لقد أدى انتصار الصين في المعركة ضد الفقر على مدى تاريخها الطويل إلى حل مشكلة الفقر المدقع التي ابتليت بها الأمة الصينية لآلاف السنين. وباعتبارها أكبر دولة نامية في العالم استطاعت الصين تحقيق مثل هذه الإنجازات غير العادية، مما يجعل العالم يتطلع إلى الحد من الفقر في العالم في المستقبل.
لطالما كان التخلص من الفقر مشكلة بارزة في التنمية والحوكمة العالمية. يعتبر ميثاق الأمم المتحدة، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على أن القضاء على الفقر والتنمية هما من حقوق الإنسان الأساسية. إن الهدف الأساسي من ضمن الـ17 هدف للتنمية المستدامة التي تم تحديدها في خطة التنمية المستدامة لعام 2030 للأمم المتحدة هو القضاء على الفقر أيضا. وفقا لتقديرات البنك الدولي، لا يزال هناك أكثر من 700 مليون شخص في فقر مدقع في العالم، وقد أدى تفشي فيروس كوفيد-19 إلى ظهور تحديات جديدة فيما يتعلق بقضية الحد من الفقر في العالم. من أجل تحقيق الهدف الإنساني المشترك المتمثل في القضاء على الفقر، يحتاج العالم بشكل خاص إلى الإرادة الصادقة والتوجيه الصحيح والإرادة الحازمة والعمل الملموس.
لطالما كانت الصين مناصرة كبيرة وداعمة قوية للحد من الفقر في العالم. تنعكس المساهمة الصينية في قضية الحد من الفقر في العالم في حقيقة أن إنجازاتها في هذا المجال قد عززت بشكل كبير الثقة العالمية في الحد من الفقر وتجربتها في مكافحة الفقر ملهمة عالميا، مما يشكل بارقة أمل على المدى الطويل لدى بقية الدول كي تتمكن هي أيضا من القضاء على الفقر، مما يعكس التزام الصين بتعزيز التعاون المربح للجانبين والتنمية المشتركة مع البلدان الأخرى والسعي للسماح للناس من جميع البلدان بمشاركة نتائج التنمية.
جذبت نظرية مكافحة الفقر ذات الخصائص الصينية اهتماما عالميا وولّدت تأثيرا بعيد المدى. في السنوات الأخيرة قام أشخاص من العديد من البلدان برحلات خاصة إلى الصين للزيارة والدراسة، حيث اعتبروا بشكل عام أنه يجب على البلدان النامية التعلم من التجربة الصين للقضاء على الفقر. في ديسمبر 2018 أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثالثة والسبعين قرارا بشأن القضاء على الفقر الريفي، ودمج مفاهيم وممارسات "التخفيف الدقيق للفقر" و "التعاون والفوز المشترك" فيه. وأشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى أن "استراتيجية التخفيف من حدة الفقر المستهدفة هي الطريقة الوحيدة لمساعدة أفقر الناس وتحقيق الأهداف الطموحة التي حددتها خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030".
قامت الصين بالتعاون الدولي في مجال الحد من الفقر بشكل حثيث، وأوفت بمسؤولياتها الدولية للحد من الفقر، وقدمت المساعدة للبلدان النامية في حدود قدراتها. لا تتعاون الصين مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى لمساعدة البلدان النامية على الحد من الفقر فحسب بل تعزز أيضا مشاريع التعاون في إطار "مبادرة التعاون للحد من الفقر في شرق آسيا" والبرنامج الصيني الأفريقي للحد من الفقر وإفادة الشعوب. على نهر الميكونغ، ساعد خبراء التخفيف من حدة الفقر الصينيين القرى في توديع شرب مياه الأمطار والأنهار واستبدالها بالشرب من مياه الصنبور النظيفة بالإضافة إلى توديع الطرق الترابية الأكواخ المصنوعة من القش واستبدالها بالطرق الخرسانية الواسعة والمنازل الجديدة. أما في مدغشقر ونيجيريا وموزمبيق وغيرها من الدول الافريقية فقد ساعد الأرز الهجين الصيني المزارعين المحليين على تحقيق أحلامهم في زيادة إنتاج الغذاء والدخل. وعلى مدى أكثر من 20 عاما قام خبراء الزراعة الصينيون بنثر بذور الثروة إلى أكثر من 100 دولة ومنطقة من أجل المساعدة في حل مشاكل بقاء الإنسان وتنميته من خلال قوة العلم والتكنولوجيا. وفي هذا الصدد قال الرئيس الناميبي جينغوب: " لقد أظهرت الصين للعالم أن الحد من الفقر ممكن!"
لطالما اعتقدت الصين أن التنمية الجماعية هي تنمية حقيقية ويجب أن تكون فرصها أكثر مساوة وأن يتقاسم الجميع نتائجها. تتعاون الصين مع الدول الأخرى لبناء الحزام والطريق وتعزز عملية البناء المشترك له والتي تتسق مع خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، كما دعت إلى إنشاء البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وساعدت البلدان ذات الصلة على التطوير واقتراح وتنفيذ "خطط التعاون العشر" بين الصين وإفريقيا و"الحملات الثماني"... تدعم الصين وتساعد بصدق البلدان النامية ولا سيما البلدان أقل نموا للقضاء على الفقر وإظهار أنها دولة كبرى تتحمل مسؤولياتها. وفي هذا الصدد قال السياسيون الأجانب: لا يوجد بلد آخر أفضل من الصين في لعب دور قيادي في القضاء على الفقر والتعاون بين بلدان جنوب-جنوب.
يقول المثل الصيني: "زهرة واحدة لا تعني حلول الربيع، في حين أن مئات الأزهار متفتحة تجلب الربيع إلى الحديقة." لبناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية من دون فقر ورخاء عامي فإن الصين مستعدة لمواصلة العمل بلا كلل ولا ملل مع البلدان الأخرى.