ييوو، تشجيانغ 13 يونيو 2021 (شينخوا) "سمعت أن الرئيس شي جين بينغ ذكرني في خطابه. قلت، 'هذا الأمر مستحيل'. أنا شخص عادي. كيف يمكن أن يرد ذكري في خطاب للرئيس شي؟ وبعدها، شاهدت فيديو خطاب الرئيس شي، وبدأت أصدق ذلك"، هكذا قال مهند شلبي وهو يتذكر هذه التجربة التي لا تُنسى قبل سبع سنوات، مضيفا "لقد كان أمرا أشبه بالحلم".
في 5 يونيو 2014، روى الرئيس الصيني شي جين بينغ، في الخطاب الذي ألقاه خلال حفل افتتاح الدورة السادسة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي، قصة شاب عربي عادي استقر في الصين وحقق حلم حياته. وبطل الرواية هو مهند شلبي، صاحب مطعم عربي في مدينة ييوو في مقاطعة تشجيانغ بشرق الصين. وأصبحت هذه القصة أحد القصص المعبرة عن متانة الصداقة الصينية العربية.
-- "يمكنني تحقيق حلمي في ييوو"
شلبي هو مواطن أردني. جاء في عام 2000 إلى مدينة قوانغتشو بجنوب الصين وعمل في مطعم عمه. وفي عام 2002، بدأ يدير مطعما فتحه بنفسه في مدينة ييوو، ومن ثم فهو يقيم الآن في ييوو منذ 19 عاما.
روى الرئيس الصيني شي جين بينغ قصة شلبي في خطابه، قائلا "وهو أتى بالأطعمة العربية الأصيلة وما تمثله من ثقافة عربية إلى هذه المدينة، كما استفاد من تطور المدينة وازدهارها وحقق نجاحا في أعماله التجارية، وتزوج من فتاة صينية، واستقر في الصين".
وذكر شلبي بلغة صينية ينطقها بكل طلاقة "كان حلمي في ذلك الوقت أن أبدأ مشروعا تجاريا وأن أصبح صاحبا له. ورأيت أن هذا الحلم يمكن أن يصبح حقيقة في مدينة ييوو، ومن ثم قررت البقاء فيها".
وفي ذلك الوقت، كان في ييوو العديد من رجال الأعمال من الشرق الأوسط والدول العربية، ولكن لم تكن هناك مطاعم كثيرة تحمل نكهة شرق أوسطية. لذلك اغتنم شلبي الفرصة التجارية وبدأ في السعي إلى تحويل حلمه في هذه المدينة إلى حقيقة.
وقد حقق شلبي، وعمره الآن أكثر من 40 عاما، حلمه بالفعل في ييوو، وها هو الآن يتعاون مع أصدقائه لتشغيل مطعم عربي جديد اسمه "بيتي".
-- "لدي يقين بأني سأستقر في ييوو"
قال شلبي "بعد أن امتدحني الرئيس شي، صرت على يقين بأنني سأستقر في ييوو، فعقدت العزم على أن أبذل قصارى جهدي لأعبر عن امتناني لييوو".
عندما وصل شلبي إلى ييوو في البداية، بدأ حياته المهنية من الصفر، ووصف وضعه في ذلك الوقت بأنه "لا شيء على الإطلاق".
ومع ذلك، فإن سياسة الانفتاح التي انتهجتها الحكومة المحلية وحفاوة وترحاب أهالي ييوو شجعت شلبي كثيرا على بدء عمله التجاري. لذلك، يتوجه في حديثه دائما بالشكر من أعماق قلبه للمدينة وأهلها.
"من عام 2004 إلى عام 2014، لم أعد إلى الأردن لمدة عشر سنوات ولم أغادر ييوو"، هكذا أوضح شلبي الذي يشعر من صميم قلبه بأن ييوو أصبحت بالفعل بمثابة "بيته".
لقد شكل عام 2014 نقطة مهمة في حياة شلبي. فحينها كان قد أقام في ييوو لأكثر من عشر سنوات، واعتاد تماما على الحياة فيها، لكنه كان يسأل نفسه أحيانا "هل ما زلت أريد الذهاب إلى أماكن أخرى؟"
وعندها، فإن تصريحات الرئيس شي لم تترك فقط أثرا عميقا في نفسه، بل جعلته يشعر أيضا بالمسؤولية، وحمّسته لاتخاذ القرار بالاستقرار في ييوو.
ومنذ تلك اللحظة وشلبي في غاية الحماسة ويقول دائما "أريد أن أفعل المزيد من الأشياء الجيدة". في هذه السنوات، ساعد العديد من رجال الأعمال الأجانب الذين وصلوا إلى ييوو في البداية، وعرّفهم على الوضع المحلي وسياسات الأعمال، وأيضا أصطحب طفليه للمشاركة في أنشطة خيرية مختلفة.
في مايو من هذا العام، أنشأ شلبي منظمة خيرية --"بيت مهند". ويأمل أن يتمكن من خلال عزيمته، وبالتعاون مع أصدقائه، من تقديم المزيد من المساهمات للمجتمع المحلي.
وكان المطعم السابق لشلبي يحمل اسم مطعم "ورد". وتحدث عن معنى الاسم قائلا إنه يعبر عن "أننا نفعل أشياء جيدة، ونتفتح كالورد وننشر السعادة في نفوس الآخرين".
-- "لن أنساه ما حييت"
"إن هذا الشاب، الذي يعد واحدا من أفراد الشباب العرب، يعمل على تحقيق الاندماج بين حلمه الشخصي والحلم الصيني، المتمثل في مسعى جميع أبناء الشعب الصيني إلى السعادة والرفاه، ويبذل جهودا دؤوبة بروح الإصرار ويكتسب تجارب مختلفة كما يجسد الانسجام المثالي بين الحلم الصيني والحلم العربي"، هكذا جاءت كلمات الرئيس شي جين بينغ عن شلبي في خطابه.
كأجنبي يعيش في الصين، يحمل شلبي فهمه الخاص للحلم الصيني. فهو يعتقد أن الحلم الصيني لا يخص شخصا واحدا أو دولة واحدة، بل يمكن لأي شخص وأي دولة الانخراط في الحلم الصيني، ومن خلال مبادرة "الحزام والطريق"، يمكنهم أيضا تحقيق أحلامهم.
ورأى شلبي أن "الحلم الصيني أشبه بزهرة. ما إن تتفتح، يمكن للجميع استنشاق عبير عطرها".
في حساب شلبي على تطبيقي "تيك توك" و"ويتشات"، يمكن للمرء أن يجده وقد أعاد نشر العديد من مقاطع الفيديو عن الرئيس شي، مصحوبة برموز تعبيرية مثل "العلم الصيني" و"الحب". يستخدم شلبي الذي لا يعرف الرموز الصينية جيدا هذه الطريقة للتعبير عن احترامه للرئيس شي. وقال شلبي "أنا ممتن للرئيس شي. لقد أحدث العديد من التغييرات في الصين وأعطانا المزيد من الفرص للتطور".
"ودائما ما أقوم بإعادة نشر مقاطع فيديو عن الرئيس شي. فأنا أتعلم منه، وما يقوله منطقي تماما. إنه بمثابة معلم بالنسبة لنا ونحب الاستماع إليه. إنه يهتم بنا، ولن أنساه ما حييت". لقد جاءت كلمات شلبي بسيطة ومفعمة بمشاعر حقيقية.