تقرير أخباري: الطرح العام في أرامكو السعودية خطوة لتحقيق رؤية 2030

الرياض 8 ديسمبر 2019 (شينخوا) نجحت شركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط بجمع 25.6 مليار دولار في طرحها العام الأولي عند 32 ريالا (8.53 دولار أمريكي) للسهم الواحد .

ومن المتوقع أن يحقق الاكتتاب العام قيمة سوقية تصل إلى 1.7 تريليون دولار من خلال سعر سهم يتراوح ما بين 30 إلى 32 ريالا ، متجاوزة أكثر الشركات المدرجة قيمة في العالم.

وفقا لبيان أرامكو يوم الخميس الماضي، هناك طلب قوي من المستثمرين السعوديين والإقليميين وبلغت قيمة طلبات اكتتاب المؤسسات 397 مليار ريال (106 مليارات دولار)، ليصل الإجمالي بعد إضافة طلبات الأفراد إلى 446 مليار ريال (119 مليار دولار)، ونسبة التغطية إلى 465 في المئة من حجم الطرح، وأوضحت الشركة أن قيمة الطرح تبلغ 96 مليار ريال سعودي، أي ما يعادل 25.6 مليار دولار.

وتمثل أسهم الطرح المخصصة للمكتتبين الأفراد 33.3 في المئة من أسهم الطرح أي 0.5 في المئة من رأس مال الشركة، بينما تمثل أسهم الطرح المخصصة للمؤسسات المكتتبة 66.7 في المئة من أسهم الطرح أي ما 1 في المئة من رأس مال الشركة.

وأشارت الشركة إلى أنه في حال ممارسة خيار الشراء الإضافي سيكون الحجم الكلي للطرح 3.45 مليار سهم بـ 110.4 مليار ريال.

وأكد وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان يوم الجمعة الماضية في فيينا أن اكتتاب أرامكو يؤكد قيمة اقتصاد الدولة، ويعزز المنهج الاقتصادي للسعودية، معبرا عن اعتقاده بأن من لم يشارك في اكتتاب أرامكو سيندم على تلك الفرصة الاستثمارية.

وكان وزير الطاقة قال إن قيمة أرامكو ستتجاوز على الأرجح تريليوني دولار التي يستهدفها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ووصف الطرح العام الأولي الناجح بأنه كان يوم الفخر في حياته المهنية، وقد أثبت الطرح أن العديد من منتقدي الصفقة كانوا على خطأ.

وأوضح محللون أن أسهم أرامكو السعودية أصبحت متداولة في البورصة ، وسيكون سعر سهم شركة النفط العملاقة المملوكة للدولة هو الاعتبار الرئيسي للقائمين عليها والمساهمين ، وستسعى الحكومة السعودية لارتفاع أسعار النفط لدعم قيمة السهم.

وستساعد الخطوة الجديدة التي اتخذتها أوبك وحلفائها من المصدرين للنفط لتخفيض الإنتاج على تحقيق أسعار مرتفعة للنفط، ومع ذلك، قال وزير الطاقة أن الاتفاق على زيادة خفض إمدادات النفط العالمية لم يتم التوصل إليه ليتزامن مع الاكتتاب العام في أرامكو.

وغالبا ما تأخرت خطط الاكتتاب في أرامكو لأسباب أخرى ، ففي مارس من هذا العام ، اشترت الشركة حصة 70 في المئة من الشركة السعودية للصناعات الأساسية المدرجة في شركة السوق المالية السعودية (تداول) بقيمة 69 مليار دولار ، والتي من المقرر أن تساعد أرامكو لتصبح لاعبا رئيسيا في الصناعة الكيميائية العالمية.

وبحسب مسؤولين كان شراء هذه الحصة وبيع سندات بقيمة 12 مليار دولار في أبريل من أهم أسباب تأخر الطرح العام.

ويعتبر الاكتتاب العام في أرامكو هو محور الرؤية السعودية 2030 ، التي تهدف للتخلص من الاعتماد على النفط وتنويع الاقتصاد، حيث ستذهب عائدات الاكتتاب العام نحو مبادرات التنويع والاستثمار في قطاعات مختلفة مثل الخدمات اللوجستية والصناعة التحويلية والسياحة.

وقال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود خلال كلمته بافتتاح السنة الرابعة من الدورة السابعة لمجلس الشورى الشهر الماضي بأن إعلان المملكة عن طرح جزء من أسهم أرامكو السعودية للاكتتاب العام سيتيح للمستثمرين المساهمة في هذه الشركة الرائدة على مستوى العالم، وسيحدث نقلة نوعية في تعزيز حجم السوق المالية السعودية لتكون في مصاف الأسواق العالمية.

وأكد الملك سلمان بن عبد العزيز على المضي قدما في تنفيذ البرامج الإصلاحية، لرفع تنافسية المملكة للوصول بها إلى مصاف الدول العشر الأكثر تحفيزاً للأعمال في العالم.

وقال محللون بأنه من خلال الاكتتاب العام ستحقق أرامكو السعودية أهدافها في تعزيز استدامة أعمالها، والاستفادة من التكنولوجيا والابتكار لزيادة كفاءة إنتاج النفط الخام والغاز، من خلال إجراءات النفقات الرأسمالية الشاملة والمنضبطة، حافظت أرامكو السعودية على موقعها على مر العقود، ومن المتوقع أن تبدأ الشركة عمليات التداول في 11 ديسمبر الجاري.