11 نوفمبر 2020، عامل يفرز الطرود في مستودع بنته شبكة تساي نياو، الذراع اللوجستية لمجموعة علي بابا في إسبانيا. |
بفضل الميزة الجغرافية، ساعدت المستودعات الخارجية للشركات الصينية على زيادة مبيعات منتجاتها، بالرغم من ظروف انتشار كوفيد-19.
قامت شركة نينغبو هويا للاستيراد والتصدير المحدودة ومقرها مدينة نينغبو بمقاطعة تشجيانغ بشرق الصين، ببناء 20 مستودعًا خارجيًا بمساحة 400000 متر مربع، وذلك ليس لتخزين منتجاتها الخاصة فحسب، ولكن أيضًا نقل وبيع المنتجات لشركات التجارة الخارجية الأخرى.
قبل 10 سنوات، سجلت الشركة أرباحًا منخفضة من خلال بيع الضروريات اليومية بأسعار منخفضة، وتبيع الآن أكثر من 15000 منتجًا تحت 20 فئة في الأسواق الأوروبية والأمريكية، وقد تضاعف حجم مبيعاتها العام الماضي بالمقارنة مع العام قبله.
وفي الوقت الحاضر، تجاوز عدد المستودعات الخارجية التي أنشأتها الشركات الصينية 1800 مستودع، وأصبحت بنية تحتية جديدة للتجارة الخارجية لدعم تطوير التجارة الإلكترونية عبر الحدود وتوسيع السوق الدولية.
قامت شركة روستن للتوصيل السريع، وهي شركة لوجستية دولية مقرها في مقاطعة هيلونغجيانغ بشمال شرق الصين، ببناء أول مستودع خارجي للبلاد في روسيا في عام 2015، والذي يغطي مساحة 11000 متر مربع، ويمكن للمستودع إرسال الطرود إلى العملاء في غضون يوم واحد. وأظهرت الإحصاءات الرسمية أن واردات وصادرات الصين من خلال منصة إدارة التجارة الإلكترونية عبر الحدود الجمركية بلغت 187.4 مليار يوان (28 مليار دولار) في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2020، بزيادة 52.8 في المائة على أساس سنوي.
قال تشانغ جيان بينغ الباحث بالأكاديمية الصينية للتجارة الدولية والتعاون الاقتصادي التابعة لوزارة التجارة: "أصبح المستودع رابطًا مهمًا لتطوير التجارة الإلكترونية عبر الحدود. وقد أدت عملية بناء المستودعات الخارجية، وشحن السلع بكميات كبيرة إلى المستودعات الخارجية، ثم تسليمها للعملاء من خلال الخدمات اللوجستية المحلية إلى تحسين الكفاءة اللوجستية بشكل فعال وخفض التكاليف".
تلقى مستهلك من إسبانيا في غضون نصف يوم فقط بعد تقديم طلب على "علي بابا للتوصيل السريع"، منصة البيع بالتجزئة العالمية عبر الإنترنت لعملاق التجارة الإلكترونية الصيني علي بابا، جهاز التلفزيون الذي تم تسليمه من مستودع يقع في بلده خلال ذروة التسوق في نوفمبر الماضي.
وأشار مسؤول بوزارة التجارة الصينية إلى أن المستودعات الخارجية تساعد أيضًا شركات التجارة الإلكترونية العابرة للحدود في توطين أعمالها.
أنشأت شركة التجارة الإلكترونية الصينية العملاقة JD.com سلسلة لوجستية في إندونيسيا، تدمج وظائف المستودعات والخدمة السريعة، وتوسيع خدماتها إلى 483 مدينة وسبع جزر في البلاد وتقليل وقت التسليم بنسبة 85 في المائة من الطلبات من 5-7 أيام إلى 1 يوم واحد.
قال شيونغ وي من شبكة تساي نياو، الذراع اللوجستي لمجموعة علي بابا لصحيفة الشعب اليومية، إن المستودعات الخارجية تمنح الشركات استقلالية أقوى لتحديد المنتجات التي سيتم تصديرها ومتى وأين يتم تصديرها، حتى تتمكن الشركات من ترتيب سلاسل التوريد الخاصة بها بشكل أفضل.
وتقدم الصين دعمًا قويًا لتطوير المستودعات الخارجية في السنوات الأخيرة. في عام 2014، أصدرت الدولة مبادئ توجيهية تقترح بناء شبكة تسويق دولية بما في ذلك المستودعات الخارجية. وفي عام 2016، أشار تقرير عمل الحكومة صراحة إلى أن الدولة ستدعم الشركات لبناء مستودعاتها الخارجية. وفي نوفمبر 2020، سن مجلس الدولة المبادئ التوجيهية بشأن تسهيل تنمية التجارة الخارجية، والتعهد بدعم بناء المستودعات الخارجية. وفي ظل هذا الدعم السياسي، حققت المستودعات الخارجية عمليات محلية، ووفرت في الوقت الحاضر خدمات التخليص الجمركي الشامل، والخدمات الاستشارية، وخدمات ما بعد البيع عالية الجودة لشركات التجارة الإلكترونية عبر الحدود.
وقال ليو شيانغ دونغ، باحث في مركز الصين للتبادلات الاقتصادية الدولية إن بناء المستودعات الخارجية يعد إجراءً هامًا لضمان استقرار سلسلة التوريد، ومطابقة العرض مع الطلب في ظل انتشار كوفيد -19 عبر لعالم، الأمر أعاق الخدمات اللوجستية عبر الحدود، وخاصة لوجستيات سلسلة التبريد.