تقرير إخباري: مساع إسرائيلية لتمديد العمل باتفاقية السلام مع الأردن حول منطقتي "الباقورة والغمر"

القدس 10 أكتوبر 2019 (شينخوا) تسعى إسرائيل لتمديد العمل بملحقي اتفاقية السلام مع الأردن حول منطقتي الباقورة والغمر مع قرب انتهاء مدتهما القانونية بعد أسبوعين، بينما ينتاب المزارعين خيبة أمل جراء ذلك.

وبموجب معاهدة السلام الموقعة عام 1994 بين إسرائيل والأردن، استعادت المملكة سيادتها على المنطقتين الحدوديتين، لكنها وافقت على السماح لإسرائيل باستخدامات خاصة فيهما لمدة 25 عاما قابلة للتجديد، ما لم يخطر أحد الطرفين الآخر بنيته إلغاء العمل بالاتفاق قبل سنة من انتهائه.

وطيلة الأعوام الماضية يمارس الإسرائيليون أعمالهم الخاصة بالزراعة في المنطقتين والتصدير للخارج.

وأرسل رئيس المجلس الإقليمي "عيمق هايردين" غور الأردن عيدان غرينباوم، اليوم، رسالة إلى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، يطلب من خلالها لقاءه أو ممثلين عنه من أجل التباحث في مستقبل الأراضي الزراعية في المنطقتين.

وقال غرينباوم في رسالته التي تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منها، إن: "الأوضاع السياسية الحالية في إسرائيل تركت المزارعين في منطقة غور الأردن عاجزين".

وأضاف أن "السياسيين الإسرائيليين لا يحاولون في الوقت الراهن حل الأزمة والإبقاء على الترتيبات الخاصة المعمول بها، والتي بموجبها يمكن للمزارعين الاستمرار في فلاحة الأرض في منطقة جزيرة السلام في (نهاريم) الباقورة".

وأشار غرينباوم إلى أن عقد اللقاء مع الملك الأردني أو من ينوب عنه هو من أجل التوصل لترتيبات تتيح للمزارعين الاستمرار في زراعة الأرض بعد 25 من أكتوبر، وهو الموعد الذي ينتهي العمل بموجبه بالاتفاق بين إسرائيل والأردن.

وتابع في رسالته،:" نحن نشترك في مسائل مدنية كثيرة على امتداد عشرات الكيلومترات من الحدود المشتركة ويمكن لاستمرار التعاون بيننا أن يقود للازدهار والتطور في العديد من المجالات".

وأوضح غرينباوم أن الساحة الإسرائيلية تعيش هذه الأيام أزمة قاسية، داعيا العاهل الأردني إلى عقد لقاء معه شخصيا أو من ينوب عنه من أجل التوصل إلى اتفاق جديد عملا بحسن الجيرة بين الجانبين والتقدير والاحترام المتبادل.

وكان العاهل الأردني أعلن، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا)، أن بلاده "أبلغت إسرائيل بإنهاء العمل بملحقي الباقورة والغمر من اتفاقية السلام".

وأكد أن "الباقورة والغمر أراض أردنية وستبقى أردنية ونحن نمارس سيادتنا بالكامل على أراضينا، مشددا على أن الباقورة والغمر على رأس أولويات الأردن وقرار إنهاء ملحقي الباقورة والغمر من اتفاقية السلام جاء انطلاقا من حرصنا على اتخاذ كل ما يلزم من أجل الأردن والأردنيين".

وأوردت وسائل الإعلام الإسرائيلية ومواقع التواصل الإجتماعي، الرسالة التي كتبت من قبل غرينباوم باللغة العربية وحملت توقيعه.

وأعلنت الإذاعة الإسرائيلية العامة، أن السفارة الأردنية في إسرائيل نقلت الرسالة إلى الديوان الملكي الأردني، فيما لم يصدر أي تعليق من الجانب الأردني بشأنها.

وقالت الإذاعة، إن خيبة أمل كبيرة تسود المزارعين الإسرائيليين في منطقة غور الأردن، خاصة من مجلس الأمن القومي الذي أجرى المفاوضات مع الأردن خلال العام الماضي حول الطلب بتمديد فترة استئجار منطقتي الغمر والباقورة، لمواصلة فلاحة الأراضي.

وحسب الإذاعة، فإنه رغم الوعود من قبل مجلس الأمن القومي، إلا أنه لم يحرز أي تقدم في هذه المفاوضات.

وأشارت إلى أن المغزى الفوري لانتهاء مفعول الاتفاق أن يُحظر على المزارعين دخول الأراضي الزراعية ومنع السياح من دخول منطقة "نهاريم" (الباقورة).

وصرح الوزير الإسرائيلي يوفال شتاينتس، من الحزب الحاكم قبل شهر، بأن الباقورة والغمر "سيعودان إلى الأردن في نهاية فترة التأجير"، مشيرا إلى أنه يتعين على إسرائيل "إيجاد أراض بديلة للمُزارعين داخل حدودها".

وسبق أن أعلنت وزارة الخارجية الأردنية، تسليم نظيرتها الإسرائيلية مذكرتين أبلغت عبرهما الحكومة الإسرائيلية قرار المملكة بإنهاء الملحقين الخاصين بمنطقتي الباقورة والغمر في معاهدة السلام.

ويسمح الملحقان لإسرائيل بتأجير أراضي الباقورة والغمر لمدة 25 عاما منذ دخول معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية حيز النفاذ في 26 أكتوبر عام 1994، على أن يتم تجديدهما تلقائيا لمدد مماثلة ما لم يقم أي من الطرفين بإبلاغ الآخر بإنهاء العمل بهما قبل عام من موعد التجديد، والذي صادف 26 أكتوبر الماضي .

وواجهت الحكومة الأردنية مؤخرا ضغوطا شعبية من نقابات وأحزاب ومنظمات مجتمع مدني طالبت خلالها بعدم تجديد إتفاقية تأجير هذه الأراضي لإسرائيل.

وتقع الباقورة، وهي بلدة أردنية حدودية، شرق نهر الأردن ضمن لواء الأغوار الشمالية التابع لمحافظة اربد شمال الأردن، فيما تقع الغمر الممتدة على مساحة أربعة كيلومترات بمحافظة العقبة جنوب البلاد.