تقرير إخباري: معرض أثرى بالقاهرة احتفالا بمرور 150 عاما على افتتاح قناة السويس

/مصدر: شينخوا/  2019:11:19.10:31

القاهرة 18 نوفمبر 2019 (شينخوا) نظمت وزارة الآثار المصرية، معرضا أثريا في متحف قصر الأمير محمد علي بحي المنيل في القاهرة، بمناسبة مرور 150 عاما على افتتاح قناة السويس.

ويهدف المعرض، الذي جاء تحت عنوان "خديوى القناة"، لتخليد ذكرى افتتاح قناة السويس من خلال عرض مجموعة من القطع الأثرية التي توثق هذا الحدث المهم.

وقال ولاء الدين بدوي مدير عام المتحف، في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن المعرض يضم مجموعة متنوعة تخص الوالي محمد سعيد الذي بدأ حفر القناة في عصره، والخديوي إسماعيل الذي تم افتتاح القناة في عهده.

وأشار بدوي، إلى أنه من أبرز القطع المعروضة مجموعة من العملات التي تمثل ذكرى افتتاح القناة، ومجموعة من الفناجين التي تحمل اسم وصورة الخديوي إسماعيل، ولوحة زيتية نادرة له مع ولي عهده الأمير محمد توفيق واقفين أمام تمثال نصفي لمؤسس الدولة العلوية محمد علي.

وأضاف أن العرض يضم أيضا لوحة زيتية تعد من أندر وأبرز اللوحات التي تصور مشهد من مشاهد افتتاح القناة بريشة إدوارد ريو، وهو الفنان الذي أتى به الخديوي إسماعيل خصيصاً من فرنسا لرسم مظاهر الافتتاح والاحتفال.

وتابع أن المعرض يهدف أيضا إلى إعطاء الناس معلومات وخلفية تاريخية حول قناة السويس عبر التاريخ.

وتعد قناة السويس واحدة من أهم الممرات المائية في العالم، لأنها تسمح للسفن بالسفر بين أوروبا وجنوب آسيا دون الإبحار حول إفريقيا، مما يقلل من مسافة الرحلة البحرية.

كما تعتبر أول ممر مائي صناعي يربط البحرين الأبيض المتوسط والأحمر، وتم افتتاح القناة للملاحة في 17 نوفمبر 1869 بعد 10 سنوات من البناء.

وظلت القناة تحت سيطرة إنجلترا وفرنسا حتى قام الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، الذي قاد ثورة لإنهاء الحكم الملكي في مصر في العام 1952، بتأميمها في العام 1956، ومنذ ذلك الحين تديرها هيئة قناة السويس.

وفي أغسطس من العام 2015، افتتحت مصر مجرى مائيا جديدا بطول 35 كم إلى جانب قناة السويس الأصلية، بالإضافة إلى توسعة 37 كيلو مترا وتعميق بعض أجزاء القناة الحالية.

ويعتبر الممر المائي الجديد جزءا من مشروع تطوير محور قناة السويس الذي أطلقته الحكومة المصرية في العام 2014، وهو مشروع ضخم يهدف إلى تعزيز دور منطقة قناة السويس في التجارة الدولية وتطوير محافظات القناة الثلاث، السويس والإسماعيلية وبورسعيد.

ويتضمن المشروع أيضا بناء مدينة جديدة هي الاسماعيلية الجديدة، ومناطق اقتصادية صناعية، ومزارع سمكية، ومنطقة تكنولوجية، وإنشاء 6 أنفاق جديدة تربط بين سيناء والإسماعيلية وبورسعيد، وإعادة تأهيل 5 موانئ بحرية قائمة، وإنشاء مراكز جديدة على قناة السويس للخدمات اللوجستية وخدمات السفن.

بالنسبة لكثير من المصريين، تعد قناة السويس مصدر فخر وواحدة من الإنجازات العظيمة التي حققتها مصر في خدمة الإنسانية عبر التاريخ.

وقال رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع خلال احتفال رسمي بالذكرى 150 لافتتاح القناة للملاحة، إن الهيئة تعمل الآن على تحويل المبنى الإداري القديم لها إلى متحف عالمي، حيث سيحتوي المتحف على آثار ومقتنيات يعود تاريخها إلى وقت حفر القناة.

وأشار إلى أن المتحف سيتم افتتاحه في النصف الأول من العام المقبل، في خطوة تمثل أمرا مهما ليس فقط للحكومة، بل لعموم المصريين.

وقالت لمياء علوي، وهي سيدة في أوائل الثلاثينيات من عمرها، في تصريحات لـ((شينخوا)) أثناء قيامها بجولة في معرض "خديوي القناة"، إن المصريين فخورين جدا بقناة السويس والدور الحيوي الذي لعبته في خدمة التجارة والشحن العالمي.

وأضافت علوي، وهي من محبي الآثار، أنها قررت زيارة المعرض بعد أن أخبرها أصدقاؤها أنه سيعرض بعض المقتنيات التي استخدمت خلال حفل افتتاح القناة

وتابعت بينما كانت تنظر بإعجاب إلى اللوحات الزيتية في المعرض، أنها المرة الأولى التي ترى فيها قطع ثمينة ذات خلفية تاريخية لمثل هذا الحدث الهام.

وأكدت أن هذه المعارض لها قيمة كبيرة وهي مهمة للغاية بالنسبة للمصريين، حيث "تاخذ الزوار عبر التاريخ إلى العصر الذي قدم فيه المصريون أشياء عظيمة للبشرية".