人民网 2019:12:09.07:42:09
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

مقالة : بعد عامين على طرد "داعش" من العراق .. الموصل تبدأ باستعادة عافيتها

2019:12:09.07:09    حجم الخط    اطبع

الموصل، العراق 8 ديسمبر 2019 (شينخوا) بدأت مدينة الموصل كبرى مدن الشمال العراقي تستعيد عافيتها تدريجيا وتتخلص من مخلفات الحرب ضد التنظيم الإرهابي بعد مرور سنتين على إعلان العراق طرد التنظيم وفرض قواته لسيطرتها على كل أراضي البلاد.

وكان رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي أعلن في التاسع من ديسمبر عام 2017 إستعادة جميع الأراضي العراقية من سيطرة التنظيم الإرهابي وفرض القوات العراقية سيطرتها الكاملة على الحدود مع سوريا، التي كانت معبرا للإرهابيين إلى العراق.

واحتل تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية "داعش" المتطرف مدينة الموصل في العاشر من يونيو عام 2014 وأعلنها بعد عدة أسابيع عاصمة لما يسمى بدولة الخلافة بعد أن أختار المدعو أبو بكر البغدادي خليفة لهذه الدولة المزعومة.

في المدينة القديمة قلب الجانب الغربي للموصل، والتي تعرضت لدمار كبير جدا وصلت نسبته إلى 100 بالمائة في أغلب أحيائها، بدأ السكان بإعمار منازلهم ومحالهم، كما باشرت شركات بتمويل من الأمم المتحدة بإزالة مخلفات المنازل، فيما تقوم شركات آخرى بإعادة إعمارها الأمر الذي أعطى جرعة من الأمل المفقود بعودة العشرات من العوائل إلى منازلهم التي أجبروا على تركها.

الشوارع في أحياء المدينة القديمة التي يعشقها أهل الموصل جميعا عبدت بصورة جيدة، وأسواقها القديمة بدأ البناء يرتفع فيها، وبعضها طلي بالوان زاهية، والعمل متواصل لكي يستأنف الناس هناك أعمالهم لتعود الحياة إلى طبيعتها.

أما جامع النوري ومأذنته الحدباء، إحدى رموز الموصل، فقد بدأ العمل فيهما من قبل منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة وبتمويل من دولة الإمارات العربية، واستأنف المهندسون عملهم في إعمار هذا المسجد التاريخي الذي يعود لمئات السنين ما منح أبناء الموصل إشارة أخرى من الأمل بإعادة الحياة لطبيعتها في مدينتهم التي شهدت أعنف وأشرس المعارك مع التنظيم المتطرف.

وفي منطقتي المنقوشة والمشاهدة قرب الجامع الكبير بالمدينة القديمة التقينا بالمهندس الشاب عماد نزار الذي يشرف على عشرات العمال في شركة تور سيناء المحلية المتعاقدة مع الأمم المتحدة، وهم يقومون برفع الانقاض من المنازل المهدمة وكأنهم خلية نحل، بغية أعدادها لكي تقوم شركة أخرى بإعمار هذه المنازل.

وقال المهندس الشاب الذي كان الحماس والإرادة القوية بادية عليه "تقوم شركتنا بتمويل من الأمم المتحدة برفع الانقاض من 145 منزلا، منذ أسبوعين حسب العقد، ولكن سوف نقوم برفع الأنقاض من 200 منزل لكي تأتي شركة أخرى متعاقدة مع المنظمة الدولية لإعمار هذه المنازل لكي يعود إليها سكانها".

وأضاف نزار " نبذل كل جهودنا وطاقاتنا لإنجاز العمل قبل المدة المحددة، لكي نساهم في تضميد جراح أهلنا في المدينة التي عانت الكثير بسبب إرهاب التنظيم المتطرف، وإهمال الحكومة المركزية".

ويشتكي الناس من بطء الإجراءات الحكومية لإعادة الإعمار رغم مرور سنتين على إعلان طرد التنظيم المتطرف من جميع الأراضي وفرض القوات العراقية لسيطرتها على الحدود مع سوريا، مشيدين بالقوات الأمنية التي وفرت لهم الأمن والاستقرار.

وقال بلال عبدالله لوكالة أنباء ((شينخوا)) خريج كلية الإدارة والاقتصاد وعاطل عن العمل حاليا، ويعمل كسائق سيارة أجرة في بعض الأحيان ، " الوضع الأمني حاليا لا يمكن مقارنته بالوضع تحت سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، حاليا الوضع ممتاز ونبقى حتى ساعات متأخرة من الليل، والأهم من ذلك أن هاجس الخوف في داخلنا من القوات الأمنية قد اختفى، بعد أن اثبتت القوات الأمنية وخاصة جهاز مكافحة الإرهاب مهنيتها في التعامل معنا أيام تحرير الموصل من قبضة داعش".

وأضاف " نظرة أهالي الموصل عن القوات الأمنية تبدلت لأنهم لمسوا تعاملا مهنيا وإنسانيا لهذه القوات معهم، وأصبحت العلاقة جيدة وهناك تعاون بين الجانبين وهذا أثمر عن استقرار الوضع الأمني وتحسنه".

وتابع عبد الله " نريد من الجهات الحكومية أن تكون جهودها في عمليات إعادة الإعمار مشابهة للجهود التي بذلتها القوات الأمنية لتحقيق الأمن والاستقرار، لكن مع كل أسف نلاحظ أن الجهات الحكومية المسؤولة عن الإعمار بطيئة الحركة ومحاولاتها خجولة لا تتناسب مع حجم الدمار الهائل الذي تعرضت له الموصل بشكل عام والمدينة القديمة بشكل خاص".

