نيويورك 8 سبتمبر 2019 (شينخوا) قال مستورد أمريكي للثوم والزنجبيل في لقاء مع ((شينخوا)) مؤخرا، إن زيادة 20-30% في أسعار مواد رئيسية للطبخ، مثل الثوم والزنجبيل، في أرجاء الولايات المتحدة، بسبب الاحتكاك التجاري للإدارة الأمريكية مع الصين، تثير شكاوى مريرة وشكوكا حول السياسة التجارية للحكومة الأمريكية.
قال نيك وانغ، الذي يستورد الثوم والزنجبيل من مقاطعة شاندونغ الصينية، وحظي ذات مرة بـ70% من حصة السوق في أمريكا "إن معظم الثوم والزنجبيل المُباع في سوق الولايات المتحدة يأتي من الصين. والناس ليس أمامها خيار سوى استخدام هذه المنتجات الصينية، حتى وإن بيعت بسعر أعلى".
لقد كان الثوم والزنجبيل من بين سلع صينية وُضعت ضمن قائمة الحكومة الأمريكية عامي 2018 و2019 لفرض رسوم جمركية أعلى عليها. وبما أن هاتين المادتين من الاحتياجات الأساسية اليومية للطبخ، فقد تصاعدت الكثير من مشاعر الضجر والشكوى في قطاع واسع من الأمريكيين.
قال وانغ إن "المستورد وبائع الجملة والتجزئة، لا يتحملون الرسوم الجمركية الإضافية، بل يحولونها على المستهلكين. والمستهلك هو في الحقيقة من يدفع السعر الإضافي".
أما بالنسبة لتشانغ، الذي رفض التعريف باسمه كاملا، فهو يشتري مثل هذه المنتجات لمطبخ شركته، مرة أو مرتين بالأسبوع، وهو يشعر بأن الزيادة في الأسعار عالية.
وأوضح قائلا إن شراء علبة من فصوص الثوم، زنة نحو 2.3 كغم، تباع حاليا بسوق الجملة بنحو 12 دولارا، مقارنة مع 6 دولارات قبل سنة. وأصبحت كرتونة الزنجبيل بـ18 دولارا، بينما كانت بـ12 دولار فقط.
وأضاف "أن منتجات أخرى مثل اللفت الصيني قد أضحت أغلى كثيرا. والمشكلة أن ميزانيتي مازالت كما هي من قبل".
مادتا الثوم والزنجبيل دائما ما توضعان متقاربتين في مختلف السوبرماركت أو المتاجر. وفي سوبر ماركت مجاور لمحور الملكات في نيويورك، تباع 10 فصوص من الثوم بـ3.5 دولار، وباوند (4.5 كغم) الزنجبيل بـ1.99 دولار.
واعترف عامل بأحد المتاجر بأن شريط التسعيرة يتم تغييره عدة مرات، للتماشي مع الزيادات بالتعريفات الجمركية، التي تجمعت حتى الآن إلى ما بين 20-30%.
وفي ظل هذا الوضع، فإن المستهلكين هم من يأكلون "الثمرة المُرّة". كانت الرسوم الجمركية الإضافية قد طالت الثوم في العام الماضي، والزنجبيل بمطلع سبتمبر. ومن حينها، يستمع وانغ للكثير من الشكاوى من المتبضعين في متاجر تباع فيها المنتجات التي يستوردها.
وقال وانغ الذي وصل للولايات المتحدة قبل أكثر من عشرين عاما، إنه "للأسف، وربما هذه الحقيقة غير متوقعة للحكومة الأمريكية، فإن كافة الثمار المُرّة، يجب أن يأكلها المستهلكون الأمريكيون".
وأوضح قائلا "إن التجارة ينبغي أن تُمارس بطريقتها الخاصة. وأبرز أسسها هي التبادل والمساواة. ولكن، إذا كان هناك شخص لا يهتم إلا بنفسه، ومهووس دوما برغبة أن يحافظ على مكانه بالرقم واحد، من خلال اللعب بورقة التجارة، فعندها ستكون سياسته التجارية غير صحيحة ومتحيزة وفاشلة".
وعلى ضوء حقيقة أن المستهلكين الأمريكيين هم من يدفعون ثمن التصرف "المُستفِز" لحكومتهم، وتراكم الشكاوى إزاء قراراتها التجارية، يعتقد وانغ أن السياسة الحالية بتكرار فرض الرسوم الجمركية على السلع الصينية من أجل احتواء الصين، لا يمكن أن تستمر.
وقال "عندما تثبت عدم نجاعتها في النهاية، فستنتهي".
ويشاطره الرأي هذا، توم دونوهوي، الرئيس التنفيذي لغرفة التجارة الأمريكية، وهي أكبر جماعة مناصرة للأعمال بالولايات المتحدة، حيث كتب في صحيفة ((واشنطن بوست)) مؤخرا، أنه "بالنسبة لإدارة ترامب، يجب أن ينتهي تصعيد التوترات التجارية مع الصين".