人民网 2020:10:19.09:23:19
الأخبار الأخيرة

مقالة : الأمل يشتعل في نفوس مزارعي الزيتون بعد إخماد حرائق الغابات في سوريا (5)

/مصدر: شينخوا/  2020:10:19.09:18

    اطبع
مقالة : الأمل يشتعل في نفوس مزارعي الزيتون بعد إخماد حرائق الغابات في سوريا

طرطوس، سوريا 18 أكتوبر 2020 (شينخوا) رغم سوداوية وقسوة مشهد الحرائق في قرى أرياف محافظتي اللاذقية وطرطوس الساحليتين وحجم الخسائر بالأشجار المعمرة والبساتين، إلا أن الأمل مازال يحدو المزارعين، الذين يصرون على إحياء تلك الأرض وإعادة غرسها بالأشجار لتعود إلى سابق عهدها خضراء ولو بعد حين.

واندلعت حرائق ضخمة في محافظتي اللاذقية وطرطوس شمال غربي سوريا، وأيضا في ريف محافظتي حمص وحماة وسط البلاد في سبتمبر وأكتوبر الجاري، وأتت على مساحات شاسعة من الغابات والمناطق الزراعية.

وأعلنت السلطات قبل أسبوع إطفاء حرائق الغابات بشكل نهائي.

ويتنهد المزارع الخمسيني السوري غسان إبراهيم، بحزن شديد، وهو يمشي بضجر على الرماد الأسود لأشجاره المحترقة، ويتأمل أرضه، التي حولتها النيران في لحظة من غابة خضراء إلى مساحة سوداء خالية من الحياة.

وحمل المزارع الخمسيني بين يديه حفنة من الزيتون المحترق، واعتصرها حزينًا قبل أن يرميها على الأرض، قائلا إن عمر بعض أشجار الزيتون هذه يزيد عن 100 عام.

ويضيف "لقد مر أسبوع على الحريق ، لكن رائحة النار ما زالت عالقة في الهواء. كانت جذوع الأشجار باللون الأسود بعد الحريق. شوهدت بعض جذور الأشجار عارية على الأرض كما لو كانت منزوعة الأحشاء من قاع الأرض".

وبالنسبة لإبراهيم وإخوانه، الذين يعيشون في قرية نحل في ريف طرطوس، كان ينبغي أن يكون هذا الوقت من العام هو الأفضل لأن قطف ثمار الزيتون على الأبواب.

وعادة يبدأ مزارعو الزيتون في قطف ثمار الزيتون من أراضيهم في أكتوبر بعد هطول أمطار غزيرة لاستخراج زيت الزيتون الشهير الذي يباع في جميع أنحاء البلاد.

ولم يجن إبراهيم محصوله هذا العام كما اعتاد، لكنه يقوم بعد الأشجار الميتة وحصر الأضرار. فانتظار المطر هذه المرة ليس لفائدة الزيتون، بل لتنظيف الأرض من رماد النار الذي خلفه الحريق .

ويقول إبراهيم، بينما كانت يداه تلامسان أشجار الزيتون المحترقة، لوكالة أنباء (شينخوا) إن أكثر المحاصيل تضررا هو الزيتون، موضحا أن أسرته وأهالي قريته يعتمدون على زيت الزيتون لكسب لقمة العيش.

ويضيف أن كل أسرة تصنع ما بين 15 إلى 20 وعاء بلاستيك من زيت الزيتون سنويا. يحتفظون بخمسة أواني زيت زيتون لكل عائلة ويبيعون الباقي.

ويشير إبراهيم إلى أن أهالي القرية كان لديهم أيضا محاصيل أخرى مثل التفاح والعنب، مضيفا "نحن نعيش على هذه الأرض... إنها رئتنا والهواء الذي نتنفسه وفوق ذلك كان مصدر رزقنا".

وبالنسبة لإبراهيم ، فإن تذكر الحريق شيء يحاول تجنبه لأنه كان وقتًا عصيبًا للغاية. وقال إنه لا يتمنى أن يحدث ما حدث له حتى مع العدو.

وتابع يقول "لقد عشنا وقتا عصيبا للغاية واضطررنا إلى إخراج أطفالنا خارج المنازل بينما بقينا كرجال في منازلنا لحمايتها من الحريق".

ويقول إبراهيم إنه لا يستطيع الاستسلام أو فقد الأمل، وإلا فإنه سيفقد حياته.

ويؤكد بحزم "لا يمكنني أن أفقد الأمل أبدًا لأنه عندما تفقد الأمل تفقد حياتك. ما دمت على قيد الحياة، فإن أملي كبير وسأزرع هذه الأرض مرة أخرى وإذا اشتعلت فيها النيران مرة أخرى فسوف نطفئها وسنبقى هنا".

على الجانب المشرق، قال إبراهيم إن المسؤولين الحكوميين وعدوا المزارعين بتعويضات لإصلاح أراضيهم، لافتا إلى أن أرضه تحتاج إلى سبع سنوات أخرى لتتمكن من الإنتاج مرة أخرى.

لكن بعد خسارته، لم يعد يخاف من النار لأنه لم يبق شيء يحترق في القرية، بحسب إبراهيم.


【1】【2】【3】【4】【5】【6】

صور ساخنة

أخبار ساخنة

روابط ذات العلاقة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×