تحليل إخباري : قمة دول التعاون الخليجي الـ 40 تحرص على التماسك .. وتؤكد مساندة جهود أمير الكويت لإنهاء التأزم في العلاقات

الرياض 12 ديسمبر 2019 (شينخوا) شهدت القمة الخليجية الـ 40 التي عقدت أول أمس " الثلاثاء" بالرياض حرص قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الحفاظ على قوة وتماسك ومنعة دول المجلس التعاون ووحدة الصف بين أعضائه.

فقد جاء إعلان الرياض والبيان الختامي للقمة وتصريحات المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد اجتماع الدورة الأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جميعها لمساندة الجهود لإنهاء التأزم في العلاقات ما بين دول الخليج، خاصة مساعي أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.

اندلعت الأزمة في يونيو العام 2017، بعد أن قطعت السعودية الإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر وفرضت عليها مقاطعة اقتصادية وأغلقت منافذها أمامها ضمن إجراءات عقابية أخرى، بدعوى دعم وتمويل الإرهاب والتدخل في شئونها الداخلية وهو ما تنفيه الدوحة بشدة.

وقد كان هناك حالة من الترقب والتطلع لهذه القمة بعد إعلان وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني هذا الأسبوع، أن بلاده تجري مباحثات مع المملكة، حول الأزمة الخليجية، وقيام العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بتوجيه دعوات لقادة مجلس التعاون ومنهم دعوة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وكذلك مشاركة الرياض وأبوظبي والمنامة في بطولة إقليمية لكرة القدم في الدوحة اختتمت هذا الأسبوع.

وقد كلف أمير قطر رئيس الوزراء القطري، الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، بقيادة وفد بلاده في الدورة.

وبين سعد راشد، كاتب ومحلل سياسي في صحيفة الوطن البحرينية لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأن القمة كان لها هدف واحد وهو لم الشمل وهذا الأمر لا يزال معلق.

وأوضح سعد راشد بأن هذه القمة جاءت مختلفة حيث تضمن البيان الختامي خطة استراتيجية تصب نحو التكامل الاقتصادي والذكاء الاصطناعي وغيرها من الأمور التي تركز على النواحي التنموية أكثر من السياسة وبين بأن هذا يعكس توجهه ومرحلة جديدة من التكامل بين الدول الأعضاء.

بينما جاءت افتتاحية صحيفة البيان الإماراتية أكثر تفاؤلا فقد ذكرت يوم أمس "الأربعاء" أن بيان قمة الرياض جاء داعما للأخوة الخليجية.

وأكدت الصحيفة أن: " مجلس التعاون لدول الخليج سيظل كيانا متكاملا متماسكا ومترابطا وقادرا على مواجهة كافة التحديات، إضافة إلى إعطائه الأهمية القصوى لمبدأ الأمن الجماعي المتكامل للدفاع عن دول المجلس."

وذكرت أيضا بأن قادة دول مجلس التعاون الخليجي بإرادتهم الملبية لتطلعات الشعوب، رسخوا من خلال حرصهم على الحفاظ على قوة مجلس التعاون، منعة هذا المجلس وقدموا دفعا كبيرا لدوره الفاعل والحيوي إقليميا وعالميا على جميع المستويات.

بدوره أكد أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف الزياني في مؤتمر صحفي عقد بعد القمة بأن لقاء قادة دول الخليج كان أخويا، ومثمرا، وبناء.

وأضاف أن القادة أكدوا على وحدة الصف بين دولهم، حيث أشار إلى أن المجلس يقف صفا واحداً في مواجهة أي تهديد يمس أحد أعضائه، متفقين على أن مصلحة المواطن الخليجي تأتي أولاً.

وحول المفاوضات بشأن أزمة قطر، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله أن وحدة المنظومة الخليجية ثابتة وقائمة حتى لو شابها بعض الأمور لكنها لا ترقى إلى أن تقلل من قوتها وتماسكها.

وقد أقر "إعلان الرياض" توصية تطوير آليات العمل المشترك ومعالجة ما قد تتعرض له من تحديات، واختتم الإعلان بالتأكيد بأن القادة أعربوا على حرصهم على الحفاظ على قوة وتماسك ومنعة مجلس التعاون، ووحدة الصف بين أعضائه، والحفاظ على هذه المنطقة واحة للاستقرار والأمن والرخاء الاقتصادي والسلم الاجتماعي.

بينما جاء البيان الختامي ليشدد على جهود أمير الكويت لحل الخلافات ما بين الدول الأعضاء وعبر المجلس عن دعمه لتلك الجهود وأهمية استمرارها في إطار البيت الخليجي الواحد.

وقد أكد أمير الكويت هذا الأمر حيث قال "إن القمة الخليجية شهدت أجواء إيجابية"، معتبرا ذلك مؤشرا على تمسك دولها بوحدتهم.

وأكدت القرارات التي اتخذتها القمة هذا الأمر فقد دعمت التكامل العسكري والأمني وتحقيق الوحدة الاقتصادية من خلال تنفيذ ما تبقى من خطوات التكامل الاقتصادي بين دول المجلس، بما في ذلك الاتحاد الجمركي والسوق الخليجية المشتركة، والتكامل المالي والنقدي، وصولا إلى تحقيق المواطنة الخليجية الكاملة والوحدة الاقتصادية بحلول عام 2025.