ألقى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في 7 ابريل الجاري خطابا أعلن فيه عن إخماد أعمال التحريض، وعودة البلاد إلى الأمن والإستقرار، مشددا على أنه "ليس هناك شيء أو شخص أهم من أمن واستقرار البلاد".
قبل ذلك صرّح نائب رئيس الوزراء الأردني ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي في 4 ابريل الجاري، بأن بلاده قد أحبطت أنشطة تهدد أمن البلاد، شارك فيها الأمير حمزة بن الحسين وأشخاص آخرون وأطراف أجنبية. وقال بأن هذه الأنشطة قد أحبطت في مهدها، من قبل أجهزة أمن الدولة. وتم حتى الآن، القبض على أكثر من عشرة أشخاص متورطين.
ويرى محللون أنه على الرغم من أن "العاصفة" قد هدأت، إلأ أنها قد عرّت المشاكل الداخلية في العائلة الحاكمة الأردنية. معتقدين بأن الأردن لايزال يواجه العديد من التحديات. فمن جهة، كشفت الأزمة عن التصدّعات الداخلية للبيت الملكي الأردني وهشاشة هيكلية كانت مخبأة تحت سطح الهدوء. حيث يعتبر المحلل الأردني عامر السبايلة إن الخلاف زاد من ضغوط مطالب الإصلاح على الملك. كما تسبب الخلاف في تقسيم الاردنيين، حيث عبّر العديد من الأردنيين عن ن دعمهم لحمزة على مواقع التواصل الاجتماعي.
فكيف سيكون مصير حمزة ومن معه بعد الإعتقال؟ وكيف ستعالج الحكومة الاتهامات الموجهة لحمزة بتهديد استقرار الدولة؟ وكيف سيتعامل حمزة مع مزاعم الحكومة؟
من جهة أخرى، قد تهز الاضطرابات صورة الأردن باعتبارها قلعة آمنة وسط منطقة مشتعلة، وهو أمر يثير إهتمام المجتمع الدولي. وقد علقت صحيفة نيويورك تايمز قائلة بأن النزاع بين الملك وولي العهد الأسبق يقسم الأردن ويزعزعها. مضيفة بأن إعتقال شخصيات سياسية هامة وظهور شائعات عن محاولة إنقلاب ومؤامرات داخل العائلة الحاكمة، يؤثر على صورة الأردن كدولة محصنة من الاضطرابات في الشرق الأوسط.
وأشارت الخبيرة في المجلس الأطلسي، تقى نصيرات ، إلى أن خلاف العائلة الحاكمة ينبه إلى أنه إذا لم يتم حل التحديات الاقتصادية والسياسية المتزايدة للبلاد، فستفقد الأردن مكانتها كوسيط في حل الصراعات الإقليمية، وسمعتها الدولية كقلعة آمنة. ويأمل المجتمع الدولي أن تحافظ الأردن على إستقرارها، لأن الاضطرابات في الأردن قد تلقي بظلالها على كامل منطقة الشرق الأوسط. حيث تحيط بالأردن كل من اسرائيل والسعودية والعراق وسوريا، وهو ما يمنحها مكانة هامة في السياسة الدولية.
يعتقد الرأي العام بأن الاضطرابات التي شهدتها الأردن مؤخرا، تأتي في إطار مشاكل التعافي الإقتصادي والبطالة وعبء اللاجئين الثقيل في ظل انتشار وباء كورونا. ويعتقد وو بينغ بينغ، مدير معهد أبحاث الثقافة العربية الإسلامية بجامعة بكين، أن خطة الإصلاح الاقتصادي السابقة للأردن قد فشلت في مساعدة البلاد على الخروج من الأزمة الإقتصادية التي تعمقت أكثر في ظل انتشار وباء كوفيد-19. وتحتاج الأردن الآن إلى تسريع عملية التطعيم للسيطرة على الوباء، وفي نفس الوقت إيجاد المزيد من الطرق لإعادة إنعاش الاقتصاد.