الرئيس السوري بشار الأسد خلال زيارته قاعدة عسكرية في بلدة الهبيط بريف محافظة إدلب في سوريا يوم 22 أكتوبر 2019 |
دمشق 31 أكتوبر 2019 (شينخوا) صرح الرئيس السوري بشار الأسد يوم الخميس بأن الاتفاق الروسي التركي بشأن الوضع في شمال سوريا "مؤقت"، واصفا ذلك بأنها خطوة إيجابية لا تحقق كلّ شيء "لكنها تُخفف الأضرار".
وقال الأسد في مقابلة تلفزيونية مع التلفزيون السوري إن الاتفاق ساعد في إعادة نشر الجيش السوري في المناطق التي انسحبت منها الميليشيات الكردية في شمال سوريا، ولكن ذلك "لا يلغي سلبية الوجود التركي"، مؤكدا أنه إذا تم استنفاد جميع الوسائل السياسية لدفع القوات التركية للمغادرة، فلن يكون هناك خيار آخر سوى الحرب.
ولدى سؤاله عما إذا كان سيلتقي بمسؤولين أتراك، مثل الرئيس رجب طيب أردوغان، أجاب الأسد "إذا سألتني، ماذا سأشعر لو اضطررت أنا شخصيا لكي أصافح أو ألتقي مع شخص من جماعة أردوغان أو من يشبهه.. لن أتشرف بمثل هذا اللقاء وسأشعر بالاشمئزاز، ولكن المشاعر نضعها جانبا عندما تكون هناك مصلحة وطنية"، مؤكداً في الوقت ذاته أنه "كل ما يحقق مصلحة الوطن لا بد من القيام به وهذه مهام الدولة".
فيما يتعلق بالاتفاق الذي تم بوساطة روسية بين الحكومة السورية والميليشيات الكردية، والذي أدى إلى تسليم العديد من المناطق التي يسيطر عليها الأكراد إلى الجيش السوري على الحدود السورية التركية، قال الأسد إن دخول الجيش السوري إلى تلك المناطق ليس فقط من أجل مواجهة الهجمات التركية التي وقعت منذ 9 أكتوبر على المناطق التي يسيطر عليها الأكراد، بل يعني عودة الدولة السورية ومؤسساتها إلى تلك المناطق.
وأوضح الأسد أن عودة مؤسسات الحكومة السورية إلى جميع المناطق التي يسيطر عليها الأكراد ستكون تدريجية وقد تستغرق بعض الوقت، مشيرا إلى أنه "يجب أن تكون سياستنا تدريجية وعقلانية اتجاه الأكراد وتأخذ بالاعتبار الوقائع، لكن الهدف النهائي هو العودة إلى الوضع السابق، وهو سيطرة الدولة كاملة" على المناطق التي تسيطر عليها القوات الكردية.
وقال الأسد، ردا على سؤال بشأن وجود القوات الأمريكية في سوريا، إنه عندما يتحد الشعب السوري ضد الاحتلال، ستنسحب القوات الأمريكية بمفردها "لأنه لن يكون لديهم فرصة للبقاء في سوريا".
وفيما يتعلق بمقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، أبو بكر البغدادي، شكك الرئيس السوري في العملية الأمريكية ، قائلا "لا نعرف ما إذا كانت هذه العملية قد حصلت حقا، حيث لم تكن هناك طائرات حربية على الرادارات ولماذا لم تُعرض الجثة؟".
وذكر كذلك أن قتل البغدادي لا يعني نهاية الجماعة الإرهابية، مؤكداً أن تنظيم "داعش" يمثل فكرة "ما لم يتم القضاء على هذه الفكرة ، فإن موت البغدادي أو حتى داعش بالكامل لن يكون له أي أثر".
كما تطرق الرئيس إلى الوضع الداخلي في سوريا والحملة الحالية لمكافحة الفساد في البلاد، فضلا عن الوضع الاقتصادي في ضوء العقوبات الغربية المفروضة على الحكومة السورية ، قائلا إن مكافحة الفساد هي الأولوية الآن نتيجة الوضع الاقتصادي في البلاد، مؤكدا على أن تقديم الفاسدين إلى العدالة مستمر.