أحسن بوخالفة، سفير الجزائر لدى الصين (الصورة من سفارة الجزائر لدى الصين) |
بكين 4 يوليو 2020 (شينخوانت) أكد أحسن بوخالفة، سفير الجزائر لدى الصين خلال مقابلة حصرية أجرتها معه شبكة شينخوا (شينخوانت) أنه ينبغي أن يكون تقييم المجتمع الدولي للوضع الناجم عن الوباء موضوعيا وبعيدا عن كل تسييس في الوضع الإستثنائي الذي نعيشه، مضيفا أنه ينبغي أن يكون حافزا لتعزيز العمل متعدد الأطراف وتعزيز الجهود الوطنية الرامية إلى مكافحة الوباء بتدابير دولية قائمة على التعاون وتبادل وجهات النظر والخبرات، بما يُتيح تعزيز التضامن بين الشعوب المختلفة.
وأشاد السفير بتعاون الصين الفعّال وتنسيقها السريع مع المجتمع الدولي، لاسيما في إطار منظمة الصحة العالمية، بغية حماية أمن الصحة العمومية على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
عُقدت قمة الصين-إفريقيا الاستثنائية بشأن التضامن في مواجهة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) عبر تقنية الفيديو بمشاركة قادة الصين والدول الإفريقية مؤخرا. وحول هذه القمة، قال السفير إن التنسيق بين البلدان الإفريقية والصين يُعتبر أمرا طبيعيا بالنظر إلى علاقات الصداقة التقليدية والشراكة الاستراتيجية التي تجمع بينهما، وهذا ما ينطبق على انعقاد القمة الإستثنائية بشأن التضامن في مواجهة وباء "كوفيد-19"، التي كانت مناسبة لتبادل وجهات النظر وبحث سبل تعزيز التعاون في مجال مكافحة هذه الجائحة، مضيفا أن هذه القمة سمحت للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون والقادة الأفارقة الآخرين بتأكيد إلتزام البلدان الإفريقية بالتعاون والتضامن مع الجانب الصيني، سواء فيما يتعلق بمكافحة الوباء أو في مختلف المجالات الأخرى.
أوضح السفير أن الجزائر كانت من أوائل البلدان على الصعيد العالمي التي عبّرت عن تضامنها الكامل مع دولة الصين الصديقة مع بداية الأزمة الصحية، حيث أرسلت شحنة هامة من اللوازم الطبية كعربون محبة وتضامن من الشعب الجزائري، ومشيرا إلى أن السلطات الصينية لم تتوان في دعم الجزائر مع انتشار الفيروس في أرجاء العالم، سواء من خلال إرسال خبراء طبيين وعقد ندوات عبر تقنية الفيديو بغية تبادل الخبرات والتجارب أو من خلال تقديم مساعدات مادية وتسهيل اقتناء اللوازم والمعدات الطبية من السوق الصينية.
كما أعرب السفير عن تضامن الجزائر مع سكان مقاطعة هوبي، وقال إن مقاطعة هوبي تحظى بمكانة مُتميزة في قلوب الجزائريين، باعتبارها مصدر الفرق الطبية الموفدة إلى بلاده دون انقطاع خلال العقود الماضية، بداية من البعثة الطبية التي تم إرسالها في ستينات القرن الماضي، وذلك بعد أشهر قليلة من استقلال الجزائر، ومؤكدا أن التضامن والدعم المتبادل بين الجزائر والصين بشأن مكافحة وباء "كوفيد-19" يُعد امتدادا طبيعيا لأواصر الصداقة التقليدية التي تجمع بين البلدين.
أشاد السفير بالتزام الصين على مساعدة القارة الإفريقية في تحقيق التنمية المستدامة، لاسيما من خلال دعم الجهود الرامية إلى تطوير "منطقة التجارة الحرة للقارة الإفريقية" وتحسين الربط بين البنى التحتية وتعزيز سلاسل الصناعة والإمدادات، ومشددا على أن المقومات الاقتصادية وبيئة الأعمال التي تتوفر عليها الجزائر ستسمح للمتعاملين الجزائريين والصينيين باستكشاف فرص تعاون وشراكة واسعة، بما يخدم التنمية في البلدين ويعود بالفائدة على القارة الإفريقية.