
توفيق القليسي يقوم بقياس درجة الحرارة لسيدة تدخل مجمعا سكنيا في مدينة قوانغتشو حاضرة مقاطعة قوانغدونغ بجنوبي الصين. (صورة مقدمة من توفيق القليسي)
قوانغتشو 18 مايو 2020 (شينخوا) ما زال المشاة يرتدون الأقنعة الطبية في شوارع قوانغتشو في مايو الجاري، بينما شرعت الحياة في العودة الى طبيعتها في هذه المدينة بجنوبي الصين مع تراجع الوباء في البلاد،حيث شعر توفيق القليسي، شاب يمني مقيم هنا، بالراحة مرة أخرى بعدما أحس مع أسرته بنبض الحياة يدب في المدينة.
ولم تكن قوانغتشو مدينة غريبة بالنسبة للقليسي، حيث تتبع والده التاجر إلى المدينة في عام 2008 وأقام فيها منذ ذلك، حينما كان يبلغ من العمر 18 عاما. وفي الوقت الراهن، قد اشترى القليسي شقة في المدينة المجاورة، وتزوج وأطلق أعماله الخاصة للتصدير والاستيراد... فقد وجد حياته هنا.
كأحد أوائل المتطوعين الأجانب في المدينة، شارك القليسي في عمل تطوعي منذ فبراير الماضي لمكافحة فيروس كورونا الجديد.
"ساعدني الصينيون بكل مودة وكرم، ما جعلني أشعر بأني في بلدي وأنا أجنبي في الحقيقة. وقدموا أيدي الدعم لي خاصة في الوقت الصعب بالنسبة لي." قال ذلك القليسي وأضاف أنه حان الوقت ليسدّ امتنانه مقابل ذلك.
وفي وقت مبكر بعد تفشي الوباء، كان هنا نقص شديد في الأقنعة الطبية وغيرها من اللوازم الوقائية. فاشترى القليسي كمية كبيرة من الأقنعة الطبية من الخارج ووزعها مجانا للمحتاجين في شوارع مدينة قوانغشتو.
وكمتطوع، انضم القليسي في الخطوط الأمامية للمعركة ضد الفيروس منذ بداية فبراير حيث قام بأعمال قياس درجات الحرارة للمسافرين الواصلين إلى المدينة أو المغادرين لها، وترجمة الدليل المنشور بشأن مكافحة الوباء، وتوضيح الطلبات المحلية لمكافحة الوباء للأجانب المقيمين في المدينة فضلا عن تبرعه الطوعي بالدم... ذكر القليسي أنه يعمل كل ما بوسعه في المعركة قائلا: "أينما هناك حاجة إليّ سأكون موجودا."

توفيق القليسي يتبرع بالدم بشكل طوعي في مدينة قوانغتشو. (صورة مقدمة من توفيق القليسي)
وسجلت قوانغتشو أول حالة إصابة وافدة من خارج الصين بكوفيد-19 في يوم 15 مارس الماضي، ومن أجل السيطرة على تفشي الوباء، قامت المدينة بفحص الأشخاص القادمين من المناطق ذات المخاطر المرتفعة في المدينة منذ 5 أبريل، سواء للصينيين والأجانب.
وخضع القليسي مع أسرته لفحص الحمض النووي في وقت مبكر، ثم اضطلع للعمل الطوعي في المجمع القريب لمساعدة موظفي المجمع في التعامل مع الأجانب المقيمين لقياس درجة الحرارة عند مساكنهم وتفسير تعليمات السلطات المحلية لهم.
وقال القليسي إن هناك بعض الناس لم يفهموا أهمية الحجر الصحي في البيت وأصبحوا غاضبين أحيانا، "وبعد شرحي بصبر، تفهموا قصد العمل وتعاملوا معنا."
"الرؤية هي عين اليقين." هذا ما قال القليسي دائما لأسرته وأصدقائه في اليمن، وأضاف أن "الشعب الصيني صديق جدا ويتعامل مع جميع الأجانب على حد سواء." مشيرا أن بعض الشائعات على الإنترنت التي تقول إن الصين تتعامل مع الأجانب الأفارقة بعنف وتمييز "غير حقيقية وإنها ليست إلا أخبار مزيفة".