وأشار إلى أن بعض المنظمات الدولية والمنظمات الخيرية ساهمت وتساهم في عمليات إعادة الإعمار من خلال تبرعها بأموال للعديد من الذين دمرت منازلهم وخاصة الفقراء، مبديا احترامه لهذه المنظمات وخاصة الأمم المتحدة التي كانت لها بصمة واضحة في ما تم إعماره بالموصل على حد قوله.

إلى ذلك قال العقيد علي أحمد الجبوري قائد فوج في الجيش العراقي لوكالة أنباء ((شينخوا)) " الوضع الأمني في عموم محافظة نينوى آمن ومستقر، وقواتنا تقوم بعمليات تعقب وملاحقة عناصر التنظيم المتطرف في كل مكان يتواجدون فيه".

وأضاف "هناك جهد استخباري كبير في متابعة عناصر التنظيم، وحققنا نجاحات كبيرة في القبض وقتل العديد من عناصر التنظيم المتطرف بفضل تعاون أهالي نينوى مع قواتنا".

وأوضح بأن القوات العراقية قللت من تواجدها داخل المدن الرئيسية وتفرغت لملاحقة عناصر التنظيم في الصحراء والمناطق النائية والبعيدة وتحقق نتائج جيدة".

وأكد أن الوضع الأمني في عموم مدن المحافظة يتحسن ويتطور بسبب وجود ثقة متبادلة بين السكان والقوات الأمنية، مشددا على أن استقرار الوضع الأمني ساهم في توفير البيئة للجهات الحكومية الأخرى لكي تقوم بأعمال إعادة الإعمار للمساهمة في تحسن الأوضاع على كل الأصعدة.

من جانبه قال الخبير الأمني اللواء الركن المتقاعد عامر العبيدي لوكالة أنباء ((شينخوا)) " إن العراق بذل جهودا كبيرة في محاربة الإرهاب وتمكن من كسر شوكته وقصم ظهره، الأمر الذي انعكس بصورة واضحة على تحسن الوضع الأمني ليس في عموم العراق، بل في المنطقة والعالم".

وأضاف "أن القوات العراقية قتلت معظم قيادات التنظيم ودمرت كل مقدراته بحيث لم يعد بإمكانه تنفيذ عمليات إرهابية بأي مدينة عراقية كما كان في الماضي"، مشددا على أن القضاء على الارهاب في العراق أنعكس ذلك بصورة إيجابية على الأمن في العالم، لأن التنظيم المتطرف كان يستخدم العراق وموارده لكي يهدد جميع دول العالم.

ودعا العبيدي دول المنطقة والعالم إلى التعاون مع العراق من أجل اجتثاث هذأ التنظيم المتطرف فكريا أيضا من خلال عقد حوارات وتشكيل لجان مختصة تضم رجال دين معتدلين، وإطلاق حملة توعية واسعة.

وأكد أن العراق انتقل من مرحلة الدفاع ضد الإرهاب إلى مرحلة الهجوم والمطاردة لعناصره في المناطق الصحراوية والبعيدة، ما خلق بيئة آمنة خاصة في المناطق التي كان التنظيم يحتلها، داعيا الجهات الحكومية إلى الاسراع بإعمار هذه المدن ليعود النازحون إلى حياتهم الطبيعية.

وحسب الإحصائيات التي أعدتها بعض المنظمات المختصة وأكدها بعض المسؤولين المحليين، فان أكثر من 11 ألف منزل، و 63 مسجدا وكنسية أغلبها تاريخية دمرت في الموصل ، كما دمر 212 معملا وورشة و29 فندقا وتسع مستشفيات و76 مركزا صحيا، فضلا عن تدمير جسور المدينة الخمسة، وتدمير 308 مدارس و12 معهدا وجامعة الموصل وكلياتها، وجميع الدوائر التابعة للشرطة والاجهزة الامنية.

على صعيد متصل اعترف محافظ نينوى الجديد نجم الجبوري الذي استلم منصبه قبل أيام بقلة التخصيصات المالية لمحافظة نينوي، لكنه أكد استقرار الأوضاع الأمنية فيها، مبينا أن العديد من المنظمات الإنسانية الأجنبية والأمم المتحدة تعمل الأن في الموصل.

وقال الجبوري في كلمة خلال مشاركته بفعاليات مؤتمر الاستثمار في الموصل الذي جاء تحت عنوان، (مشروع مبادرة تسهيل الاستثمار في نينوي) والذي عقد في أربيل عاصمة اقليم كردستان شمالي العراق في الرابع من ديسمبر الجاري " إن تخصيصات الحكومة الاتحادية من موازنات مالية سنوية لا تتناسب مع عمليات إعادة الإعمار في نينوى والتي لا تتجاوز المليار دولار سنويا".

وأضاف الجبوري "إن محافظة نينوي تتمتع بالإمكانيات الجغرافية والبشرية والموارد الطبيعية مع الاستقرار الأمني فيها والتي تهيء الأجواء المناسبة للاستثمار، مع وجود شركات عراقية وأجنبية تعمل في الموصل وهذا يعكس وجود البيئة المناسبة للعمل في الاستثمار".

وشدد الجبوري على أهمية الاعتماد على الاستثمارات في مجالات عديدة للنهوض بواقع محافظة نينوي وإكمال عمليات البناء والإعمار.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×