人民网 2020:06:30.17:19:30
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> الأعمال والتجارة
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: عشوائية استخدام "الانفصال الاقتصادي" يخدم أهداف سياسية

2020:06:30.17:18    حجم الخط    اطبع

خلال السنوات العشر الماضية، تزايدت عوامل عدم اليقين التي تواجه العالم بشكل ملحوظ. ومن بين المصطلحات التي بات يرددها الاكاديميون حول وضع الاقتصاد العالمي في الوقت الحالي هو "الانفصال". لكن جيانغ شيشيو، الأستاذ في جامعة شنغهاي، يرى بأن هناك مبالغة في استعمال هذا المفهوم.

ويضيف جيانغ شيشيو بأن التعبير الذي كان رائجًا في القرن الماضي هو أنه إذا عطست اقتصادات الدول المتقدمة، فإن اقتصادات الدول النامية ستصاب ب "الزكام". وفي بداية القرن الجديد، برزت الاقتصادات الناشئة وبدأت تغير نمط التفاعل مع البلدان المتقدمة. في ذلك الوقت، لم تعد اقتصادات البلدان المتقدمة بنفس القوة، وكانت الاقتصادات الناشئة قادرة في الغالب على الحفاظ على نمو مرتفع نسبيًا. وخلال تلك المرحلة، بدأ البعض استخدام مفهوم "الانفصال"، معتقدين بأن اقتصادات البلدان المتقدمة قد انحدرت وأن الاقتصادات الناشئة شهدت العكس، مما يعني أن الطرفين "ينفصلان" ولا يسيران في نفس الاتجاه.

ومع ذلك ، فإن هذا "الانفصال" (انفصال اتجاهات النمو الاقتصادي) لم يدم طويلا. حيث تسببت الأزمة المالية لعام 2008 في تراجع النمو الاقتصادي في البلدان المتقدمة ومعظم الاقتصادات الناشئة. لكن كلمة "الانفصال" ظلت مترسخة في ذاكرة الناس.

بعد وصول الحكومة الأمريكية الحالية إلى السلطة، غيرت الولايات المتحدة سياستها تجاه الصين وحاولت قطع أو تقليص علاقاتها معها في مجالات الاقتصاد والتجارة واللتبادلات الإنسانية والعلمية والتكنولوجية. وأطلق على هذه الممارسة أيضا "انفصال". لكن هذا يختلف عن الانفصال الذي كان يعني تباين معدّلات النمو بين الاقتصادات المتقدمة والنامية.

في هذا الصدد، نشرت "فاينانشيال تايمز" البريطانية مؤخراً مقالاً بعنوان "الوباء يفصل الاقتصادات الناشئة عن بعضها البعض". فلماذا تنفصل الاقتصادات الناشئة عن بعضها البعض؟ أولاً ، تمتلك الاقتصادات الناشئة المختلفة طرقًا وآثارًا مختلفة في الاستجابة للوباء، كما يختلف وضع الانتعاش الاقتصادي في فترة مابعد الوباء من بلد لآخر؛ وثانيًا، تواجه الاقتصادات الناشئة جميعها ثلاثة مخاطر رئيسية (التخلف عن سداد الديون والعجز المالي الضخم وانخفاض الطلب في السوق الدولية)، لكن أساليبها وآثارها في التعامل مع هذه المخاطر مختلفة أيضًا.

يمكن ملاحظة أن "الفصل" هنا لا يعني أن الاقتصادات الناشئة يجب أن تقطع التبادلات أو تقلل من التعاون، ولكن لديها طرق وآثار مختلفة للتعامل مع الظروف الخارجية السيئة، بحيث تواجه آفاق تنمية مختلفة في فترة ما بعد الوباء. ويبدو أن مفهوم "الانفصال" هنا يتنبأ بأن الوباء سيسرع من التمايز بين الاقتصادات الناشئة. وقد حققت بعض البلدان والمناطق، على غرار الصين، بصفتها أكبر اقتصاد ناشئ، نتائج أكثر فعالية في مكافحة الوباء، لذا فهي متقدمة على الاقتصادات الناشئة الأخرى في استعادة النظام الاجتماعي والاقتصادي، بينما قد تتعافى البرازيل والمكسيك والهند وجنوب إفريقيا بشكل أبطأ.

لكن اختلاف نتائج مكافحة الوباء وتباطؤ وتيرة الانتعاش الاقتصادي بعد الوباء من دولة إلى أخرى، أو التعديل في سلسلة التوريد العالمية، هل يمكن اعتباره على أنه "انفصال"؟ ماهو أكثر من ذلك، هل يصح اعتبار استئناف الصين للانتاج بشكل أكثر ثباتًا بعد سيطرتها على الوباء، سببا لانفصال الاقتصادات الناشئة الأخرى عن الاقتصاد الصيني؟ من الواضح بأن ا إساءة استخدام لمفهوم "الانفصال" الذي شائعا وكثير التردد في الوقت الحالي. لقد أدى التطور السريع للاقتصاد الصيني في العقود القليلة الماضية بالفعل إلى تغييرات مهمة في المشهد الاقتصادي العالمي، ولكن هذا التغيير ينعكس بشكل أكبر في مساهمة الصين في الاقتصاد العالمي، بصفتها احدى المحركات الرئيسية، ودورها المحفز للاقتصاديات الوطنية في الدول النامية الاخرى وحتى المتقدمة. مما يعني بأن الاقتصادات العالمية باتت أكثر ترابطا وليس انفصالا.

لقد أثبت تاريخ التنمية الاقتصادية في العالم منذ فترة طويلة أن تناقض المصالح يعد ظاهر عادية بين اقتصادات العالم. وإن "انفصال" الاقتصادات الناشئة والبلدان المتقدمة من حيث معدل النمو الاقتصادي في القرن الماضي، والانفصال الذي يتحدث عنه البعض في الوقت الحالي هو الظارة الاقتصادية نفسها. ولا تنطبق على مفهوم الانفصال المتداول حاليا والذي اخذا طابعا سياسيا. فالانفصال الذي تسعى الولايات المتحدة إلى فرضه على الصين في الوقت الحالي، نابع من مصلحة سياسية قائمة على مبدأ "أمريكا أولا"، ويحتوي على تأثير سلبي خطير على الوضع العالمي، ويعيق إلى حد ما وتيرة التقدم العلمي والتكنولوجي في المجتمع البشري.

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×