وأشار القليسي أن الحجر الصحي وفحص الحمض النووي هما إجراءان نافعان من أجل حماية أمن المدينة والشعب جميعا، مؤكدا أنه يتعامل مع عشرات الأجانب بشكل يومي في عمله الطوعي، حيث يقيس درجة الحرارة لهم في مكانهم ويسمع احتياجاتهم، مضيفا أن ترتيب خضوع الأجانب للحجر الصحي كان جيدا جدا، وتم سد معظم احتياجاتهم رغم أن المدينة كانت تمر بصعوبة الكبيرة أيضا.

توفيق القليسي مع موظفين صينيين من المجمع السكني يقومون بزيارة سيدة أفريقية في مدينة قوانغتشو. (صورة مقدمة من توفيق القليسي)
وخفضت مقاطعة قوانغدونغ التي تعد قوانغتشو حاضرتها، مستوى الاستجابة لحالات الطوارئ بشأن كوفيد-19 من الدرجة الثانية إلى الدرجة الثالثة في يوم 9 مايو الجاري، تزامنا مع ذلك، يتوقع أن يعاد فتح المكاتب والمتاحف والمسارح ودور السينما مع تنفيذ الإجراءات الوقائية المطلوبة، بينما ستستأنف المؤتمرات والمعارض عملها في القريب.
وفي عيني القليسي، قد عادت الحيوية إلى مدينة قوانغتشو التي عاش فيها 12 سنة إلى حد كبير، الأمر الذي لم يكن يحدث لولا إجراءات الحكومة الصينية الفعالة والمسؤولة لاحتواء الوباء حسب رؤية القليسي.
"ارتداء الأقنعة، وتجنب الزيارة، وغسل اليد." قال القليسي إنها الخبرات التي اكتسبها في العمل الطوعي في الصين وما يكرره دائما لأفراد عائلته وأصدقائه في اليمن ومنطقة الشرق الأوسط.
وتعوّد القليسي على متابعة تحديث بيانات الوباء، وذكر أنه تزامنا مع استمرار تراجع عدد حالات الإصابة المؤكدة الموجودة في الصين، انتعشت حياته بشكل تدريجي مرة أخرى.
وقال: "الآن، أتوقع أن أعيد أعمالي لكسب الوقت الذي ضاع جراء الوباء."
فيديو: الكونفو الصيني ـــ ـــ القوة الخفيفة "تشينغقونغ"
سكان احدى اشهر القرى الفقيرة في الصين ينتقلون الى مساكن جديدة
في ظل الوباء، طلاب مصريون يتعلمون اللغة الصينية على الانترنت
بفيديو: شاب يُحي صورة بكين قبل مائة سنة بتقنية الذكاء الاصطناعي
أبراج الجليد على قمة افرست
يوم واحد فقط لتوليد 200ألف كيلووات!
إزدهارشجرة الجاكاراندا يزيد مدينة الورود "كونمينغ" أناقة وعطرا
أسبوع الموضة الصيني الدولي 2020: العارضات تعرضن في "أجمل مكتبة على مدار 24 ساعة"
بناء أعلى جسر بحري في العالم يجري على قدم وساق بشرق الصين
رائحة زهور الخزامي (اللافندر) العطرة تنعش نفوس ضيوف شينجيانغ
فتاة قروية من قومية مياو تلهب وسائل التواصل الاجتماعي في الصين
تعافي قطاع السياحة في ضاحية يانتشينغ ببكين تدريجيا
لوحة فنية طبيعية لقرية جبلية في جنوب غربي الصين
معجزة الطبيعة: صحراء "مووس" على وشك "الاختفاء" من إقليم شنشي
يوم الأرض العالمي: تربية الشتلات بمياه الصرف الصحي المعالجة في الصحراء الصخرية بشينجيانغ