القاهرة 13 سبتمبر 2019 (شينخوا) أكد الدكتور أحمد السعيد رئيس مجموعة بيت الحكمة للصناعات الثقافية، أن ترجمة الكتب الصينية إلى اللغة العربية بمثابة الممر السحري لتقارب الشعبين وتعزيز التفاهم المشترك.
وقال السعيد في مقابلة مع وكالة أنباء (شينخوا) إن ترجمة الكتب الصينية تعتبر البوابة الرئيسية لتقليص الفجوة الثقافية والمعرفية بين العرب والصينيين.
وأضاف أن الأدب يلعب دورا كبيرا في تفاهم الشعوب، مؤكدا أن قراءة الأدب تجعل القارئ لديه العديد من الخلفيات الثقافية والسياسية والاجتماعية للشعوب الأخرى.
وتابع قائلا إن " ترجمة الأدب الصيني بشكل خاص يمكن أن تمثل دفعة كبيرة نحو تقارب أفضل وفهم متبادل بين الشعب الصيني والشعوب العربية".
وأوضح أن الترجمة الأدبية تعتبر هي الأصعب من بين المجالات المختلفة لما تتطلبه من قدرة كبير على التعبير باستخدام كلمات وعبارات تحمل نفس المشاعر للغة الأصلية، مؤكدا أن هذا هو المعيار الرئيسي لقياس جودة الترجمة.
وأشار إلى أنه دائما ما يختار الكتب الصينية في مختلف المجالات والتي حصدت جوائز عالمية لاعطائها أولوية الترجمة إلى اللغة العربية.
وقال إن رواية "الربع الأخير من القمر" للروائية الصينية تشي تسي جيان فازت بالكثير من الجوائز العالمية، وتمت ترجمتها للعديد من اللغات، مما شجعه على ترجمتها إلى اللغة العربية.
وأشاد السعيد بأسلوب تشي كثيرا، حيث اعتمد على إبراز الاحلام القريبة للتحقق، لافتا إلى أن ذلك ساعد كثيرا على جذب القراء والاقبال عليها بشكل كبير.
وقال إن بعض الكتب الأدبية الصينية تركز على التاريخ المعاصر وبعضها على التاريخ القديم، ولكن حبكة هذه الرواية الجديدة من نوعها جعلتها قيمة جدا.
واستطرد قائلا " الأدب الصيني دخل حقبة جديدة من النمو منذ أن بدأت الصين سياسية الإصلاح وفتحت أبوابها للعالم أواخر سبعينات القرن الماضي"، مؤكدا أن الأدب الصيني المعاصر هو الأكثر جاذبية للقارئ الأجنبي.
واعتبر رواية " الربع الأخير من القمر" للروائية تشي تسي جيان بمثابة النسخة الصينية لرائعة غابرييل غارسيا ماركيز " 100 عام من العزلة".
وأشار إلى أن تقديم هذه الأنماط الجديدة من الأدب الصيني جعلت القارئ يدرك أن الأدب الصيني متنوع وليس مملا، فيقبل عليه بنهم شديد.
ولفت إلى أن ترجمة الأدب تتطلب أن يكون المترجم متمكنا من أدواته اللغوية، حيث أن هذا النوع من الترجمة في حد ذاته هو عمل إبداعي.
وأكد رئيس مجموعة بيت الحكمة للصناعات الثقافية أن اللغة الصينية لغة غنية جدا ومليئة بالعواطف الجياشة التي يجب نقلها إلى المتلقي عند ترجمتها للغات أخري مما يمثل صعوبة أحيانا للمترجم.
وشدد على أن "نسبة كبيرة من المواطنين المصريين أصبحوا شغوفين للاطلاع على الثقافة الصينية ولديهم الرغبة في التعلم في الصين أو العمل في الشركات الصينية المنتشرة حاليا في الشرق الأوسط".
وقال إن هذا الاقبال من جانب المصريين والعرب حفز بيت الحكمة على التوسع في أعمال الترجمة للكتب الصينية في مختلف المجالات، مشيرا إلى أنه يتم ترجمة حوالي 200 كتاب في العام.
ولفت إلى أن الترجمة لم تعد قاصرة فقط على الكتب فقط، وإنما امتدت للأفلام السينمائية والمسلسلات.
ونوه السعيد إلى أنه دائما ما ينصح الطلاب بقراءة الكتب الصينية لاكتساب مصطلحات جديدة وتعبيرات كثيرة في جميع المجالات.
وأنشئت مجموعة بيت الحكمة بشراكة مصرية - صينية عام 2019، لتكون منصة هامة ومؤثرة للتعاون الثقافي الصيني - العربي.
ويعمل بيت الحكمة حاليا في العديد من المجالات الثقافية منها، النشر والترجمة وتبادل حقوق النشر بين الصين والدول العربية، وأفلام الرسوم المتحركة، والبرامج والأفلام الوثائقية، وحقوق البث، وبنوك المعلومات الرقمية للمحتوى العربي، وتجارة الكتب الالكترونية، وتوزيع الكتب الصينية في العالم العربي وتوزيع الكتب العربي بالصين.
ومنذ نشأة بيت الحكمة تم تصدير أكثر من 500 كتاب صيني للدول العربية، وأكثر من 50 كتابا عربيا للصين.