"مطارد الشمس"، مزارع صيني أمضى حياته في رصد الظواهر الفلكية

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2020:12:02.16:31

2 ديسمبر 2020/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/يفتخر المزارع وو شي يينغ من بلدة ميبو الصينية بمقاطعة هوبي، والبالغ من العمر 71 عامًا، بأنه كان محظوظا بأن شاهد خلال حياته 11 كسوفًا للشمس من أفضل أماكن المشاهدة الفلكية. وتعود أول مرة شاهد فيها وو شي يينغ هذه الظواهر الفلكية، إلى سن الرابعة عشر، حينما شاهد النيازك تتساقط من السماء في إحدى الليالي الصيفية. ومنذ ذلك الحين، أصبح وو مهتما بالفلك، ومتابعة ظواهره.

على الرغم من كونه مزارعًا فقيرًا وحصل على تعليم ثانوي فقط. إلا أن عيون وو تشع بالفرح عندما يتحدث عن علم الفلك، ويمكنه التحدث ببلاغة عن مواضيع مثل الانفجار العظيم، والمجرات، والثقوب السوداء، والثقوب الدودية.

بدأ وو في مراقبة كسوف الشمس في عام 1997. وعلى مدى أكثر من 20 عامًا ، سافر وو إلى أجزاء كثيرة من البلاد وحتى إلى دول أخرى على نفقاته الخاصة لمراقبة المظاهر الفلكية العجيبة.

وقد شاهد كسوف الشمس 11 مرة، وشارك في حفلات النجوم في ثماني مناسبات، واستغرقت كل رحلة من رحلاته لمشاهدة كسوف الشمس من عشرة أيام إلى عدة أسابيع، تحمل خلالها وو تكاليف كبيرة للسفر والتنقل.

يسميه مستخدمو الإنترنت الصينيون "كوافو العصر "، وكوافو هو شخصية عملاقة في الأساطير الصينية قضى حياته كلها في مطاردة الشمس. أما وو، فأثناء "مطاردة الشمس" في جميع أنحاء العالم، غالبًا ما يقوم بزيارة إلى المراصد في أجزاء مختلفة من البلاد، مما ألهمه فكرة بناء مرصد في بلدته.

في عام 2015، بدأ وو في بناء مرصده الخاص، في الجبل الواقع خلف منزل عائلته. وبسبب نقص الأموال، حاول وو وأبناؤه استخدام المواد البسيطة، التي يمكنهم الحصول عليها محليًا وبناء كل شيء بأنفسهم. ويحتوي المرصد في الوقت الحالي، على منصتين، وقد جذب العديد من الزوار من المدينة لمشاهدة الفلك.

حول وو مركزه الفلكي البدائي، إلى قاعدة تعليمية أيضا، لتعريف أبناء بلده على الفلك وتعليمهم معارف بسيطة عن الظواهر الفلكية. وغالبًا ما يأخذ تلسكوباته إلى المدارس القريبة لتعليم الطلاب علم الفلك. ويقول وو: "إن السماء المرصعة بالنجوم الغامضة والملونة تجعل الناس يتعجبون من جمالها ويغرقون في الخيال". مضيفًا أن أعظم أمنياته هي إكمال بناء المرصد وشراء المزيد من معدات المراقبة الفلكية، وفي النهاية توصيلها بأجهزة الكمبيوتر والأجهزة الطرفية، ليتمكن الأطفال من مشاهدة النجوم على شاشاتهم.