人民网 2021:02:18.16:35:18
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> تبادلات دولية
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: لماذا تتبع استراليا أمريكا وتتجاهل هويتها الآسيوية؟

2021:02:18.16:30    حجم الخط    اطبع

بعد اتخاذها عدة مواقف مناهضة للصين خلال السنوات الأخيرة، أبدت أستراليا مؤخرا رغبتها في الحوار مع الصين. وفي هذا الصدد، ذكرت قناة سكاي نيوز الأسترالية، أن رئيس الوزراء الأسترالي موريسون، قد أرسل خلال خطابه الأخير رسائل ايجابية نحو الصين. حيث قال رغم " ان العلاقات الأسترالية الصينية قد تغيرت بوضوح، لكن أستراليا ستواصل محاولات الحوار مع الصين."

قبل ذلك، شهدت العلاقات الصينية الأسترالية تدهورا بسبب المواقف السلبية التي اتبعها بعض السياسيين الأستراليين تجاه الصين. فمن جهة، ساندوا الولايات المتحدة في سياساتها المناهضة للصين؛ ومن جهة ثانية، صوروا استراليا على أنها "ضحية" الصين، وعما أسموه بــ "قمع" الصين للصادرات الأسترالية نحو سوقها.

في هذا السياق، قالت صحيفة "فاينانشال ريفيو" الأسترالية: "عليا ألا ننسى بأن أستراليا هي من بادرت باستهداف الصين". وذكرت الصحيفة أنه بعد توقيع البلدين على اتفاقية التجارة الحرة، قامت أستراليا بمنع أكثر من 100 سلعة من الواردات الصينية، بتعلّة مكافحة الاغراق، بما يخالف قواعد منظمة التجارة العالمية؛ كما كانت أستراليا أول دولة تمنع شركة هواوي من المشاركة في مشاريع شبكات 5G ؛ وأعلنت حظرا شبه شامل على الاستثمارات الصينية، إلى جانب منعها للتعاون الثنائي بين حكومات الولايات والجامعات نظرائها في الصين.

ويرى شو ليبينغ، الباحث في معهد آسيا والمحيط الهادئ والاستراتيجيات العالمية بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، أن التغييرات في سياسة أستراليا تجاه الصين، قد عكست إلى حد ما حالة الارباك لدى إدارة موريسون في التعامل مع الصين. فمن ناحية، تعتمد أستراليا اعتمادًا كبيرًا على الصين في مجال الاقتصاد والتجارة؛ ومن ناحية أخرى، لا تزال أستراليا تعامل الصين بعقلية الحرب الباردة، الشيء الذي أثر سلبا على الحوار السياسي والاقتصادي بين البلدين.

تعد الصين أكبر شريك تجاري لأستراليا وأكبر سوق لصادراتها وأول مصدر لوارداتها. ووفقًا لمكتب الإحصاء الأسترالي، بلغ حجم التجارة الثنائية بين الصين وأستراليا في عام 2019 مستوى 158.97 مليار دولار أمريكي، وبلغت قيمة صادرات أستراليا إلى الصين 103.9 مليار دولار أمريكي، وهو ما يمثل 38.2 ٪ من إجمالي قيمة صادرات أستراليا؛ كما بلغت قيمة واردات أستراليا من الصين 55.07 مليار دولار أمريكي، ما يمثل 25.8 ٪ من إجمالي قيمة الواردات الأسترالية. وهذا ما يفسر الضرر الكبير الذي يمكن أن يلحق بالتبادلات الاقتصادية والتجارية بين البلدين في صورة تدهور العلاقات السياسية. حيث تظهر البيانات أن إجمالي حجم التجارة بين الصين وأستراليا في عام 2020، قد بلغ حوالي 168.32 مليار دولار أمريكي، بانخفاض قدره 0.7٪ عن عام 2019؛ وتراجعت واردات الصين من أستراليا إلى مستوى 114.84 مليار دولار أمريكي، بانخفاض 5.3٪ على أساس سنوي.وتأتي أستراليا في المرتبة الثامنة بين الشركاء التجاريين للصين.

في هذا الصدد، يرى وانغ شياو بينغ، الباحث في مركز أبحاث الحدود البحرية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، أن على الساسة الأستراليين أن يدركوا بأن أهمية الصين بالنسبة لاستراليا، تتجاوز أهمية استراليا بالنسبة للصين، لاسيما في ظل تراجع النمو الاقتصادي وتضرر نظام الرعاية الاجتماعية. لكن مع ذلك، اتخذ الساسة الاستراليين سياسات مناهضة للصين، وقاموا بشن حملات اعلامية معادية ومضللة للرأي العام المحلي حول الصين.

وفي وقت سابق، قال وزير التجارة النيوزيلندي أوكونور في مقابلة صحفية، إنه إذا تمكنت أستراليا من إظهار الاحترام، واعتماد نهج أكثر دبلوماسية وحذر على الطريقة النيوزيلندية، فمن المتوقع أن تصل العلاقات الأسترالية الصينية إلى مستوى مماثل لعلاقات بلاده بالصين.

ويعتقد شو ليبينغ أن العلاقات الصينية الأسترالية تمرّ بأسوأ مراحلها، وأن الجانب الاسترالي يتحمّل المسؤولية الرئيسية في تدهور العلاقات. وخاصة حكومة موريسون التي أساءت تقدير علاقات بلادها مع الصين. مؤكدا على أن حكومة موريسون مطالبية للنظر للعلاقات الصينية الأسترالية من زاوية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، ومن منظور المنفعة المتبادلة، بعيدا عن الأحكام والقراءات الخاطئة.

أما وانغ شياوبينغ فيرى أن أستراليا يجب أن تحل أولاً مسألة الهوية الذاتية. حيث لطالما اعتبرت نفسها عضوًا في الأسرة الغربية الكبيرة، وتتقاسم نفس القيم مع الدول الغربية، ومن ثم، تقف إلى جانب الولايات المتحدة، في بعض القضايا المتعلقة بالصين. في حين أن أستراليا هي إحدى دول آسيا والمحيط الهادئ، وهذا يمثل أهم ميزة جيوسياسية بالنسبة لأستراليا في الوقت الحالي. واعتبر اندماج استراليا الفعال في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وخاصة المحافظة على علاقات جيدة مع الدول الكبرى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، قضية مهمة تتعلق بالتنمية الاقتصادية في أستراليا، والاستقرار الاجتماعي ورفاهية المواطنين. 

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×