الأمم المتحدة 20 ديسمبر 2019 (شينخوا) شدد الممثل الدائم للصين لدى الأمم المتحدة تشانغ جون يوم الجمعة على أن العملية الإنسانية يجب أن تحترم سيادة ووحدة أراضي سوريا كدولة متلقية.
وقبل تحدث تشانغ، صوت مجلس الأمن الدولي على مشروعي قرارين متنافسين، أحدهما صاغته بلجيكا وألمانيا والكويت والآخر أعدته روسيا، حول آلية الأمم المتحدة لتقديم المساعدات عبر الحدود إلى سوريا، والتي ستنتهي صلاحيتها قريبا.
وفشل اعتماد كلا المشروعين بسبب الانقسام بين أعضاء المجلس على طول فترة التفويض الجديدة وعدد المعابر المشمولة.
وفي تصريحاته التي شرح فيها تصويته ضد المسودة الأولى، قال تشانغ إنه فيما يتعلق بإنشاء آلية الإغاثة الإنسانية عبر الحدود السورية، فإن الصين دائما ما كان لديها تحفظات.
وأفاد أن الحكومة السورية لديها المسؤولية الرئيسية عن تحسين الوضع الإنساني في سوريا، و"يجب علينا إعطاء الأولوية لتقديم المساعدات الإنسانية من داخل سوريا".
وذكّر المجلس بأن الإغاثة الإنسانية عبر الحدود هي وسيلة إغاثة خاصة تم تبنيها في ظل ظروف معينة، ويجب تقييمها في حينه في ضوء التطورات على أرض الواقع، مبينا أنه "يجب تعديل هذه الآلية في نهاية المطاف".
وفي الوقت نفسه، أشار المبعوث الصيني إلى أن الصين دائما ما تولي أهمية كبيرة للوضع الإنساني في سوريا، وتدعم المجتمع الدولي في تكثيف المساعدات الإنسانية للشعب السوري.
ولفت إلى أن الصين تدعم العمل النشط لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية والوكالات الإنسانية الدولية الأخرى.
وأوضح أن الصين قدمت أيضا لسوريا الأغذية والأدوية والتعليم والتدريب والخدمات العامة وغيرها من المساعدات من خلال القنوات الثنائية والمتعددة الأطراف، وملتزمة بتحسين الوضع الإنساني في سوريا والتخفيف من معاناة الشعب السوري.
ومنذ عام 2014، عبرت الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة إلى سوريا من تركيا والعراق والأردن من خلال أربع نقاط عبور أجازها سنويا مجلس الأمن.
ودعا نص مشروع القرار الذي صاغته بلجيكا وألمانيا والكويت بإعادة إجازة العبور من معبرين مع تركيا ومعبر مع العراق لمدة عام آخر بينما يجيز مشروع القرار الروسي بإعادة إجازة استخدام المعبرين على الحدود التركية لستة أشهر فقط.
وصوت تشانغ ضد مشروع القرار الثلاثي ولصالح النص البديل الذي قدمته روسيا.
وأشار إلى أن الصين تبذل جهودا نشطة لتعزيز الإجماع حول مسألة الإغاثة الإنسانية عبر الحدود في سوريا، معربا عن أسفه لأن المجلس فشل في التوصل إلى اتفاق بشأن تمديد ولاية الآلية.
ووصفت كيلي كرافت، المندوبة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة وأيضا رئيسة مجلس الأمن لشهر ديسمبر، معارضة روسيا والصين للمسودة الأولى بأنه أمر "متهور وغير مسؤول وقاس"، معتبرة أن عواقب ذلك ستكون "كارثية".
واستخدمت كرافت حق النقض "الفيتو" ضد مشروع القرار الروسي كممثلة لعضو دائم في المجلس.
وردا على ذلك، قال تشانغ إن الصين ترفض بشدة الاتهامات التي لا أساس لها والتي وجهتها الولايات المتحدة ودول أخرى بشأن الموقف التصويتي للصين.
وذكر أن "الصين دائما ما تشارك في المشاورات بطريقة مسؤولة وبناءة، ودعت جميع الأطراف المعنية للانخراط في حوار ومشاورات، وبذلت جهودا نشطة للتوصل إلى توافق".
وبيّن أن قلق الصين منطقي وشرعي تماما. وقال إن "الموقف التصويتي المستقل والقائم على المبادئ للصين لا يقبل أي اتهام".
ومضى تشانغ إلى الإشارة إلى أن الوضع الحالي في سوريا ناجم عن الأفعال الخاطئة لـ "بعض الدول".
ورد بحسم "إذا كانوا يهتمون حقا للشعب السوري والوضع الإنساني في سوريا، فلماذا لم يصوتوا لصالح مشروع القرار الروسي؟"، مشيرا إلى "النفاق" و"الكيل بمكيالين" و"تسييس القضايا الإنسانية" في سلوك هذه الدول.