رام الله 19 ديسمبر 2019 (شينخوا) حجزت الطفلة مايا خليل، لنفسها مكانا في فريق الشباب الفلسطيني للسباحة بعد أن حصدت لقب البطولة المحلية ثلاث مرات على التوالي، لتكون أصغر سباحة فلسطينية.
وتقضي السباحة الصغيرة البالغة من العمر (11 عاما)، والتي تقطن مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، ساعات طويلة في التمرينات تحت الماء بشكل يومي، لتحظى بلياقة وقدرة أكبر على تقليص الوقت اللازم للوصول إلى هدفها في حوض السباحة.
وتستعرض مايا بسعادة غامرة 14 ميدالية ذهبية، حصلت عليها بعد احتلالها صدارة مسابقات وبطولات سباحة، أقيمت على مستوى محافظات الضفة الغربية، على مدار أربعة أعوام متواصلة.
وتتباهى السباحة الصغيرة بالميداليات التي تزين غرفتها وبأنها أصبحت "الأكثر سعادة بالعالم".
وتعرب مايا لوكالة أنباء (شينخوا)، عن فخرها بتمكنها من تحقيق حلمها، وأن تكون أصغر سباحة تحصل على هذا العدد من الميداليات الذهبية.
وتقول إنها تمكنت من الحصول على بطولة فلسطين للسباحة ثلاث مرات على التوالي.
كما أنها استطاعت أن تفوز في أنواع متعددة من سباقات السباحة منها الحرة والفراشة والصدر، والتي كانت تتنافس فيها غالبا على مسافة 50 مترا.
وتتميز مايا بأنها شاركت في سباقات السباحة، لتنافس من هم أكبر منها سنا، مما جعلها محط اهتمام الاتحاد الفلسطيني للسباحة، الذي سرعان ما دعاها للانضمام في فريق شباب رام الله ضمن أفضل تصفيات الفريق.
وتقول "لم أتوقع يوما أن أنافس من هم أكبر مني سنا، لكنني سعيدة بذلك"، منوهة بأنها بدأت ممارسة هواية السباحة منذ أن كان عمرها خمس سنوات فقط.
وتعمل السباحة الصغيرة جاهدة على تقليص الفترة الزمنية التي تقضيها في سباقها، لتكون مؤهلة للمشاركة في الأولمبياد الدولي بالسباحة في عام 2024، بعد أن يصبح عمرها 16 عاما.
وتقول بينما كانت تمسك بإحدى ميدالياتها "أعلم جيدا بأن لدينا قدرات عالية كفلسطينيين، ولكن كل ما نحتاجه هو أن نجتهد أكثر وأن نعمل بجد كي نحقق ما نريد، على الرغم من محدودية الإمكانيات اللوجستية التي نحتاجها للتدريب".
من جانبه أعلن رائد ميلاد نائب رئيس الاتحاد الفلسطيني للسباحة ل(شينخوا)، عن وجود أكثر من 80 سباحا يتأهلون من 14 فريقا وطنيا في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال ميلاد إن اللاعبين يتدربون في أحواض سباحة بطول 25 متراً لأنه لا يوجد حمام سباحة بطول 50 مترًا على الطراز الأولمبي في فلسطين.
وأضاف أن "مايا سيكون لها مستقبل رائع بفضل مهارتها، وقدرتها على إثبات نفسها رغم قلة الإمكانيات المتوفرة لها لتكون بنفس مستوى السباحات على مستوى العالم".
وأشار إلى أن أهم الأدوات اللوجستية الأساسية التي تحتاجها المسابح الفلسطينية، هي منصات البدء التي تكون موحدة دوليا، إضافة إلى البنية التحتية المحلية غير المؤهلة لتكون بمستوى المسابح الأولمبية.
وأضاف "نحن نمتلك المواهب الناشئة، لكننا لا نمتلك الإمكانيات واللوجستيات اللازمة لتوفيرها للمتدربين".
ورغم ذلك لم تقل مايا حماسة في مواصلة تحقيق حلمها، بل أصبحت تشجع زملاءها في نادي السباحة على التدريب المهني بشكل أكبر، واتقان الرياضة بمهارة عالية كي يتمكنوا من المشاركات في مسابقات عربية ودولية.
وتقول "من المهم أن يتعلم الإنسان كيفية السباحة، لأنها مهارة مهمة في حياة البشر، وليس بالضرورة أن يكون الهدف الأساسي هو الحصول على ميدالية ذهبية".
من جهتها، قالت دينا جوهر والدة مايا، إن شغف ابنتها بالسباحة ازداد بشكل كبير في العام الماضي، لافتة إلى أنها كانت تتدرب بلا كلل على أساس يومي في نصف حمامات السباحة الأولمبية في مدينة رام الله.
وتضيف "جعلتنا سعداء للغاية بمشاهدة سرعتها خلال السباق، على الرغم من أننا كنا قلقين عليها"، مشيرة إلى أن فوز ابنتها كان ثمرة لعملها الشاق طوال أشهر، خاصة في ظل قلة الإمكانيات اللازمة لتشجيع الأطفال الموهوبين.
كما تؤكد أن "التأثير غير المباشر لإنجاز مايا هو أن هناك المزيد من الشباب الذين يتجرأون على القيام بالمحاولة على الرغم من عدم وجود ظروف تدريب كافية في جميع أنحاء الضفة الغربية".
ودعت والدة مايا الفرق الرياضية والنقابات وأولياء الأمور للبحث عن المواهب المتميزة التي "يمكنها التغلب على الصعاب، وإعطائهم الفرصة اللازمة لكي يثبتوا أنفسهم، ويثبتوا بأن فلسطين قادرة على أن تكون حاضرة في كافة المسابقات الدولية".
وشاركت فلسطين ست مرات في الألعاب الأولمبية منذ عام 1996.
ومنذ ذلك الحين شارك عدد من الرياضيين الفلسطينيين بشكل ثابت في دورة الألعاب الأولمبية في ريودي جانيرو 2016 من بينهم سباحان، إلا أنه لم يتم تسجيل أي مشاركة لفلسطين للألعاب الأولمبية للشباب حتى الآن.