مقابلة: السفير الصيني: التآزر الإستراتيجي بين الصين واندونيسيا يواصل التعمق

جاكرتا 18 أكتوبر 2019 (شينخوا) قال شياو تشيان، السفير الصيني لدى اندونيسيا، إن الصين واندونيسيا، كجارتين صديقتين عبر أجيال، قامتا بدمج إستراتيجيات التنمية الخاصة بهما في السنوات الأخيرة، حيث دفعت شراكتهما الإستراتيجية الشاملة العلاقات الثنائية إلى "أفضل أوقاتها عبر التاريخ".

وخلال مقابلة حصرية مع وكالة أنباء ((شينخوا)) قبيل زيارة نائب الرئيس الصيني وانغ تشي شان إلى اندونيسيا، أفاد السفير أنه خلال السنوات الست الماضية، تواترت الزيارات والتبادلات رفيعة المستوى بين قادة البلدين وكبار المسؤولين الحكوميين.

وقد التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأندونيسي كوكو ويدودو ثماني مرات في مناسبات مختلفة. واختار رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ اندونيسيا لتكون محطته الأولى للزيارات الخارجية في مايو الماضي، بعد تولي الحكومة الجديدة مهامها في مارس.

وذكر شياو أنه "في إبريل الماضي، حضر نائب الرئيس الاندونيسي يوسف كالا منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي الثاني في بكين. في غضون بضعة أيام فقط، سوف يحضر المبعوث الخاص للرئيس شي جين بينغ، نائب الرئيس الصيني وانغ تشي شان حفل تنصيب الرئيس الاندونيسي جوكو ويدودو ويقوم بزيارة ودية إلى اندونيسيا، مما يظهر التركيز الشديد للرئيس شي والحكومة الصينية على العلاقات الصينية الاندونيسية".

في أكتوبر الماضي، وقعت الحكومتان رسميا مذكرة تفاهم بشأن التعاون بين مبادرة الحزام والطريق والمركز البحري العالمي، مما يشير إلى مرحلة جديدة من تآزر إستراتيجيات التنمية بين البلدين.

وقال إن "المشروع التاريخي للمرحلة الأولى من التآزر -- وهو خط السكة الحديدية فائق السرعة الواصل بين جاكرتا وباندونغ قد شهد إسراعا في وتيرة البناء ودخل مرحلة جديدة".

في 30 سبتمبر، تم بنجاح تركيب العارضة الصندوقية الأولى من الخط، بعد أن تم الانتهاء من بناء النفق الأول - نفق واليني - في مايو الماضي.

وأوضح شياو أن "خط السكة الحديدية فائق السرعة بين جاكرتا وباندونغ، باعتباره أول خط سكة حديد عالي السرعة في أندونيسيا وجنوب شرق آسيا، سيقصر مدة السفر بين المدينتين إلى حوالي 40 دقيقة من أكثر من 3 ساعات، ويشكل ممرا اقتصاديا لخط سكة حديد عالي السرعة، مما يحقق منافع اجتماعية واقتصادية كبيرة".

في المرحلة الثانية من التآزر، بدأ التخطيط لبناء ممر اقتصادي إقليمي شامل. وقد جلبت مرافق البنية التحتية الرئيسية الأخرى التي شيدتها أندونيسيا والصين مثل سد جاتيغيدي وجسر سورابايا-مادورا المزيد من الوظائف والدخل للسكان المحليين.

إلى جانب ذلك، شرع البلدان أيضا في مناقشة التعاون الصناعي، ومن المتوقع أن يصبح نقطة بارزة جديدة في تآزر إستراتيجيات التنمية الخاصة بهما، حسبما أوضح السفير.

في عام 2018، بلغت قيمة التجارة بين الصين واندونيسيا 77.4 مليار دولار أمريكي، حيث أصبحت الصين أكبر شريك تجاري لاندونيسيا في ثماني سنوات متتالية. وتعد الصين أيضا ثالث أكبر بلد مصدر للاستثمار الأجنبي باندونيسيا، حيث بلغ الاستثمار الأجنبي المباشر للصين في أندونيسيا 2.29 مليار دولار خلال النصف الأول من هذا العام، وهو ما يقترب من حجم استثمارات العام الماضي بالكامل.

وأشار شياو إلى أنه "في الوقت الراهن، امتد التعاون الثنائي على نحو سريع من مجالات البنية التحتية والموارد والاتصالات التقليدية إلى مجالات ظهرت حديثا مثل التصنيع، والتمويل، والتجارة الالكترونية، وتكنولوجيا المعلومات، والموارد البشرية وغيرها".

وزاد أن "التبادلات الشعبية والثقافية تعتبر جزءا حيويا من العلاقات الثنائية". وكدولة جزرية استوائية، فإن اندونيسيا تعد وجهة سياحية شعبية لقضاء العطلات للصينيين. وتعد الصين من أكبر الدول المصدرة للسياح لأندونيسيا، حيث من المتوقع أن يتجاوز عددهم هذا العام 2.5 مليون.

بالمقابل، تعتبر الصين ثاني أكبر وجهة للدراسة في الخارج بالنسبة للطلاب الاندونيسيين، وهناك حوالي 15 ألف طالب اندونيسي يدرسون حاليا في الصين. كما تتعمق التبادلات الثنائية في نواح أخرى مثل العسكرية والمحلية والرياضة والدين والشباب والإعلام.

وقال السفير إن "الصين واندونيسيا من البلدان النامية الكبرى والاقتصادات الناشئة حديثا والدول المهمة في آسيا على حد سواء، فالتنمية الصحية والثابتة للعلاقات الصينية الاندونيسية لا يفيد البلدين وشعبيهما فحسب، وإنما المنطقة والعالم أيضا".

وأضاف أنه "في فترة السنوات الخمس المقبلة للرئيس جوكو ويدودو، نأمل أن يتمكن البلدان من مواصلة بذل جهود مشتركة لدفع الشراكة الإستراتيجية الشاملة الثنائية إلى مستوى جديد، وذلك بغية خدمة شعبيهما بشكل أفضل".