القاهرة 23 سبتمبر 2020 (شينخوا) أكد مؤتمر "عالم ما بعد كورونا.. نحو مصير مشترك للبشرية"، على أهمية مواجهة أزمة مرض فيروس كورونا الجديد، والتعاون الدولي في مرحلة ما بعد كوفيد-19 في إطار مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.
وشدد المشاركون بالمؤتمر الذي نظمه مركز التحرير للدراسات والبحوث، على أن فيروس كورونا الجديد الذي لم يفرق بين دولة كبيرة وصغيرة، غنية أو فقيرة، متقدمة أو متخلفة، يمكن أن يكون عنصرا مهما في قيادة العالم نحو التعاون وتحقيق مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.
وعقد المؤتمر يوم الثلاثاء بمناسبة الذكرى الـ71 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، بحضور السفير لياو لي تشيانغ سفير الصين بالقاهرة، والدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر الأسبق، وسط إجراءات احترازية مشددة لمواجهة فيروس كورونا الجديد.
وقال سفير الصين بالقاهرة، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، إن كوفيد-19 يعد من أخطر الأوبئة التي شهدتها البشرية منذ عقود، مشيرا إلى ما حققته الصين من نجاح في احتواء أزمة فيروس كورونا الجديد.
ولفت لياو إلى قيام الصين بتقاسم المعلومات والخبرات والتجارب والنتائج البحثية والوثائق الفنية الخاصة بكورونا التي تتوافر لدى الصين مع دول العالم ومنظمة الصحة العالمية دون تحفظ.
وأضاف أن الصين قدمت كل الدعم والمساندة الممكنة لتعزيز الجهود الدولية لمواجهة الجائحة، حيث أعلنت الصين تقديم 50 مليون دولار أمريكي لدعم منظمة الصحة العالمية، مشيرا إلى أن الصين أرسلت فرق خبراء صينيين إلى نحو 32 دولة، كما قدمت مساعدات مادية لأكثر من 150 دولة ومنظمة دولية.
وتابع أنه من ذلك يمكن القول إن الصين قدمت مساهمة كبيرة جدا من خلال أفعالها الملموسة لإنقاذ مئات الآلاف من أرواح البشر، وانطلاقا من وعي الصين بمسئولياتها الدولية، تجاه الحفاظ على الصحة العامة في العالم، تنفيذا لفكرة مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.
وتابع قائلا "إن كوفيد-19 يعلمنا دورسا كثيرة، حيث علينا أن نبذل جهودا مشتركة لاستكمال منظومة الحوكمة للصحة العامة العالمية، وإعطاء الصحة الأولوية على قمة الأجندة الدولية وتعزيز التنسيق السياسي والتبادل في مجال الصحة، مطالبا باتخاذ خطوات ملموسة لدفع منظومة الحوكمة العالمية نحو اتجاه أكثر عدالة وإنصافا".
من جانبه، أكد الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء المصري الأسبق، على أهمية التعاون الدولي من خلال منصة مبادرة الحزام والطريق، وأهمية التناغم والتواصل بين مختلف دول العالم حتى يحقق العالم أهداف الألفية الإنمائية، وإمكانية أن تكون مبادرة الحزام والطريق قاطرة للتنمية في العالم.
وتناول شرف، في كلمته، أهم محاور مبادرة الحزام والطريق وخاصة ما يتعلق بالجانب الصحي والمبادرات التي قدمتها الصين منذ نحو 2017 في المجال الصحي، مؤكدا أن ذلك يؤكد على أن النهج الصيني غير مرتبط بأزمة كورونا وإنما هو نهج وتوجه دائم.
كما تطرق إلى أهمية مبادرة الحزام والطريق في القارة الأفريقية وما يمكن أن تساهمه في تنمية القارة في مختلف المجالات، مؤكدا على أهمية الصين كصديق وداعم للمواقف والقضايا الأفريقية وداعم لقدرات الدول الأفريقية المختلفة في مختلف المجالات.
بدوره، قال رئيس مركز التحرير للدراسات والبحوث عماد الأزرق، إن مؤتمر "عالم ما بعد كورونا.. نحو مصير مشترك للبشرية"، تضمن محورين أساسيين، وهما المحور السياسي ويتعلق بقدرة العالم على التعامل مع الأزمات، وطبيعة وشكل العلاقات الدولية ومدى تأثير الأزمة على تشكيل وصياغة نظام دولي جديد، وطبيعة العلاقات بين القوى الدولية الكبرى في مرحلة ما بعد كورونا وما إذا كانت مرشحة للتعاون أم مزيد من الصراعات وطبيعة كل منها، وما هي البدائل المطروحة، وإمكانية أن تلعب دول العالم الثالث دورا في إعادة تشكيل النظام الدولي الجديد، وما إذا كانت تمثل قيمة مؤثرة في المعادلة الدولية في عالم ما بعد كورونا.
وأضاف الأزرق أن المحور الاقتصادي للمؤتمر، تناول قدرة الدول على التعافي من آثار فيروس كورونا الجديد، والدور الذي يمكن أن تقوم به المؤسسات الاقتصادية الدولية في مساعدة دول العالم على تجاوز آثار كورونا وإعادة معدلات النمو الاقتصادي الدولي إلى سابق عهدها.
ويعتبر مركز التحرير للدراسات والبحوث أول مركز عربي متخصص في الدراسات الاستراتيجية والدولية الصينية، وهو معني بدراسة تفاعلات الصين الدولية والإقليمية في مختلف المجالات.