عميل يفحص سرطان البحر مستورد من بوسطن في مركز تجاري في هانغتشو |
15 يناير 2020/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ يعد التسوق للسلع الاحتفالية تقليدًا طويلًا في الصين، ليس للاحتفالات العائلية فقط، ولكن للهدايا المرسلة إلى الأقارب والأصدقاء أيضًا. ولم تعد السلع المستوردة حصرية للمقيمين في مدن الدرجة الأولى والثانية في الوقت الحاضر، نظرًا للزيادة في الدخل القابل للتصرف للأشخاص في المدن من الثالثة إلى الخامسة، إلى جانب قنوات التجارة الإلكترونية المريحة والفعالة، كما يقول الخبراء.
وتعتبر البيرة البلجيكية والأرز التايلندي وحليب نيوزيلندا والسلمون النرويجي والروبيان الكندي القطبي الحلو والكرز التشيلي ــ مجرد جزء صغير من قائمة طويلة من الخيارات بأسعار معقولة للمستهلكين الصينيين من المدن والبلدات ذات المستوى الأدنى للترحيب بمهرجان عيد الربيع، الذي سيحل في يوم 25 يناير من هذا العام
ذكرت "جينغدونغ للتوصيل المنزلي"، منصة البيع بالتجزئة المحلية، أنه خلال الفترة الأولى من مهرجان التسوق الخاص لعيد الربيع الذي أقيم في الفترة من 28 ديسمبر إلى 5 يناير، زاد إجمالي المبيعات من مدن الدرجة الثالثة وما دونها بمقدار 5.6 مرة عن نفس المستوى الفترة من العام الماضي، في حين نمت تلك السلع المستوردة بنسبة 9.8 مرات على أساس سنوي. وأظهرت البيانات أن الفواكه والحليب والحلويات والشوكولاتة هي أكثر أنواع السلع المستوردة شيوعًا في مدن الدرجة الثالثة والرابعة.
بالإضافة إلى ذلك، تضاعفت المبيعات في بعض المدن المنخفضة المستوى مثل بوتيان في مقاطعة فوجيان وجيانجين في مقاطعة جيانغسو وتشوهاى بمقاطعة قوانغدونغ على أساس سنوي. وكانت المنتجات الثلاثة الأولى التي تم بيعها في مدن من الدرجة الثالثة وما دونها هي الحليب الصافي والأنسجة الرخوة واللبن الزبادي العادي. وقد ارتفعت المبيعات الإجمالية للسلع المستوردة 2.3 مرة على أساس سنوي مع اقتراب عيد الربيع، من بينها، ارتفعت مبيعات الحليب المجفف والمكسرات ومنتجات الغسيل ثلاث مرات أو أكثر على أساس سنوي، وفقًا لما ذكرته " جينغدونغ للتوصيل المنزلي".
قال تشن تاو، كبير المحللين في تحليل الاستشارات السوقية، إن الناس في المدن الصغيرة والبلدات يتوقون للاحتفال بعيد الربيع عن طريق شراء السلع المستوردة، ولديهم إمكانية أكبر للوصول إلى أنواع مختلفة من المشتريات الخاصة بسبب ارتفاع معدل انتشار التجارة الإلكترونية في هذه المناطق من المستوى الأدنى.
كما ارتفع استهلاك الفواكه المستوردة 2.2 مرة مقارنة بمتوسط المبيعات في ديسمبر من العام الماضي، وأصبح الموز والكرز التشيلي واللونجان الأكثر مبيعًا بين الفواكه المستوردة. وأطلقت أمازون يوم 13 يناير الجاري حملة مبيعات لمدة شهر في مهرجان الربيع، حيث قدمت للمستهلكين ملايين الاختيارات الدولية والعروض الحصرية والصفقات المقنعة.
قال تساو لي مدير مركز أبحاث التجارة الإلكترونية في الصين: " تتطلع منصات التجارة الإلكترونية إلى إطلاق إمكانات الاستهلاك من مدن الدرجة الرابعة وما دون ذلك، حيث أن نمو التسوق عبر الإنترنت في المدن الأولى والثانية يتباطأ “. مشيرا الى أن المدن من المستوى الثالث إلى الخامس والمناطق الريفية أصبحت مصدراً للعملاء الجدد، مضيفًا أن حماستهم وقدرتهم الشرائية لمهرجان الربيع لا ينبغي الاستهانة بها. وأظهرت إحصاءات من شركة تحليل البيانات العالمية " نيلسن"، أن هناك 953 مليون شخص يعيشون في مدن من الدرجة الثالثة وما دونها، وهو ما يفوق بكثير 427 مليون شخص في مدن الدرجة الأولى والثانية، وأظهرت البيانات أن المدن الصغيرة لديها إمكانات استهلاك هائلة غير مستغلة.
وذكر تقرير صادر عن شركة " تشاينا دولواتي" وغرفة التجارة الدولية الصينية وعلي للبحوث، إن الطلب من المناطق الأقل نموا أصبح محركًا جديدًا لسوق السلع المستوردة في الصين. مشيرا إلى أن الطلب على المنتجات المستوردة عالية الجودة ذات القيمة المضافة المحددة أعلى بسبب أنماط الاستهلاك الناضجة وزيادة الدخل في المدن والمحافظات من الثالثة إلى الخامسة، وكذلك التغطية المتزايدة من خلال قنوات التجارة الإلكترونية المريحة والفعالة.
ومن جانبه، أشار روبن شينغ كبير الاقتصاديين في الصين لدى "مورغان ستانلي" في مذكرة بحثية إلى أنه يتوقع أن يرتفع الاستهلاك في المدن الأدنى من 2.3 تريليون دولار في عام 2017 إلى 6.9 تريليون دولار في عام 2030. علاوة على ذلك، يمكن لهذه المدن الصغيرة أن تكون المحرك الذي يدفع سوق الاستهلاك الخاص في الصين البالغ 11.8 تريليون دولار خلال نفس الفترة." ذكر المكتب الوطني للإحصاء أن دخل الفرد القابل للتصرف لسكان الريف في الصين استمر في النمو بوتيرة أسرع من نمو سكان المدن في البلاد في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2019.
كما قال بان هيلين، باحث بارز في معهد بانجوال للسياسات العامة، إن المستهلكين في مدن الدرجة الثالثة وما دونها، المقاطعات والمناطق الريفية يمثلون حوالي 70 في المائة من سكان الصين، مما يشير إلى إمكانات استهلاك هائلة غير مستغلة.