تقرير: قمة مجلس التعاون تعقد بالرياض وتناقش التكامل في مجالات عديدة وحل الخلافات ما بين دول الخليج

الرياض 10 ديسمبر 2019 (شينخوا) عقد اجتماع الدورة الأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في الرياض بمشاركة قادة دول الخليج العربي وممثليهم، برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.

وناقشت القمة الخليجية مواضيع عديده وفي مقدمتها التكامل والتعاون في مجالات عديدة وحل الخلافات ما بين دول المجلس.

وحضر اجتماع المجلس الأعلى كل من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وأمير دول الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة ونائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ونائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء العماني السيد فهد بن محمود آل سعيد ورئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية القطري الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني.

وبدأت أعمال القمة بكلمة القاها العاهل السعودي، حيث طالب بجدية التعامل مع برنامج إيران النووي وبرنامجه لتطوير الصواريخ الباليستية. وطالب أيضا بتأمين مصادر الطاقة وسلامة الممرات المائية وحرية حركة الملاحة البحرية، واتهم إيران بالاستمرار بالأعمال العدائية لتقويض الأمن والاستقرار ودعم الإرهاب، وقال " الأمر الذي يتطلب منا المحافظة على مكتسبات دولنا ومصالح شعوبنا، والعمل مع المجتمع الدولي لوقف تدخلات هذا النظام."

وقد اختتمت القمة أعمالها بإصدار "إعلان الرياض" الذي يتضمن توصيات عديدة منها استكمال متطلبات التنافسية العالمية لدول الأعضاء، عبر إحراز مراكز متقدمة عالمياً، من خلال صياغة أساليب عصرية في توظيف ملفات المستقبل و استغلال العلوم والتكنولوجيا المدعومة بالأبحاث لإيجاد حلول للتحديات المشتركة التي تواجه المنطقة.

وشدد الإعلان على تحقيق عدد من الخطوات لتحقيق الأهداف المرجوة ومنها التكامل العسكري والأمني وتحقيق الوحدة الاقتصادية من خلال تنفيذ ما تبقى من خطوات التكامل الاقتصادي بين دول المجلس، بما في ذلك الاتحاد الجمركي والسوق الخليجية المشتركة، والتكامل المالي والنقدي، وصولاً إلى تحقيق المواطنة الخليجية الكاملة والوحدة الاقتصادية بحلول عام 2025.

وأقر "إعلان الرياض" أيضا توصية تطوير آليات العمل المشترك ومعالجة ما قد تتعرض له من تحديات، واختتم الإعلان بالتأكيد بأن القادة أعربوا على حرصهم على الحفاظ على قوة وتماسك ومنعة مجلس التعاون، ووحدة الصف بين أعضائه، والحفاظ على هذه المنطقة واحة للاستقرار والأمن والرخاء الاقتصادي والسلم الاجتماعي.

بينما دعم البيان الختامي لقمة الخليج جهود أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لحل الخلافات ما بين الدول الأعضاء.

وذكر البيان أن المجلس الأعلى أشاد "بالمساعي الخيرة والجهود المخلصة التي يبذلها أمير دولة الكويت لرأب الصدع الذي شاب العلاقات بين الدول الأعضاء."

وكشف البيان بأن المجلس الأعلى أطلع على ما وصلت إليه المشاورات بشأن تنفيذ قرار المجلس الأعلى حول مقترح الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، وتوجيه المجلس الأعلى بالاستمرار في مواصلة الجهود لتحقيق ذلك.

وفي الشأن الفلسطيني، أكد المجلس الأعلى على مواقف دول المجلس الثابتة من القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى، ودعمها للسيادة الدائمة للشعب الفلسطيني على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ يونيو 1967م، وتأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وأعرب المجلس الأعلى عن رفضه التام لاستمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المجلس والمنطقة، وإدانته لجميع الأعمال الإرهابية التي تقوم بها إيران، وتغذية النزاعات الطائفية والمذهبية، مؤكداً على ضرورة الكف والامتناع عن دعم الجماعات التي تؤجج هذه النزاعات، وإيقاف دعم وتمويل وتسليح المليشيات والتنظيمات الإرهابية، في انتهاك واضح للأعراف والقيم الدولية وتهديد الأمن الإقليمي والدولي.

واستنكر المجلس أيضا استمرار إيران في عدم الوفاء بالتزاماتها للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ووقف تنفيذ تعهداتها.

وأكد المجلس الأعلى مواقف وقرارات مجلس التعاون الثابتة بشأن الأزمة في اليمن، وضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة. وكذلك مواقفه وقراراته الثابتة بشأن الأزمة السورية، والحل السياسي القائم على مبادئ (جنيف 1)، وقرار مجلس الأمن رقم 2254، الذي ينص على تشكيل هيئة انتقالية للحكم تتولى إدارة شؤون البلاد، وصياغة دستور جديد لسوريا، والتحضير للانتخابات لرسم مستقبل جديد لسوريا يحقق تطلعات الشعب السوري.