تعليق: وداعا يا يوان لونغ بينغ! العالم لن ينسى إسهاماتك في مجال الأرز الهجين

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2021:05:26.16:38

أثار نبأ وفاة الأكاديمي يوان لونغ بينغ، المهندس الزراعي في الأكاديمية الصينية للهندسة والمعروف باسم "أبو الأرز الهجين"، اهتمامًا واسع النطاق في جميع أنحاء العالم. وقالت الأمم المتحدة إن "الأكاديمي يوان لونغ بينغ قدم مساهمات بارزة في تعزيز الأمن الغذائي والقضاء على الفقر وتحسن معيشة الناس". "لقد شارك بسخاء تكنولوجيا الأرز الهجين وقدم مساهمة كبيرة في حل مشكلة الجوع والفقر في العالم". "لقد تعاون يوان لونغ بينغ وفريقه البحثي مع العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم لحل مشكلة الأمن الغذائي وسوء التغذية بشكل مشترك وقد ساعدت أبحاثه على الأرز في إطعام العالم". لقد تأثر الرأي العام الدولي بالمساهمات التي قدمها الأكاديمي يوان لونغ بينغ على المستوى الدولي، معتقدًا أن القضية التي سعى إليها هي قضية عظيمة تخص البشرية جمعاء وإنجازاته تتميز بروح علمية كبيرة.

عمل الأكاديمي يوان لونغ بينغ بجد لعقود من الزمان، وهو لم يقدم مساهمة كبيرة في الأمن الغذائي للصين فحسب ولكن أيضًا عزز التنمية الغذائية في العالم بشكل كبير. إن جهود الأكاديمي يوان لونغ بينغ لإيجاد بذرة للتغلب على الجوع وحل مشكلة غذاء الإنسان تفسر حقًا السعي الدؤوب للعلماء والفنيين الصينيين للتغلب على التحديات الأبدية للبشرية، وتمثل الروح التي لا تُقهر والتي هي قادرة بالتأكيد على إطعام الشعب الصيني، والتي ستلهم بالتأكيد وستشجع بقية الناس على مواصلة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتعزيز الرفاهية المشتركة لكافة الشعوب وتعزيز التنمية المستدامة للبشرية.

قال الأكاديمي يوان لونغ بينغ ذات مرة: "إن الأرز الهجين لا ينتمي فقط إلى الصين ولكنه ينتمي أيضًا إلى العالم"، " أمنيتي في الحياة أن أرى مواهب متميزة تدربت على يديّ في جميع البلدان وخاصة في البلدان النامية". وهذا ما يدل على نبله ومشاعره العالمية الصادقة. لقد ذهب المهندس الزراعي يوان لونغ بينغ وباحثوه على التوالي إلى الهند وباكستان وفيتنام وميانمار وبنغلاديش وسريلانكا والولايات المتحدة ودول أخرى لتقديم المشورة والاستشارات العلمية للباحثين في مجال الأرز الهجين ودربوا أكثر من 14 ألف باحث في أكثر من 80 دولة نامية من خلال دورات تدريبية دولية. منذ أن قدمت الصين بذور الأرز الهجين لأول مرة في عام 1979، تم الترويج للأرز الهجين الصيني وزراعته في عشرات البلدان والمناطق في آسيا وإفريقيا والقارة الأمريكية، ووصلت المساحة المزروعة منه سنويا 8 ملايين هكتار مما يجعل من هذه المساهمة القيّمة التي قدمتها الصين لحل مشكلة الغذاء في العالم مساهمة لا تقدر بثمن.

في رثائها للعالم الصيني يوان لونغ بينغ، قالت إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأمم المتحدة: "لقد أنقذ العالم الصيني يوان لونغ بينغ ملايين الناس من الجوع من خلال أول أصناف الأرز الهجين. وسوف يظل إرثه ومهمته في القضاء على الجوع في الذاكرة الإنسانية التي ستنتقل عبر الأجيال". كما أضافت أنه يجب تذكير الناس دائما وأبدا بأن الجوع لا يزال يمثل تحديًا للبشرية ويجب عليهم مواجهة ذلك. أشار تقرير أزمة الغذاء العالمية لعام 2021 الذي أصدرته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بالاشتراك مع برنامج الأغذية العالمي هذا الشهر، إلى أنه في عام 2020 واجه 155 مليون شخص في 55 دولة ومنطقة على الأقل انعدامًا شديدًا للأمن الغذائي. لتعزيز التعاون العلمي والتكنولوجي وسد فجوة التنمية يحتاج المجتمع الدولي بشكل عاجل إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات. وقال إيفو ميلو المدير الفني لمعهد أبحاث الأرز في ريو غراندي دو سول في البرازيل "لقد تركت لنا إنجازات وأبحاث البروفيسور يوان ثروة التكنولوجيا وساهمت في القضاء على الجوع في العالم، إن الإرث الذي تركه سيظل في الذاكرة لأجيال".

بهذا المعنى يمكن القول بأن مشاركة الناس في تأبين الأكاديمي يوان لونغ بينغ وتعداد مساهماته البارزة في تطوير الغذاء العالمي دليل على فهمهم لمعنى المصير المشترك للبشرية. وكما تستفيد شعوب جميع البلدان من كل تقدم علمي وتكنولوجي وتتأثر بتألق الطبيعة البشرية، فإن أحلام السعي لتحقيق التنمية السلمية والازدهار والتقدم هي كذلك ولا تختلف عنها في أي شيء. لذلك وفي مواجهة التحديات المشتركة لا يمكن للبشرية المضي قدمًا إلا جنبًا إلى جنب.