طوكيو 12 ديسمبر 2019 (شينخوا) قدم قه فنغ جين، ابن قه داو رونغ، وهو أحد الناجين من مذبحة نانجينغ، شهادته خلال اجتماع عقد هنا مساء يوم الأربعاء لينقل الحقيقة عن مذبحة نانجينغ التي وقعت عام 1937 وتذكير الناس بضرورة ألا ينسوا التاريخ أبدا.
بدعوة من عدد قليل من المجموعات المدنية المحلية، سرد قه فنغ جين قصة والده خلال الاجتماع الذي عُقد بمناسبة الذكرى الـ82 لمذبحة نانجينغ. وحضر الاجتماع حوالي 100 شخص.
كان قه داو رونغ، وهو أحد الناجين من المذبحة، يبلغ من العمر 10 أعوام فقط عندما سقطت نانجينغ في أيدي الغزاة اليابانيين. ونجا منها مع فراره إلى منطقة الأمان خلال حادثة القتل الجماعي، لكن أعمامه الثلاثة لم ينجوا منها.
ومن الثمانينات، كرس قه داو رونغ نفسه لسرد قصته. ومع تقدمه في العمر، تسلم ابنه الراية في هذه المهمة.
وذكر قه فنغ جين أنه "في 13 ديسمبر 1937، احتل الغزاة اليابانيون مدينة نانجينغ ونفذوا مذبحة نانجينغ التي أسفرت عن مقتل 300 ألف من مواطنينا، من بينهم أفراد عائلتي".
وتابع قه فنغ جين، بصفته سليل أحد الناجين من مذبحة نانجينغ، قائلا إنه لا ينبغي عليه تذكر هذا التاريخ المؤلم فحسب، وإنما أيضا تحمل مسؤولية ذكر الحقيقة وقول شهادته بشأن حادثة القتل الجماعي هذه، مضيفا أنه يريد أن يعلم المزيد من الشباب هذا الجزء من التاريخ ويتذكروه.
وخلال الاجتماع، ألقى سون تشاي وي الخبير في دراسة مذبحة نانجينغ والباحث في أكاديمية العلوم الاجتماعية بمقاطعة جيانغسو، كلمة بعنوان "الحقيقة الجليلة عن معركة الدفاع عن نانجينغ".
وقدم سون تشاي وي خلفية تاريخية عن مذبحة نانجينغ، والحقيقة التاريخية عن معركة الدفاع عن نانجينغ من ثلاثة جوانب وهي "الاستيلاء على نانجينغ كان هدفا محددا للجيش الياباني" و"الكفاح البطولي للجنود الصينيين" و"الموقع التاريخي الهام للمعركة".
وقال سون إن استعراض حقيقة المعركة لا يرجى منه مواصلة الكراهية، وإنما التعلم من التجربة التاريخية، والتزام اليقظة من عودة ظهور النزعة العسكرية اليابانية التي جلبت كوارث للبشرية، والعمل معا سعيا لتحقيق سلام عالمي دائم والحفاظ عليه.
وقال شوتا نايتو، وهو زميل ما بعد الدكتوراه متخصص في التاريخ بجامعة ميجي اليابانية، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه يحضر اجتماع الإدلاء بالشهادات حول مذبحة نانجينغ في طوكيو كل عام منذ عام 2015.
ولفت إلى أن المنظمين يوجهون في كل عام الدعوة لأشخاص مختلفين ليتحدثوا عن المذبحة في أماكن مختلفة وبرؤى مختلفة، ما يتيح فرصة نادرة لمعرفة حقيقة التاريخ في اليابان، مضيفا أنه يشعر بقلق من أن بعض الناس في اليابان لا يعرفون حقيقة التاريخ، بل ويحاول البعض تزييف التاريخ ونسيانه وإنكار وجود مذبحة نانجينغ.
وقال "في كل مرة أستمع فيها إلى القصص تذرف عيناي الدمع وأشعر بالأسف (تجاه الشعب الصيني)".
وقعت مذبحة نانجينغ بعدما استولت القوات اليابانية على المدينة في 13 ديسمبر عام 1937. وعلى مدى ستة أسابيع، قتلوا حوالي 300 ألف من المدنيين الصينيين والجنود العزل في واحدة من أكثر حوادث الحرب العالمية الثانية وحشية.