17 يونيو 2020/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/في سنة 2018، تلقى معهد علوم البيئة البحرية التابع لأكاديمية هاينان للعلوم البحرية والسمكية مهمة: زراعة "الأعشاب" في قاع البحر. وخلال هذه السنة، اقترحت مقاطعة هاينان تنفيذ مشاريع تتعلق بإصلاح البيئة الإيكولوجية وتوسيع واستصلاح قناة ميناء تشينغلان، ومن بين هذه المشاريع مشروع استعادة موارد الأعشاب البحرية.
في السنوات الأخيرة، وبسبب تصريف ملوثات مواد البناء والكميات الكبيرة من الرواسب المعلقة التي أنتجتها المشاريع القريبة من الشواطئ، انخفضت الأراضي الرطبة الطبيعية واختفى "الغطاء النباتي" الأساسي في قاع البحر بسرعة بل أصبح مثل الصحراء القاحلة.
وقال وو تشونغ جيه، مدير معهد علوم البيئة للصحفيين: "إن اختفاء الأعشاب البحرية من قاع البحر له تأثير كبير على البيئة الإيكولوجية البحرية"، كما أضاف: "إن الأعشاب البحرية يمكن أن تعزز تداول العناصر البيئية البحرية وتمنع وتمتص الجزيئات العالقة أثناء تدفق المياه، كما تحسن بيئة هذه المياه أيضا".
إن حالة الأعشاب البحرية في قاع خليج قاولونغ حيث يقع ميناء تشينغلان في تدهور مستمر. وقال أحد الصيادين المحليين، إنه في ثمانينيات القرن العشرين، كانت الأعشاب البحرية تنمو بشكل سليم، ويمكن رؤية أعشاب القسط الهندي البحرية (الكلاموس) التي يبلغ ارتفاعها متر في كل مكان، كما أنها ترتبط وتشكل قطعة واحدة في المياه الضحلة مع الأعشاب التايلاندية. أما الآن فقد بات واضحا بأن تنخفض مساحة الأعشاب البحرية، مما أدى إلى اختفاء الأسماك التي كان يتم صيدها غالبا بالقرب من الشواطئ. وبسبب تدهور قاع البحر وخلوه من أعشابه، فإن العديد من الأسماك فقدت موائلها، وانخفض التنوع البيولوجي وكثافة هذه الموائل.
بعد إجراء العديد من الأبحاث، تم تحديد شاطئ على كرنيش خليج قاولونغ كمنقطة للزراعة الاصطناعية. حيث ينتمي المكان إلى المنطقة التي تدهورت فيها البيئة العشبية البحرية والتي قاعها مملوء أساسا بالحطام المرجاني والرواسب. وقد تم استخدام مجموعة من الأعشاب البحرية مثل القسط الهندي البحري (الكلاموس) والعشب التايلاندي وأعشاب أوراق الحرير في التجارب العملية وذلك للتعرف على معدل البقاء وحالة النمو لهذه الأعشاب، وبعد التحاليل الشاملة، اختار فريق البحث نوعين من الأعشاب هما القسط الهندي البحري والعشب التايلاندي لزراعتهما.
لكن السؤال المحير هو كيف تتم عملية زراعة الأعشاب البحرية. وبعد ترجيح متكرر، قرر معهد علوم البيئة البحرية تقسيم منطقة زراعة الأعشاب البحرية إلى قسمين: جزء مخصص للزراعة الاصطناعية، حيث وقع الإختيار الرئيسي على شاطئ ضحل خالٍ من الأعشاب، ويتم في هذه العملية استخدام قشور جوز الهند وأوعية حمل الطين والخيزران لوضع الأعشاب البحرية فيها وبعد ذلك يتم زرعها في قاع البحر. أما الجزء الثاني، فيعتبر منطقة استصلاح طبيعية، حيث ينصب التركيز على استعادة البيئة البحرية، أي زراعة العشب التايلاندي على حافة المنطقة ودفن بذور الأعشاب البحرية في القاع، وجعلها تنبت وتنمو بشكل طبيعي لتستكمل بذلك عملية التخصيب الاصطناعي.
وقد ألهمت عملية استصلاح الصحراء وزراعتها هؤلاء الباحثين. حيث أنه اعتمادا على طريقة صنع "المربعات العشبية الصحراوية"، قام الباحثون بصنع "مربعات أرضية في قاع البحر"، أي استخدام ألواح حديدية لتحديد حجم الشبكة الزراعية، وفي نفس الوقت وضع شبكات صيد والضغط عليها حتى تتمكن من المحافظة على تماسك قاع البحر وإبطاء عملية تدفق المياه فوقه ومنع انجراف رماله والعمل على استقرار المواد العالقة به والتقاط المغذيات من أجل تثبيت تربته وبالتالي نمو الأعشاب البحرية فيه من جديد.
وأوضح تشن شيتشيوان وهو أحد الأعضاء الرئيسيين في فريق البحث للصحفيين بأنه:" بعد استعادة ركيزة الأعشاب البحرية واستقرارها، يمكن إزالة وإعادة استخدام الإطار الحديدي وشبكة الصيد في المرة القادمة". ويمكن للأعشاب البحرية التي تم استصلاحها بهذه الطريقة من أن تشكل رقعة أنيقة نسبيا بعد نموها من القاع إلى السطح.
وأضاف تشن شيتشيوان:"تمثل الأعشاب البحرية في قاع البحر حاجزا طبيعيا في المنطقة الساحلية، وهي بمثابة همزة الوصل بين أشجار المنغروف والأنظمة البيئية للشعاب المرجانية. ولهذه الأعشاب البحرية التي تُزرع على شكل قطع، دور مهم في إضعاف طاقة الأمواج الكبيرة والمحافظة على استقرار وتعزيز مصفوفات قاع البحر وصيانة الشواطئ".
وأعلن معهد العلوم البيئية في مارس 2020، بأن متوسط معدل البقاء على قيد الحياة بالنسبة للأعشاب التايلاندية في مو واحد بالمنطقة التجريبية في قاع البحر كان أعلى من 56 بالمائة، وفاقت هذه النسبة في منطقة الاستصلاح الزراعي 5 بالمائة، أما بالنسبة للقسط الهندي البحري فقد فاقت النسبة 89 بالمائة ونسبة الاستصلاح الزراعي فاقت الـ 22 بالمائة.
في شهر أبريل، اجتازت مهمة استعادة البيئة الايكولوجية لمشروع استصلاح وتوسيع قناة ميناء تشينغلان فحص الطرف الثالث.
وقال تشين شيتشيوان: "كواحد من النظم البيئية البحرية الاستوائية النموذجية، يمكن للأعشاب البحرية أن توفر أحواضا وموائل وأراضي للتغذية ومشاتل للعديد من الكائنات البحرية. كما أنها أيضا بنك جيني للكائنات البحرية ومصدر للموارد البيولوجية السمكية. كما يمكن أن تكون أعمال إعادة الاستصلاح ناجحة وذات أهمية بيئية كبيرة.