تونس 17 سبتمبر2019 (شينخوا) تأهل المُرشحان، المستقل قيس بن سعيد، ومرشح حزب ((قلب تونس))، نبيل القروي، إلى الدور الثاني من الاستحقاق الرئاسي التونسي المُبكر بحسب النتائج الأولية التي أعلنها مساء اليوم (الثلاثاء) نبيل بافون، رئيس الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات في تونس.
وقال بافون خلال مؤتمر صحفي، إن المرشح المستقل، استاذ القانون الدستوري، قيس سعيد فاز في الدور الأول للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها بحصوله على 620711 صوتا، أي بنسبة 18.4 % من أجمالي أصوات الناخبين الذين شاركوا في الاستحقاق الرئاسي.
وأضاف أن نبيل القروي مُرشح حزب (قلب تونس)، جاء في المرتبة الثانية، حيث حصل على525517 صوتا، أي بنسبة 15.6% من الأصوات، لافتا إلى أن نسبة المشاركة في هذا الاستحقاق الرئاسي المُبكر بلغت 49%.
وبهذا الإعلان الرسمي عن النتائج الأولية لهذه الانتخابات، يتضح ان المُرشحين الذين سيخوضان سباق الدور الثاني الذي سينظم بعد الإعلان النهائي لنتائج هذه الانتخابات بعد النظر في الطعون، ينتميان إلى ما يوصف في تونس إلى التيار الرافض للنظام الحالي.
وهنأت حركة النهضة برئاسة راشد الغنوشي، الفائزين بهذا الاستحقاق الإنتخابي، حيث جاء في بيان وزعته مساء اليوم، في أعقاب اجتماع لمكتبها التنفيذي، أن حركة النهضة " تقدمت بتهانيها الحارة إلى الفائزين في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية ،الأستاذ قيس سعيد والسيد نبيل القروي".
وأعربت في بيانها عن تمنياتها بأن " تدور الجولة الثانية في نفس المناخ الايجابي التي شهدها الدور الاول"، مؤكدة في نفس الوقت "أن تنظيم الانتخابات في موعدها وبكل شفافية ونزاهة وحرية ومنافسة مكفولة للجميع دون إقصاء،... هو ثمرة الخط السياسي الوطني العقلاني الذي قادته حركة النهضة في السنوات الأخيرة مع كل شركائها"، على حد تعبيرها.
ويوصف المرشح قيس سعيد الذي فاز بالمرتبة الأولى من هذا الاستحقاق الرئاسي، بأنه صوت الذين "خذلتهم " المنظومة السياسية التي حكمت البلاد منذ العام 2011، علما وأنه من مواليد 22 فبراير 1958 بتونس.
وهو حاصل على شهادة الدراسات المعمقة في القانون الدولي العام من كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس وعلى دبلوم الأكاديمية الدولية للقانون الدستوري وعلى دبلوم المعهد الدولي للقانون الإنساني بسان ريمو بايطاليا.
وبدأ حياته المهنية كمدرس بكلية الحقوق والعلوم الاقتصادية والسياسية بسوسة سنة 1986 ثم انتقل للتدريس بكلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية بتونس سنة 1999 كما شغل خطة مدير قسم القانون العام بكلية الحقوق والعلوم الاقتصادية والسياسية بسوسة من سنة 1994 إلى سنة 1999.
وتولى قيس سعيد مهمة مقرر اللجنتين الخاصتين لدى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لإعداد مشروع تعديل ميثاق الجامعة ولإعداد مشروع النظام الأساسي لمحكمة العدل العربية سنتي 1989 و1990 وخبير متعاون مع المعهد العربي لحقوق الإنسان من سنة 1993 إلى سنة 1995.
كما شغل سعيد منصب أمين عام ثم نائب رئيس الجمعية التونسية للقانون الدستوري في الفترة الممتدة من سنة 1990 إلى سنة 1995.
وهو عضو بالمجلس العلمي ومجلس إدارة الأكاديمية الدولية للقانون الدستوري منذ سنة 1997 وكذلك رئيس مركز تونس للقانون الدستوري من أجل الديمقراطية.
أما المرشح نبيل القروي الذي جاء في المرتبة الثانية، فهو رجل أعمال معروف، وهو من مواليد الأول من أغسطس من العام 1963 بمدينة بنزرت بشمال تونس، وهو من الفاعلين في مجال الإشهار والإعلام السمعي البصري ، حيث يملك القناة التلفزيونية الخاصة"نسمة تي في".
وبحسب سيرته الذاتية، فإنه بعد حصوله على شهادة الباكلوريا بتونس، تابع دراسته الجامعية بمعهد التجارة بمدينة مرسيليا الفرنسية، حيث تخصص في التجارة وتقنيات البيع بالمؤسسات المتعددة الجنسيات التحق إثرها بالمجموعة العالمية "كنال بلوس" في خطة مدير تجاري لمدة سنتين.
وفي العام 2002 أسس نبيل القروي بصحبة شقيقه غازي القروي المجموعة الدولية للإعلام والإشهار "قروي أند قروي" وافتتحا مكاتب تابعة لهذه الشركة بعدد من عواصم المغرب العربي.
وأطلق في 16 مارس 2007 القناة التلفزيونية ((نسمة تي في)) عبر القمر الاصطناعي وتولى إدارة مجموعة ((نسمة تي في)) سنة 2009.
ودخل القروي مجال العمل الخيري، عندما أسس في سنة 2013 جمعية ((ناس الخير)) التي تغيرت تسميتها إلى جمعية ((خليل تونس)) سنة 2016 إثر وفاة ابنه خليل القروي وتمثل نشاطها في مساعدة الفئات الفقيرة.
ودخل القروي العمل الحزبي ، عندما أسس في يونيو الماضي حزبه الجديد ((قلب تونس)) الذي ترشح باسمه في الانتخابات الرئاسية .
يشار إلى أن القروي يقبع حاليا في السجن منذ اعتقاله يوم 23 أغسطس 2019 على خلفية قضية رفعتها ضده منظمة "أنا يقظ" بتهمة التهرب الجبائي وغسل الأموال.