القاهرة 18 ديسمبر 2020 (شينخوا) أكد خبراء مصريون على أن الصين تعد أفضل دول العالم في التعامل مع مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، وقادت الجهد الجماعي الدولي لمواجهة الأزمة، مشددين على أهمية التضامن الدولي في مواجهة أزمة جائحة (كوفيد-19).
ولفت الخبراء خلال ندوة بعنوان - عام على كورونا.. قراءة في الآثار والنتائج السياسية والاقتصادية، التي نظمها مركز التحرير للدراسات والبحوث ومؤسسة بيت الحكمة للثقافة - إلى أن الأزمة كان لها آثار سياسية واقتصادية بالغة سواء على النظام الدولي أو على الدول والمؤسسات الدولية والإقليمية المختلفة.
وقال الدكتور عبد العال الديربي أستاذ العلاقات الدولية وكيل كلية السياسة والاقتصاد بجامعة السويس، إن العالم كان يتوقع من الولايات المتحدة الأمريكية كدولة قائدة في العالم أن تقود عمل جماعي دولي لمواجهة أزمة كورونا، غير أن واشنطن فشلت في قيادة النظام الدولي، وعمدت إلى البحث عن مبررات وشماعات تعلق عليها فشلها في إدارة الأزمة ليس على المستوى الدولي، فحسب وإنما حتى في الداخل الأمريكي ذاته.
وأضاف الديربي، أن الدول والقوى الكبرى كان عليها أن تتحد وتتعاون في التصدي لمواجهة أزمة (كوفيد-19)، ومساعدة الدول النامية والفقيرة على تجاوز الأزمة، والعثور على أمصال للوقاية وأدوية لعلاج المصابين بالفيروس، ولكنهم بدلا من ذلك تصارعوا وتنافسوا فيما بينهم وانكفأ كل منهم على نفسه، مما زاد من صعوبة المواجهة وفاقم من خطورة الفيروس.
وأستثنى أستاذ العلاقات الدولية، الصين من هذا السلوك الدولي، مؤكدا أن الصين هي الوحيدة التي ظهرت بمظهر الدولة المنقذة أو الداعمة، حيث بادرت بإرسال المساعدات والعون والدعم الطبي والخبرات الفنية ليس للدول النامية والفقيرة، فحسب وإنما أيضا للدول الكبرى والمتقدمة .
ولفت إلى أن الصين قدمت للعالم ما فشلت فيه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مجتمعين، مؤكدا أن الأزمة أكدت قدرة الصين على قيادة العمل الدولي الجماعي وتقديم الأفكار الجديدة لمواجهة الأزمات، مشيرا إلى أن العالم اعتمد في مواجهته للأزمة على الاستفادة من الخبرات الصينية خاصة ما يتعلق بالتباعد الاجتماعي والعزل وغيرها.
من جانبه، تناول الدكتور إيهاب الدسوقي رئيس قسم الاقتصاد بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية، الأثار الاقتصادية لمرض فيروس كورونا الجديد على المستوى الدولي، لافتا إلى أنه من الطبيعي أن تنعكس الأزمة سلبا على الاقتصاد الدولي نظرا لما تم من اتخاذ إجراءات الانغلاق، وإغلاق المصانع ووقف العديد من الأنشطة والتباعد وحظر التجوال.
وقال الدسوقي، إن من أبرز الأثار انخفاض الاستهلاك العالمي بنسبة تفوق 4.2 بالمائة، أي أكثر من 4 تريليونات دولار، وهو ما يعني انخفاض الطلب، وبالتالي انخفاض الناتج المحلي الإجمالي.
وأشار إلى تقديرات صندوق النقد الدولي التي أفادت أن 147 مليون شخص على مستوى العالم على الأقل فقدوا وظائفهم بسبب الأزمة، ما أدى إلى انخفاض الأجور بأكثر من 2 تريليون دولار على مستوى العالم، ما يعنى انخفاض الطلب، وبالتالي ارتفاع نسبة الركود والكساد الاقتصادي.
ونوه إلى تقديرات صندوق النقد الدولي بتراجع النمو الاقتصادي الأمريكي في عام 2020 بنسبة (-2 ) بالمائة، وتراجع معدل النمو في الاتحاد الأوروبي ( -6 ) بالمائة، مشيرا إلى تقديم عدد كبير من الشركات العالمية ذات الصيت طلبات إلى الحكومات الغربية لإشهار افلاسها نظرا لزيادة التكاليف على الأرباح.
وفيما يتعلق بالدول العربية، أوضح أن معدلات النمو الإجمالي فيها ستحقق (-5) بالمائة في عام 2020، وعجز الموازنات العامة في حدود 11 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي، على أن تبلغ نسبة التضخم نحو 6.2 بالمائة لهذا العام.
ونبه إلى أن الدول المتقدمة تستطيع الصمود أمام التحديات الاقتصادية لأزمة كورونا أكثر من الدول الفقيرة والنامية، لإمتلاك الدول المتقدمة قواعد صناعية وزراعية وتكنولوجية تدعم هذا الصمود، ما يعني أن استمرار جائحة كورونا لفترات طويلة سيضاعف من معاناة الشعوب النامية بعكس الدول المتقدمة التي يمكنها احتواء الآثار الاقتصادية السلبية للجائحة.
ولفت رئيس قسم الاقتصاد بأكاديمية السادات إلى أن جائحة كورونا أعطت العالم درسا مهما بضرورة زيادة الانفاق على قطاعي التعليم والصحة، باعتبارهما القطاعين الأهم في مواجهة أي أزمات، ويمكن من خلالهما أيضا تحقيق أي تقدم.
بدوره أشاد الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان بقدرة الصين الفائقة على مواجهة أزمة كورونا والمرونة الكبيرة التي تتسم بها والتي مكنتها من إعادة هيكلة قطاعاتها الإنتاجية والصحية المختلفة للتعامل مع الأزمة والتغلب عليها بجدارة.
وقال عودة، إن الصين لم تتأثر سياسيا ولم تتراجع مساهمتها في العلاقات الدولية نتيجة الفيروس، بل على العكس ازدادت مكانة الصين العالمية قوة وأصبحت أكثر فعالية في النظام الدولي.
وأضاف أن الصين كانت أكثر قدرة على التكيف من التطورات التي فرضتها أزمة كورونا نتيجة ما تتمتع به من قوة شاملة، مما ساهم في بروز دورها الدولي أكثر.
ودعت منظمة الصحة العالمية لاعتبار أن فيروس كورونا جائحة عالمية نظرا لانتشاره بصورة كبيرة في أنحاء العالم الأمر الذي مثل أخطر تحد دولي في القرن الـ21 .