الأقصر، مصر 24 ديسمبر 2020 (شينخوا) تضرر النشاط السياحي في مدينة الأقصر الغنية بالآثار في مصر، وهي واحدة من أشهر مناطق الجذب السياحي في العالم، بشدة منذ توقف تدفق السياحة في وقت سابق من هذا العام بسبب تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد 19).
وقال محمد حسن، صاحب متجر للتحف والهدايا في أحد أسواق الأقصر، لوكالة أنباء ((شينخوا))، "على مدى السنوات القليلة الماضية، زارت أعداد كبيرة من السياح الصينيين الأقصر وأصبحوا العملاء المفضلين للعاملين في قطاع السياحة في المدينة".
وأضاف الرجل الثلاثيني أن معظم أصحاب الأعمال يعتمدون بشكل كبير على السياح الصينيين الذين كانوا ينفقون مبالغ كبيرة على التسوق وزيارة المواقع الأثرية في المدينة.
وتابع حسن "السياح الصينيون يحبون الأقصر لأنها تضم العديد من المواقع الأثرية، كما يفضلون مناخها الفريد ومناظرها الطبيعية الجميلة".
وبحسب الإحصائيات المصرية الرسمية أصبحت الصين رابع أكبر مصدر للسياح إلى مصر منذ بداية عام 2017، بينما قالت السفارة الصينية بالقاهرة إن أكثر من نصف مليون سائح صيني زاروا مصر في عام 2018.
واستأنفت مصر، الرحلات الجوية الدولية في أوائل يوليو الماضي بعد أن رفعت حظر التجول الجزئي الذي كان ساريا منذ أواخر مارس الماضي ، وأعادت فتح المطاعم والمقاهي والمسارح ودور السينما والمواقع الأثرية والفنادق والمتاحف في الأقصر للسياح منذ بداية سبتمبر الماضي، بعد انخفاض عدد حالات (كوفيد-19) بشكل ملحوظ في البلاد.
وقال حسن بحزن على الرغم من استئناف الرحلات الجوية، فإن أعداد السياح الأجانب الوافدين حاليا إلى المدينة ليست كبيرة بما يكفي.
وعلى مقربة من متجر حسن، وقف جاره كريم إسماعيل أمام متجره الصغير للملابس في انتظار أي زبون قد يشتري بعض الملابس التراثية التي يبيعها.
وقال إسماعيل لوكالة أنباء ((شينخوا))، "كان هذا السوق يعج بالسياح الصينيين قبل تفشي فيروس كورونا، وبالنسبة لي فالسياح الصينيون هم الأفضل لأنهم ببساطة يشترون الكثير".
وأضاف أن السياح الصينيين متميزون لأنهم يزورون كل ركن في المدينة، "مما يعني أنهم سينفقون المزيد من الأموال، مشيرا إلى "إنهم يشترون الهدايا التذكارية والتحف وكذلك الملابس التقليدية، آمل أن يعود السياح الصينيون قريبا حتى تتحسن أوضاعنا".
بدوره، قال محمد عثمان، رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية في صعيد مصر، إن توقف السياحة الصينية عن مصر أثر على صناعة السياحة بالبلاد، التي شهدت انتعاشًا في السنوات الأخيرة بفضل التدفقات الكبيرة منهم.
وأضاف عثمان لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن "الأقصر استقبلت نحو 2.5 مليون سائح في عام 2019، منهم 285 ألف صيني"، متوقعا انتعاش الأنشطة السياحية في المدينة المصرية بحلول أبريل من العام المقبل.
وكشف عثمان أن معاناة قطاع السياحة في الأقصر ستستمر حتى عودة حركة السياحة ، مشيرا إلى أن معدل الإشغال الحالي للفنادق في الأقصر يبلغ نحو 10 بالمئة وهو الأسوأ منذ سنوات.
وبلغت عوائد القطاع السياحي خلال العام 2019 حوالي 13 مليار دولار أمريكي وهو الأعلى في تاريخ مصر، وفقا لبيانات أصدرها البنك المركزي المصري.
وتقدر خسائر قطاع السياحة المصري لعام 2020 بنحو 5 مليارات دولار أمريكي، بحسب تقديرات وزارة التخطيط المصرية.
وخصص البنك المركزي المصري 3 مليارات دولار في صورة قروض لدعم القطاع السياحي بفائدة منخفضة بحوالي 5 % لدفع رواتب العاملين وإيجارات الفنادق والأتوبيسات والسفن البحرية ووكالات السفر.