القاهرة 17 سبتمبر 2019 (شينخوا) أكد سفير الصين بالقاهرة لياو لي تشيانغ، أن العلاقات الصينية - المصرية تشهد طفرة كبيرة في العديد من المجالات، مما يعزز التعاون المشترك ويحقق التنمية في إطار مبادرة "الحزام و الطريق".
وقال لياو في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إنه يشعر بأن المسئولين المصريين على جميع المستويات يسعون بشكل قوي لتطوير العلاقات مع الصين، مشيرا إلى أنه التقى مع أكثر من 20 نائب وزير ومسؤول مصري منذ تولى منصبه في مصر في يونيو من العام الجاري.
وقدم السفير الصيني بالقاهرة لياو لي تشيانغ، وهو السفير الصيني الـ 17 بالقاهرة، أمس "الإثنين" أوراق اعتماده رسميا للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وأوضح أن المسئولين المصريين نقلوا إليه رغبة مصر في الاستفادة والتعلم من التجربة الصينية في تطوير المناطق الصناعية وزيادة الاستثمارات الأجنبية.
ونوه إلى أن الصين مرت بمثل التحديات التي تمر بها مصر حاليا وذلك أثناء فترة الانفتاح قبل نحو 40 عاما.
وشدد على أن مصر تأخذ تجارب الصين في التنمية بعين الإعتبار في الوقت الذي تواصل فيه تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي الخاص بها.
وتشهد العلاقات بين مصر والصين تطورا ملحوظا، منذ رفع البلدين العلاقات الثنائية بينهما إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة في عام 2014، ويعكس ذلك الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين، حيث زار الرئيس عبد الفتاح السيسي الصين ست مرات منذ توليه منصب الرئاسة، وكان آخرها في أبريل الماضي.
وتعتبر القاهرة نفسها من الشركاء المحوريين للصين في مبادرة "الحزام والطريق"، التي تساهم في تنمية مصر من خلال مشروعات البنية التحتية الضخمة، التي تنفذها شركات صينية في مختلف المحافظات المصرية في مجالات مثل التشييد والطاقة والنقل والتجارة والصناعة.
وسجل حجم التبادل التجاري بين الصين ومصر رقما قياسيا بلغ 13.87 مليار دولار في العام 2018.
وقال السفير الصيني بالقاهرة لياو لي تشيانغ، إن البلدين يعملان على تحقيق انجازات تنموية كبيرة عن طريق التعاون المشترك في العديد من المجالات في إطار مبادرة "الحزام و الطريق".
وأشار لياو إلى أن مصر والصين وقعتا في الثامن من سبتمبر الجاري بالقاهرة وثائق بدء تنفيذ مشروع القمر الصناعي "مصر سات2"، الممول صينيا.
ونوه إلى أنه من بين الانجازات المشتركة للبلدين إنشاء معمل مصري صيني مشترك للطاقة المتجددة، والذي أنتج أول الألواح الشمسية المصنوعة في مصر.
ولفت إلى أن الأساطيل البحرية للبلدين واصلتا التعاون من أجل تطوير قدراتهما العسكرية من خلال التدريبات المشتركة.
وأردف قائلا "كما أن 264 طالبا مصريا ممن حصلوا على منح دراسية من قبل الحكومة الصينية للعام الدراسي 2019/2020 قد سافروا للصين بالفعل لاستكمال دراساتهم".
كما أكد أن هناك أكثر من 1600 شركة صينية تعمل في مصر بقيمة استثمارية تبلغ نحو 7 مليارات دولار، و توفر نحو 30 ألف وظيفة بمصر.
وتابع قائلا " إن المؤسسات المالية الصينية وقعت عقود إقراض بنحو 7 مليارات دولار في مصر"، مضيفا أن تداول اليوان الصيني في مصر يتقدم بشكل ملحوظ.
وعلى صعيد التعاون الثقافي، قال سفير الصين بالقاهرة، إن التبادل الفني والثقافي وتعلم اللغة الصينية أسهم بدرجة كبيرة في تعزيز الصداقة بين الشعبين الصيني و المصري.
وأشار في هذا الصدد، إلى أن الطالبة بسنت سيد خليل من جامعة القاهرة فازت بجائزة الدورة الـ 18 لمسابقة "الجسر الصيني" لعام 2019.
وأوضح أن الشغف لتعلم اللغة الصينية والتعرف على ثقافة الصين يزداد بين المصريين، مضيفا أن هناك 16 جامعة مصرية بها أقساما لتعليم اللغة الصينية.
وأشار إلى أن هناك 4 مراكز لمعهد كونفوشيوس، بالاضافة إلى نحو 2000 طالب بالمدارس يدرسون اللغة الصينية، فضلا عن الدورات التي ينظمها المركز الثقافي الصيني لتعليم اللغة.
وأعرب سفير الصين بالقاهرة لياو لي تشيانغ، عن ثقته في تطور أفضل وأسرع للعلاقات المصرية - الصينية خلال العصر الجديد.
ووصل التبادل الثقافي إلى ذروته بين البلدين، خاصة في أعقاب عام الثقافة الصينية - المصرية عام 2016، الذي افتتحه الرئيسان شي جين بينغ وعبدالفتاح السيسي، حيث قامت وفود ثقافية وفنية وموسيقية بزيارات متبادلة ومتكررة.
ويسعى كلا البلدين إلى تعزيز العلاقات الودية من خلال هذه التحركات الثقافية، في ظل مبادرة "الحزام والطريق" التي تعزز فهما أكثر عمقا للثقافتين العريقيتين .