولفت كرايج ألين، رئيس المجلس، "من المهم للغاية لتنافسية هذه الشركات في العالم أن تكون في الصين وتنجح هناك"، مضيفا أن الأرباح المتولدة في الصين تساعد في خلق فرص عمل في الولايات المتحدة."